بقلم - عبد اللطيف المناوي
يظهر بشكل واضح مدى ضعف الحضور العربى على الساحة السياسية العالمية مع كل أزمة كبرى، خصوصا إذا تعلق الأمر بالصراع العربى الإسرائيلى، وذلك بسبب قوة الآلة الدعائية لإسرائيل والدول الداعمة لها، وفى مقدمتها أمريكا.
ولهذا يحتفى الجمهور العربى بشكل كبير بشخصيات تظهر دعمها للقضية الفلسطينية، فيعيدون مثلا نشر بوست للاعب كرة أبدى تعاطفه مع أطفال غزة، ويطلبون من شخص ذى حضور أكبر أن يتبنى وجهة نظر داعمة للقضية، ويحزنون من آخر بسبب موقفه المتخاذل.
ولكن لا أبالغ لو اعتبرت أن موقف السفير الفلسطينى فى بريطانيا حسام زملط، من الأزمة الأخيرة وضع ورقة توت كبيرة على عورة الحضور العربى على الساحة الدولية، والذى قابل تصريحا مثل تصريح الرئيس الأمريكى، جو بايدن، بأنه شاهد أطفال إسرائيل يذبحون بالصمت، وانتظروا حتى نفت أمريكا ذاتها التصريح، وقالت إنه مبنى على أحاديث نتنياهو!
زملط من اليوم الأول للأزمة وهو يدلى بتصريحات قوية لا تخلو من اتزان، تحمل قدرا كبيرا من الحجة والمنطق، هو مثلا توقع «حدوث الأسوأ» فيما يخص الوضع فى غزة، بسبب ما وصفه الكارت الأبيض الممنوح لإسرائيل من المجتمع الدولى.
قال كذلك إن إسرائيل لم تعلن الحرب على حماس فقط، إنما أعلنتها على الشعب الفلسطينى، قال أيضا إن التاريخ لم يبدأ فقط مع بداية الضربة القوية على غزة، بل إن الحرب مستمرة منذ 75 عاما، قال كذلك إن من حق الشعب الدفاع عن نفسه والمطالبة بحقوقه.
يرى زملط أن هناك تقاعسا من الجانب الدولى الذى لم يتحمل مسؤوليته، وأن هناك استمرارا فى وضع إسرائيل فوق القانون وإعطائها بطاقة بيضاء لفعل ما تريده، حيث يجب إلزام إسرائيل بمسؤولياتها تحت القانون الدولى.
وقد أوضح السياسى الفلسطينى أن الشعب الفلسطينى لابد أن يستمر فى النضال من أجل حقوقه المشروعة، وتمنى أن تكون هذه نقطة بداية حقيقية لكل العالم، وألا نكرر الفشل الذى حصل فى السنوات الماضية.
وقد استمر الحضور السياسى القوى لزملط عندما رفض بشكل واضح إدانة ما قامت به حماس، فى حوارات له مع سى إن إن وبى بى سى، وطالب القناتين بأن تكفا عن الدعاية لإسرائيل، مؤكدا لهما أن البروباجاندا الصهيونية هى ما تدفع تل أبيب لمزيد من العنف، والتوسع فى عمليات القتل بحق المدنيين.
أود فى النهاية أن أقول إن ما أحوجنا لمثل هذا الحضور القوى على الساحة الدولية.