توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حريق ذاكرة حية

  مصر اليوم -

حريق ذاكرة حية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حريق استوديو الأهرام ليس مجرد حريق عابر، بل هو حريق ذكريات، حريق ذاكرة حية ظلت تعيش معنا لسنوات طويلة فى العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية. هو حريق مخزن أحداث وشخصيات مروا على الاستوديو طوال 80 عامًا من الزمان. لا أبالغ فى القول إنه حريق 80 سنة من ذاكرة هذا البلد الفنية.

زار رئيس الحكومة ومعه عدد من الوزراء مكان الحادث. ربما شاهدت على وجوههم إحساسهم بفداحة الخسارة، التى لم تكن بشرية بحمد الله، لكنها كما قلت خسارة سنوات عديدة، كبرت وتربت فى وجداننا، حتى لو لم ندركها جيدًا ونحن نشاهدها على شاشات السينما أو التليفزيون، لكنها تسللت إلى ذاكرتنا البصرية، وانطبعت، لدرجة كسر الإيهام.

الاستوديو تأسس عام 1944، خلال الحرب العالمية الثانية، على يد اليونانيين أفابخلوس أفراموسيس وباريس بلفيس، ويقع على مساحة 27 ألف متر مربع، ويضم 3 بلاتوهات (مواقع تصوير) وصالة عرض وصالة دوبلاج، إضافة إلى معمل التحميض والطبع. لقد ظل الاستوديو هذا الوقت صامدًا أمام تقلبات الزمان، وشهدت أروقته تصوير نحو ثلث إنتاج مصر السينمائى والتليفزيونى، ولكنه لم يصمد أمام الحريق.

استوديو الأهرام كان من أولى الاستوديوهات التى أُنشئت فى مصر، فلو تتبعنا الحركة السينمائية فى بدء ظهورها لوجدنا أنه لم تكن هناك استوديوهات تتماشى وحال صناعة السينما، بل إن المشتغلين بالسينما كانوا يعمدون إلى تصوير المناظر فى حدائق وبيوت الأغنياء.

وكان أول استوديو تم تأسيسه فى مصر بالإسكندرية، وتحديدًا فى باكوس بمنطقة الرمل، وحسب كتابات الكثيرين من نقاد السينما، كان هذا الاستوديو عبارة عن دار سينما باكوس، التى حُولت صالتها إلى استوديو، تم تجهيزه بالمُعَدات الممكنة فى ذلك الوقت. أما فى القاهرة فأقامت عزيزة أمير استوديو «مصر الجديدة»، الذى أخرجت فيه فيلم «بنت النيل»، حتى جاء الأستاذ يوسف وهبى، وأقام مدينة «رمسيس»، وفيها استوديو للتصوير، ثم تأسس استوديو مصر، وفى الأربعينيات تأسس استوديو الأهرام.

كل هذه الاستوديوهات فى الحقيقة ذاكرة تعيش معنا وفينا، ومنها استوديو الأهرام، بكل تأكيد، الذى يمتلئ بالكثير من القصص والحكايات، أذكر منها على سبيل المثال قصة المخرج السينمائى الذى أخرج فيلمًا واحدًا، وهو إبراهيم السيد، والذى بدأ حياته عاملًا لـ«الكلاكيت»، ولكن إصراره وموهبته دفعاه إلى أن يصبح مخرج فيلم «الله أكبر»، بعد اعتذار حسام الدين مصطفى عن عدم إخراجه، وقد صُورت مشاهده فى استوديو الأهرام.

حكايات أخرى، وديكورات لأعمال أخرى، مثل مسلسل «أرابيسك» وفيلم «الأرض» ومسلسل «الجماعة 2»، ومعامله التى شهدت خروج العديد من الأعمال المهمة، منها «عنتر وعبلة» و«الناصر صلاح الدين» وغيرهما مما هو موثق على تترات تلك الأعمال. ربما تحول جزء كبير من كل هذا إلى رماد تحت الحريق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حريق ذاكرة حية حريق ذاكرة حية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon