توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزارة الذكاء الاصطناعى

  مصر اليوم -

وزارة الذكاء الاصطناعى

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حتى عام أو عامين على الأكثر، كان الحديث عن الذكاء الاصطناعى وكأنه حديث عن مقدمات لتحول مهم في العالم، وأن هذا التحول أمامه أعوام إن لم يكن عقودًا قبل أن يكون واقعًا حقيقيًّا. نمنا واستيقظنا لنجد ما توقعناه بعد عمر، قد لا نراه نحن، أصبح واقعًا نعيشه. واقعٌ يخشاه البعض إلى حد الرعب ويتفاءل به البعض الآخر وكأنه كل المستقبل.

في إحدى جلسات مؤتمر دافوس الأخير، تحدث أحد خبراء الذكاء الاصطناعى، مشيرًا إلى أن هذا ليس وليد الأشهر القليلة الماضية، ولكنه بدأ منذ عقود. وأظنه هنا يخلط بين بدايات قيام الآلة بتكرار ما تفعله بناء على أوامر محددة إلى اكتساب الآلة القدرة على التعلم من التكرار، وإدراك إمكانية تطوير ما تعلمته حتى حدود محاكاة القدرات البشرية، ولو بنقص واضح من صفات البشر العاطفية، يعوضه تطور أكبر في قدرات تطوير أسلوب التفكير والسرعة والدقة المصاحبة لذلك التعلم. قد يكون هذا الوصف به تبسيط، لكن لا أظنه مُخِلًّا.

قدرات الذكاء الاصطناعى تبدو واضحة في منطقة تطوير القدرات الإنتاجية والصناعية بما ينعكس على سوق العمل في العالم بشكل عام. لكن يظل القلق جاثمًا ومتمكنًا في منطقة القدرة على التأثير في قرارات ومقدرات دول ومجتمعات لقيادتها في اتجاهات مغايرة للرغبات الحقيقية لهذه المجتمعات. وهذا يفسر ذلك القلق الكبير الذي يسود العديد من دول العالم حول إدارة الانتخابات التي ستجرى في ربع دول العالم تقريبًا خلال الأشهر القادمة.

الأمر الآخر مثار القلق هو قدرة الذكاء الاصطناعى على خداع الأسواق. يجب ألّا ننسى أن هذا الذكاء ما هو إلا مخرجات لمدخلات إلى أجهزة كمبيوتر، ومَن يتحكم في المدخلات بالتأكيد يملك التأثير في النتائج. وهنا التخوف الذي يسود الأسواق.

وتظل المعلومات المضللة والكاذبة ودور الذكاء الاصطناعى فيها، بانتحال الصفات، وسرقة الهويات، والتلاعب في المعلومات، واختراق نظم اتخاذ القرارات المؤثرة في الاقتصاد والسياسة والأمن والمجتمع هي الخطر الأعظم، الذي مازال يحتاج إلى جهد لتجنب آثاره السلبية.

عديد من الدول أدركت منذ فترة طويلة نسبيًّا أهمية الذكاء الاصطناعى القادم، لذلك بادرت باتخاذ الإجراءات الاحتياطية التي تعكس إدراكها واهتمامها بالقادم، حتى إن بعض هذه الدول أوجدت وزارة للذكاء الاصطناعى. وأظن أنه حان الوقت كى نعتبر أن هذا التغير مهم ونهتم به الاهتمام الذي يليق به. لذلك حتى لو كان التشكيل الحكومى القادم سيتجه نحو تقليل عدد الوزارات، إلا أننى أدعو إلى أن تكون هناك وزارة تختص بالذكاء الاصطناعى كوزارة مخصصة أو ملف نعرف مَن سيتولاه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارة الذكاء الاصطناعى وزارة الذكاء الاصطناعى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon