توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو قارة خالية من الانقلابات

  مصر اليوم -

نحو قارة خالية من الانقلابات

بقلم - عبد اللطيف المناوي

إفريقيا قارة موعودة بالتقلبات السياسية والتوترات، والتاريخ القريب والبعيد يشهدان على ذلك، وتحديدًا بعد حقبةٍ كان المستعمر فيها موجودًا بنفسه على الأرض، ولكنه بعدما رحل (فيزيائيًا) ترك وراءه نفوذًا وموالين يعملون لصالح تلك القوة.

التقارير الصحفية العالمية وهى تصف انقلاب الجابون الأخير قالت إنه ظاهرة «منتظمة» فى العقود الأخيرة فى إفريقيا، إذ وقعت محاولتان فى بوركينا فاسو فى العام 2022، إضافة إلى محاولات فاشلة فى غينيا بيساو، وجامبيا، وجزيرة ساو تومى وبرينسيبى، وفى عام 2021 وقعت ست محاولات فى دول القارة، نجحت منها أربع. وبين عامى 1960 و2000، وقع بمعدل أربع محاولات سنويًا بين دول وسط وغرب وجنوب إفريقيا، منها ما ينجح ويؤسس لوضع مختلف ويساهم فى حدوث تغييرات جذرية فى الحكومات والأنظمة السياسية، ومنها ما يفشل ويبقى الحال كما هو عليه، مع حدوث توترات بين معسكر حاول أن يغير الأوضاع بالقوة، ومعسكر آخر متمسك بالسلطة ومنهجه فى التعامل مع الناس، وإن استعان هو الآخر بما يملكه من قوة تنشأ الحروب والصراعات.

الجابون والنيجر لن تكونا آخر المطاف، ما دامت العوامل والأسباب حاضرة فى المجتمعات الإفريقية، وهى أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية، وأظن أن أهمها شيوع الفقر؛ حيث يعانى العديد من الدول الإفريقية من مشكلات اقتصادية هيكلية وعدم توزيع عادل للثروة، ما قد يدفع المجتمعات إلى حد الهاوية.

من بين الأسباب كذلك الصراعات العرقية، ورأينا بشكل واضح ما يحدث فى السودان مؤخرًا، وعدد آخر من الدول ذات الأعراق المتحاربة، فتسعى بعض الجماعات للتمرد من أجل استقلالها، أو تحاول فرض تمثيلها فى مؤسسات الدولة بالقوة.

التدخلات الخارجية فى شؤون دول القارة الداخلية، من بين الأسباب المهمة التى تؤزم الموقف داخل المجتمع الواحد، إذ تسمح بعض الحكومات- أو قوى المعارضة على السواء- بدعمها من مؤسسات أو دول خارجية، بحيث تعمل لصالحها بشكل كامل، دون النظر إلى المصلحة العامة للبلاد، وهو ما يزيد من التوتر ويجعل الوضع أكثر تعقيدًا بين القوى المتنافسة فى الداخل.

أسباب كثيرة تضاف إلى ما ذكرته، منها ضعف التعليم والهجرات المتوالية والإرهاب والتراجع الحضارى، إضافة إلى فشل بعض الحكومات فى تلبية احتياجات شعوبها. وأتصور أن الحلول يجب أن تسير فى مسارين؛ أولهما مسار محلى، حيث يجب على الحكومات أن تعمل على إزالة الأسباب المذكورة سابقًا، إضافة إلى مسار دولى دون تدخل، والمسار الأخير قدر أهميته قدر صعوبته، لأننى أشك دائمًا فى نوايا دول استباحت ومازالت تستبيح ثرواتٍ ليست لها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو قارة خالية من الانقلابات نحو قارة خالية من الانقلابات



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon