بقلم - عبد اللطيف المناوي
كما تحدثت أمس عن الأهمية التي تعود للاقتصاد المصرى بعد الانضمام لتكتل «بريكس»، وكذلك الفائدة التي تعود على التكتل من انضمام مصر وعدد آخر من الدول منها السعودية والأرجنتين والإمارات، لابد أن أتحدث اليوم عن ماذا بعد؟.. عن الخطوة التالية، وكيفية تحقيق أكثر استفادة مما حدث.
رغم امتلاك مصر مقومات اقتصادية وبشرية كبيرة، وامتلاكها أصولًا تحميها من تمادى خطر الديون إلى مستوى الإضرار غير المحتمل بالاقتصاد الوطنى، ورغم تحقيقها خطوات كبيرة ومهمة في تطوير بعض مفاهيم وقواعد دعم الاستثمار، إلا أن مسألة الانضمام لتكتل اقتصادى جديد مثل «بريكس» يحتم علينا تغيير بعض أنماط العمل الاقتصادى والمناخ الاستثمارى، وأن ترقى درجة المسائل النظرية إلى مستوى التنفيذ الجاد، بلا تباطؤ ولا تراجع.
وأتصور، ونحن أمام فرصة مهمة، أن ما علينا فعله الآن هو تركيز مجهوداتنا على تهيئة المناخ أمام الشركات الأجنبية للاستثمار، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال وضع هيكل حوافز أمام الشركات الأجنبية يشجعها على الدخول إلى السوق المصرية، وربما يكون العنصر الأكثر حسمًا في جذب الاستثمار الأجنبى هو الإصلاحات القانونية والتشريعية، والعمل على تغيير ما انتهت صلاحيته الزمنية والمنطقية من القوانين، بحيث أنها لم تعد صالحة للاستخدام في الوقت الحالى، خصوصًا في ظل تحديات يواجهها ليس الاقتصاد المصرى فقط، بل الاقتصاد العالمى ككل.
أمامنا فرصة ذهبية لأن يكون لنا حضور بين الدول أعضاء المجموعة، هناك فرصة لأن نكون بمثابة قاطرة النمو في الدول النامية أعضاء «بريكس»، بفتح الباب أكثر للاستثمار الأجنبى المباشر، فهو أفضل وسيلة للدول النامية، وأفضل بكثير من اللجوء إلى الاقتراض. أمامنا فرصة لأن نكون النموذج الأمثل للاقتصادات الشبيهة، شرط أن نكون راغبين في تهيئة الأجواء الاستثمارية، وأن نكون مخلصين لهذا الأمر.
لن نبدأ من الصفر، وهو أمر معلوم لنا وللكثير من صانعى ومتخذى القرارات الاقتصادية، فمؤشر البنية الأساسية في تطور مستمر، فقد قطعت مصر شوطًا كبيرًا في رصف الطرق المتهالكة وإنشاء طرق جديدة وإنشاء كبارى جديدة، وكذا الاهتمام بخدمات الاتصالات والإنترنت، وكذلك لدى مصر أيدى عاملة بالملايين، ومشروعات تدريبها قائمة ومستمرة، أضف إلى ذلك امتلاكنا ميزة وجود مشروعات واعدة، المهم أن نسعى للمزيد، وأن نكمل ما يلزم لتحقيق أقصى استفادة.
خطوة انضمام مصر لبريكس مهمة وفرصة كبيرة، شرط أن نعى أهميتها الحقيقية بالعمل الجاد، لا أن تتحول الخطوة إلى مجرد عناوين فقط.