توقيت القاهرة المحلي 21:49:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هروب أو هجرة.. لا يهم

  مصر اليوم -

هروب أو هجرة لا يهم

بقلم - عبد اللطيف المناوي

استمرارًا لمناقشة أزمة هجرة الأطباء، وهى أزمة جادة، فإننى هنا أستحضر ما نشرته جريدة «واشنطن بوست» ٢٦ فبراير الماضى، فى تقرير بعنوان «الأطباء الشباب يهاجرون من مصر بحثًا عن وظائف أفضل بالخارج». اللافت للنظر فى هذا أن إدراك وجود الأزمة تجاوز الحدود لتهتم به مؤسسات إعلامية دولية، حتى لو كان فى النفوس أغراض. استعرضت الجريدة تجارب أطباء مصريين تواصلت معهم، فذكرت على لسان طبيب مصرى، عمره ٣٤ عامًا: «لم أفكر مرتين عندما جاءنى عرض للعمل بمستشفى فى بريطانيا، فالراتب هنا يعادل ٤٠ مرة ما كنت أتقاضاه فى مصر»، ويضيف الطبيب أنه بعد سنوات قضاها فى الدراسة والتدريب ليعمل فى مستشفى حكومى فى مصر، يجد كامل دخله ما يعادل ٣٠٠ دولار شهريًا.

ونقلت الصحيفة عن طبيب شاب، عمره ٣٤ عامًا، يعمل طبيب مقيم أمراض باطنية بمستشفى بشيكاغو فى أمريكا، قوله: «تركت العمل الحكومى فى مصر بعد عمل عدة أسابيع فقط، وسافرت إلى السعودية عام ٢٠١٧ وعملت ممارسًا عامًا فى وحدة رعاية صحية أساسية، استطعت خلالها ادخار ٢٠ ألف دولار، مكنتنى من السفر إلى أمريكا للحصول على ترخيص مزاولة المهنة».

وتسأل جريدة «واشنطن بوست» طبيبة عمرها ٢٨ عامًا، تعمل فى مصر، فتجيب: «راتبى الشهرى يكفى بالكاد تكلفة مواصلاتى والإفطار، أعمل ٧ أيام فى الأسبوع وكثيرًا ما أبيت فى المستشفى».

إدراك الأزمة أول خطوة فى علاجها. ولا يكفى القول إننا كدولة نفعل أفضل ما يمكن، وليس فى الإمكان أفضل مما كان، أو يخرج متحدث يشير إلى خطط زمنية فيها ما لا يمكن فعله، أو أن يصرح مسؤول بأن على شباب الأطباء تقديم التضحيات طواعية، فالحكومة تتحمّل ٩٩.٩% من تكاليف دراستهم، كما قال مسؤول سابق فى وزارة الصحة.

صحيح أن الدولة فعلت ذلك، ولكن لابد من البحث عن طرق صحيحة للحفاظ على الثروة التى تصنعها الدولة فى شباب مؤهل لا يجد أمامه أمل أو فرصة إلا تجاوز الجانب الأخلاقى فى الالتزام نحو الدولة التى تحملت أعباء تعليمه، ويبدأ فى البحث خارج إطار الوطن عن فرصة حياة أفضل.

مصر بحاجة ماسة إلى عدد أكبر من الأطباء. منظمة الصحة العالمية أكدت أن معدل الأطباء فى مصر بالنسبة للمواطنين هو ٧.٠٩ طبيب لكل ١٠ آلاف مواطن، بينما الحد الأدنى المقبول هو ١٠ أطباء لكل ١٠ آلاف مواطن. وأن نقارن بدول أخرى يصل المعدل فيها أكثر من ذلك بكثير، مثل أمريكا التى يصل معدلها إلى ٣٥ طبيبًا لكل ١٠ آلاف مواطن، وفى السويد ٧٠ طبيبًا لكل ١٠ آلاف مواطن، وهناك دول أقل من مصر فى المستوى الاقتصادى، معدل الأطباء بها أعلى من مصر، مثل الجزائر يوجد ١٧ طبيبًا لكل ١٠ آلاف مواطن، وبوليفيا ١٠ أطباء لكل ١٠ آلاف مواطن.

ومازال الحديث مستمرًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هروب أو هجرة لا يهم هروب أو هجرة لا يهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon