بقلم - عبد اللطيف المناوي
حوالى ألف شخص من رؤساء الدول وكبار المسؤولين والخبراء الدوليين من القطاعات الحكومية والخاصة اجتمعوا، أمس، فى العاصمة السعودية، الرياض، وذلك فى الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادى العالمى، وهو الاجتماع الأول خارج مدينة «دافوس» السويسرية، التى يحمل المنتدى اسمها، بعد جائحة كورونا، وهو الثالث فى المنطقة، حيث عُقد مرة فى السابق بالأردن، ومرة فى مدينة شرم الشيخ هنا فى مصر.
المنتدى يحمل شعار «التعاون الدولى والنمو والطاقة من أجل التنمية»، وتركز أعماله على الإسهام فى سد الفجوة المتزايدة بين الشمال والجنوب، والتى اتسعت بشكل أكبر بشأن قضايا مثل السياسات الاقتصادية الناشئة، وتحول الطاقة، والصدمات الجيوسياسية.
فى كلمته الافتتاحية، قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودى، فيصل بن فاضل الإبراهيم، إن استضافة الرياض للاجتماع تدفع الجهود العالمية نحو تنمية اقتصادية مستدامة، وتحقيق التكامل التنموى، ومواكبة المتغيرات الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنمية المشتركة بين المجتمعات. أما رئيس المنتدى النرويجى، بورجى برينده، فرأى أن هناك حاجة مُلِحّة إلى تعزيز شراكات جديدة ومؤثرة، فى وقت تتزايد فيه الانقسامات بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وأثنى «برينده» على مكانة السعودية الاقتصادية، باعتبارها تتمتع بمكانة فريدة للعمل مع الأسواق المتقدمة والنامية من أجل تحقيق أهداف تلك الأسواق فى مجالات التجارة والطاقة.
وبخصوص برنامج الاجتماع، فهو يتضمن مجموعة متنوعة من القضايا المُلِحّة مثل الحرب فى قطاع غزة وأوكرانيا، وتحديد أنواع جديدة من النمو الاقتصادى، وخلق فرص العمل لتحسين مستويات المعيشة على مستوى العالم، فضلًا عن التقدم فى الذكاء الاصطناعى والتقنيات الناشئة الأخرى، وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، إضافة إلى تعزيز التحول العادل والمستدام للطاقة.
ويتضمن كذلك مسألة «اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ»، حيث سيناقش ما يمكن حدوثه بسبب الارتفاع المحتمل فى درجات الحرارة ﺑﻤﻘﺪار 2.9 درﺟﺔ مئوية، ما يؤدى إلى ﻓﻮارق ﻛبيرة فى اﻟﻮﺻﻮل إلى مصادر اﻟﻄﺎﻗﺔ، والاجتماع سوف يسعى إلى إﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل لزيادة اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻈﻴﻔﺔ، ﻣﻊ ﺿﻤﺎن اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻌﺎدل، وﺗﺤﺪﻳﺪًا فى اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ.
واضح من أجندة الاجتماع أن التحديات، التى ستتم مناقشتها بخصوص مشهد المخاطر والتحديات التى يشهدها العالم اليوم، كثيرة وكبيرة، ويأمل المجتمعون أن يحققوا تأثيرات إيجابية لجميع الدول، وأن يسهم ذلك فى خلق اقتصاد عالمى أكثر استدامة وازدهارًا، ربما لا بد من إدراك أن تلك التحديات المعقدة تتطلب استراتيجيات شاملة وتعاونًا دوليًّا مشتركًا لمعالجتها بفعالية.
وكان منتدى دافوس قد عقد اجتماعه السنوى الـ54 فى دافوس، فى يناير الماضى، تحت شعار «إعادة بناء الثقة» بمشاركة رؤساء أكثر من 60 دولة وحكومة، وهو يُعتبر الحدث السنوى الاقتصادى الأكبر منذ تأسيسه عام 1971 على يد رجل الأعمال كلاوس شواب، لكن تظل مسألة انعقاد الاجتماع فى السعودية مهمة للمملكة، بل للمنطقة العربية كاملة، مؤكدة ما لها من تأثير فى العالم.