توقيت القاهرة المحلي 11:32:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغامرة تهدد الاستقرار الإقليمي

  مصر اليوم -

مغامرة تهدد الاستقرار الإقليمي

بقلم - عبد اللطيف المناوي

قلت كثيرًا هنا إن ما أقدمت عليه قيادات حركة «حماس» فى السابع من أكتوبر 2023 هى مغامرة غير محسوبة العواقب، وعدم حسبان عواقب اليوم هو ما جعل غزة الآن أشبه بمدينة أشباح من كثرة عمليات الدمار والإبادة التى تنتهجها آلة الحرب الإسرائيلية.

وقلت فى مرة أخرى، وهنا أيضا، إن إسرائيل تقدم على مغامرة غير محسوبة العواقب بتعريض علاقتها مع مصر للخطر، وجاء الوقت لأقولها من جديد، إن تل أبيب مازالت مستمرة فى هذا الأمر بعد الحادث الأخير الذى وقع على الحدود، بدون الخوض فى تفاصيله، انتظارًا لنتائج التحقيقات التى تجريها السلطات المصرية.

بدا لى تماما أن نتنياهو يكتب سطرا جديدا فى خطاب نهايته، بل فى خطاب زيادة التوتر فى المنطقة، فهو أكبر المسؤولين عن تعريض العلاقات المصرية الإسرائيلية للخطر. فمصر كانت أول بلد عربى وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل فى عام 1979، وهى الاتفاقية التى شكلت حجر الزاوية فى استقرار المنطقة لفترة طويلة. ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل غير عابئة بإعادة الاستقرار من جديد، ولهذا أشعر بقلق كبير حول المستقبل القريب.

نعم، الحادث الأخير ليس هو السبب الوحيد، ولا حتى عندما كتبت لأول مرة عن تلك المغامرة، حيث كانت تل أبيب تشكك فى نوايا مصر بخصوص فتح معبر رفح، فضلا على استمرارها فى إفساد مفاوضات وقف إطلاق النار التى ترعاها مصر خلال الفترة الماضية، للحد الذى صرح مصدر مصرى رفيع المستوى فيه أن القاهرة لا مانع عندها من مراجعة اتفاقية السلام، وهو ما جعل إسرائيل فى حالة غليان أخرى.

شئنا أم أبينا، فإن مصر تتعاطف تاريخيًا وعروبيا وإنسانيا مع القضية الفلسطينية، إذ لعبت دور الوسيط فى العديد من النزاعات فى الصراع العربى الإسرائيلى، ومع ذلك، فإن الأعمال العسكرية الإسرائيلية الأخيرة فى غزة ورفح تحديدا، تضع مصر فى موقف الأكثر انحيازًا للفلسطينيين، بل أيضا تضع مصر فى موقف المتحفز للدفاع عن أمنه القومى، الذى تعرضه حكومة نتنياهو للخطر.

إسرائيل ستخسر بخسارة مصر، هذا لا شك فيه عندى، فأى توتر سياسى يمكن أن يؤثر سلبًا على كثير من الشراكات الحيوية بين البلدين، فضلا عن الغضب المتزايد فى الرأى العام المصرى، والذى بالتأكيد سيدفع إلى تدهور العلاقات بشكل واضح.

أقول وأكرر، إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات جدية للتهدئة وإعادة النظر فى سياساتها، فقد تجد نفسها فى مواجهة مع مصر، بكل ما تحمله من ثقل إقليمى، وكلمة دولية قوية، ورأى عام موحد خلف قيادتها وأرضها عند الإحساس بأى خطر. أقول وأكرر إن لم تسع إسرائيل إلى عرقلة خيالات نتنياهو، فإن ذلك سيؤدى إلى عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمى. هذه ليست نصيحة لإسرائيل من أجل عيون إسرائيل، بل من أجل المنطقة بأكملها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغامرة تهدد الاستقرار الإقليمي مغامرة تهدد الاستقرار الإقليمي



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon