توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجماعة التي تهدد البحر (1)

  مصر اليوم -

الجماعة التي تهدد البحر 1

بقلم - عبد اللطيف المناوي

«الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام».

عجزت أن أفهم يومًا كيف لجماعة تحمل هذا الشعار منذ نشأتها أن تنمو وتزدهر!. عجزت أن أفهم كيف لتلك الجماعة التى تلقى دعمًا واضحًا بالعين المجردة أحيانًا، وبغض الطرف فى أحايين أخرى من قوى دولية غربية- بما فيها أمريكا ذاتها- أن تستكمل مسيرتها لتحقيق أهداف الشعار الذى ترفعه.

الموقف الدولى «المائع» طوال السنوات الأخيرة ومنذ نشأة جماعة «الحوثيين»- أصحاب الشعار المذكور فى المقدمة- يتسم معظم الوقت بتخاذل لا يملك الميالون لنظرية المؤامرة إلا أن يعتبروه تخاذلًا مقصودًا.

فكيف السماح لمثل هذه الجماعة، وهى تحمل تلك التوجهات الواضحة، بالترعرع والتمركز إلى الحد الذى صاروا فيه يسيطرون على إحدى أكثر البوابات التجارية العالمية!، كيف سُمح لهم أن يسيطروا على مدخل البحر الأحمر وعلى حركة التجارة فى باب المندب بهذا الشكل؟!.

ولو ادّعَى ساسة الغرب، وهم يملكون ما يدّعون من خبرة وقدرة فى فهم وإدارة سياسة العالم، أن تطور الموقف فى البحر الأحمر كان مفاجئًا لهم، فإنهم إما جهلة أو كاذبين، قولًا واحدًا.

قد يكون من المناسب استحضار صورة موجزة عن تلك الجماعة، التى ظن كثيرون أنها لا يمكن أن تشكل خطرًا حقيقيًّا إلا فى حدود شركائهم فى الوطن من اليمنيين الآخرين، ولكنهم تحولوا الآن إلى أحد أكثر مصادر الخطر لاستقرار المنطقة، وأحد أهم التهديدات لأمن وسلامة حركة التجارة فى العالم كله.

فالحوثيون هم أصحاب حركة سياسية انطلقت من محافظة «صعدة» شمالى اليمن، واكتسبت زخمًا وتأثيرًا فى الأوساط اليمنية بسبب خطاب مؤسِّسها، حسين الحوثى، المناوئ للولايات المتحدة الأمريكية وأطماعها فى المنطقة، وكذلك بسبب معارضتها للسياسات السعودية، ويطلق عليها جماعة الحوثى أو الحوثيين نسبة إلى مرشدها الروحى بدرالدين الحوثى، ومؤسسها ابنه حسين الحوثى، غير أن الجماعة تسمى نفسها «أنصار الله».

تحالف الحوثيون مع الوحدات العسكرية الموالية للرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، واستولوا فى 2014 على ميناء الحديدة على البحر الأحمر، والذى يمثِّل نقطة دخول حيوية للواردات والمساعدات الإنسانية إلى المدن الشمالية من البلاد، لكنهم منذ عام 2015 يسيطرون على إدارة الدولة فى اليمن، باعتبارهم إحدى أهم أدوات اللعب الإيرانية فى المنطقة.

بعدها، دخلت الجماعة فى حرب شرسة مع قوى عربية أعطت لنفسها اسم «التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن»، واستمرت الحرب لمدة 8 سنوات، وتحديدًا حتى شهر إبريل 2023، عندما أكد عضو المكتب السياسى لجماعة أنصارالله الحوثية فى اليمن، محمد البخيتى، توصل الحوثيين إلى تفاهم مع السعودية لوقف الحرب اليمنية.

لقد وُلدت جماعة الحوثى بالقرب من البحر الأحمر، كانت ذات قوة محدودة، لكن بالدعم المستمر وبتغذية الصراعات فى المنطقة، صارت صاحبة اليد العليا على باب المندب، وبالتالى حركة المرور بقناة السويس.

ولكن، لماذا أصبحت هذه الجماعة ما أصبحت عليه الآن؟، فلهذا حديث آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعة التي تهدد البحر 1 الجماعة التي تهدد البحر 1



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon