توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مانديلا فلسطين

  مصر اليوم -

مانديلا فلسطين

بقلم - عبد اللطيف المناوي

عاد اسم الأسير الفلسطينى مروان البرغوثى إلى واجهة الأحداث من جديد كأحد الحلول التوافقية أمام كافة أطراف الصراع فى الأراضى المحتلة. مروان هو الحل المتجدد للسلطة الفلسطينية، وبديل شرعى مقترح للرئيس محمود عباس، حيث كان اسمه يُطرح دائمًا فى أى انتخابات للسلطة، ودائمًا ما يلقى قبولًا كبيرًا فى استطلاعات الرأى.

هو أيضًا أحد حلول حفظ ماء الوجه لحركة حماس، التى تؤكد بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية أنها أدرجت اسمه فى قائمة الأسرى، الذين يريدون الإفراج عنهم فى صفقة التبادل المقبلة مع إسرائيل. وأقول حفظ ماء الوجه لأن خروج البرغوثى سوف تسوق له الحركة باعتباره نصرًا على إسرائيل، غير عابئين بآلاف الشهداء، الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلى بعد السابع من أكتوبر، وقد أحضرت الحركة كذلك من جعبة الأسرى المنسيين اسم أحمد سعدات، أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذى تستهدف أيضًا بخروجه الترويج لنصر زائف آخر.

أرى أيضًا أن البرغوثى حل أفضل لإسرائيل، خصوصًا فى ظل التصريحات المتتالية لأفراد من حكومة تل أبيب يعلنون فيها ضجرهم من التعامل مع محمود عباس، فضلًا عن الترويج كذلك لاستحالة التعامل مع قادة حماس فى المستقبل، لذا فإن خروج شخص كالبرغوثى الآن ودخوله المعادلة السياسية قد يُعيد هيكلة مشهد السلطة الفلسطينية بشكل كامل، وبالتالى التعامل مع أشخاص آخرين بمعطيات أخرى.

أظن أن خروج القيادى فى حركة فتح، مروان البرغوثى، قد يكون حلًّا لإسرائيل إذا فكر قادتها بشكل أهدأ مما يفكرون به الآن، وأظن أيضًا، وقد يخيب ظنى، أن تل أبيب لن تستجيب لهذا الإجراء، وسوف تصر على حمقها الشديد فى التعامل مع الملف الفلسطينى، خصوصًا فى هذه المرحلة التى يعتلى فيها الحكومة شخص مثل نتنياهو، لا يريد إلا أرضًا محروقة، متصورًا أنه بهذا الدمار قد انتصر، وبالتالى نجا من مساءلة قانونية قد تُنهى تاريخه السياسى. لقد تردد اسم مروان فى سيناريوهات سابقة، باعتباره الحل التوافقى لأطراف ما، والأمل لأطراف أخرى، وفى فترة من الفترات تم التوافق على خروجه ليقود السلطة الفلسطينية كرمز، ويكون معه شخصية أخرى كرئيس للوزراء.

الشخص الوحيد الذى لا نعرف إن كان خروج مروان البرغوثى من مصلحته أم لا هو مروان ذاته، فهو محكوم عليه بخمسة أحكام مؤبدة، وقد قضى أكثر من 20 عامًا من عمره فى السجن، فكلنا سمعناه أثناء انتفاضة الأقصى فى أوائل الألفية الجديدة قائدًا مُحركًا للأحداث ومجرياتها، مقاومًا عاقلًا هادئًا، حتى لو علَت نبرة صوته، سياسيًّا من الدرجة الأولى، كلماته مرتبة موزونة. أما الآن فقد بلغ من العمر 65 عامًا، هذا غير كونه قابعًا فى سجون الاحتلال، بعيدًا عن أى تفاعلات سياسية حدثت على الأرض منذ زمن طويل.

مروان حتى لو لم يخرج من السجن هذه المرة سيظل رمزًا للمقاومة الفلسطينية العاقلة، أما لو خرج فهو يحتاج إلى مشروع متكامل، قد يحتاج تفصيلًا أكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مانديلا فلسطين مانديلا فلسطين



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon