توقيت القاهرة المحلي 18:29:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التضحية بالتقاليد الإنسانية

  مصر اليوم -

التضحية بالتقاليد الإنسانية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

رغم التكاليف الأخلاقية والسياسية فإن الحكومة البريطانية كما قال رئيسها: «لن تعلى مصالح المهاجرين غير الشرعيين على حساب الشعب البريطانى الذى انتخبنا لخدمته»، كما يقول المدافعون عن قانون إبعاد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون بريطانيا ثم إعادتهم إلى رواندا.

النتيجة الأساسية المتوقعة أن وتيرة الهجرة إلى بريطانيا، جنة المهاجرين سابقًا، سوف تنخفض بشكل كبير بعد أن تحولت إلى «مصيدة» تنتهى فيها مغامرات الهجرة بمخاطرها المميتة إلى إعادة من ينجو ويبقى على قيد الحياة إلى نقطة بداية قد تكون ظروفها أسوأ من النقطة التى بدأوا منها. هذا القانون سوف يغلق الحدود البريطانية بقرار طوعى من الذين كانوا يستهدفون الهجرة إلى بريطانيا.

أما الذين وصلوا بالفعل فإنهم يواجهون مصيرًا غير معلوم. ينتظرون خطابًا من وزارة الداخلية البريطانية، يتمنون ألا يصل إليهم، يخبرهم بأنه وقع عليهم الاختيار لمغادرة بريطانيا إلى رواندا وعليهم الاستعداد والانصياع.

ما حدث فى الإمبراطورية التى كانت الشمس لا تغيب عنها يومًا ما هو تدليل على التوجه العام لدى دول الغرب المستقبلة لأمواج الهجرة غير الشرعية، والترويع السائد هناك بأن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجهها هذه المجتمعات المتسبب الرئيسى فيها هى تلك الموجات من المهاجرين. ويزداد هذا الأساس والتوجه مع صعود اليمين، خاصة الجزء الذى يمتلك خطابًا شعبويًا.

لم تنجح المعارضة القوية للقانون فى وقف إصداره رغم كونه يعارض الميزة التى ظلت المملكة المتحدة تلتزم بها طيلة تاريخها، كما أنه يتعارض مع حقوق الإنسان باعتراف مسؤولين حكوميين بريطانيين.

لم تنجح أيضًا ما يزيد على 265 منظمة مجتمع مدنى وكيانات أخرى على مستوى بريطانيا فى إقناع البرلمان برفض القانون، رغم ما دفعت به هذه المنظمات من الأسباب التى ترى أن المشروع يؤسس لها، ومنها تقويض حماية حقوق الإنسان، والتجاوز على دور السلطة القضائية وسيادة القانون، إضافة إلى التعارض مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وأخيرًا تقويض النظام الدولى لحماية اللاجئين والقانون الدولى.

واتهمت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، حكومة ريشى سوناك، حفيد عائلة مهاجرة، بإسقاط الحق فى طلب الحماية، وعبرت عن قلقها البالغ إزاء القانون، وقالت إنه يرقى إلى مستوى حظر اللجوء، وهو ما يشكل حسب المفوضية انتهاكًا واضحًا لاتفاقية اللاجئين لعام 1951، ومن شأنه أن يقوض التقليد الإنسانى القديم الذى يفخر به الشعب البريطانى.

وتعتقد المفوضية أن الفارين من الحروب والاضطهاد لا يستطيعون الحصول على جوازات السفر والتأشيرات، وبالتالى لا توجد طرق آمنة وقانونية ليسلكوها، وحرمانهم من اللجوء على هذا الأساس يقوض الهدف الذى أُنشئت من أجله اتفاقية اللاجئين. واتهمت الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبى حكومة المملكة المتحدة بتصنيف اللاجئين وضحايا الاتجار بالبشر، بشكل خاطئ، بأنهم مجرمون.

أعيد الحديث حول هذا الموضوع لنستدعى معًا تاريخ مصر المشرف فى التعامل مع المهاجرين واللاجئين، والذى يجب أن يستمر مهما كانت الضغوط. بقاء مصر التى نعرفها لا يُقدر بثمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التضحية بالتقاليد الإنسانية التضحية بالتقاليد الإنسانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon