بقلم - عبد اللطيف المناوي
وصلتنى رسالة من قارئ كريم هو دكتور مهندس إيهاب سمير حول علاقة التعليم بالتغير المناخى، وقد رأيت نشرها لما رأيته فيها من أهمية، وهذا هو نصها: يمثل التغير المناخى تحديا خطيرا للعملية التعليمية، نظرا لارتفاع درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، والتعرض لموجات من التقلبات المناخية فى غير مواسمها. وهناك حاجة للتعامل مع تلك المشكلة وتقليل تأثيرها السلبى على التعليم فى مصر. توجد العديد من الدراسات التى تتحدث عن العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض قدرات التحصيل لدى الطلبة. بعضها يتحدث عن أن درجة الحرارة إذا وصلت إلى أعلى من 32 درجة مئوية فإنه معها تظهر صعوبة استكمال الدراسة خصوصا لسنوات المرحلة الابتدائية.
فى مصر، يبدأ العام الدراسى كالعادة فى أول أكتوبر وينتهى لمراحل سنوات النقل تقريبا فى منتصف مايو. أى أن متوسط فترة العام الدراسى لسنوات النقل حوالى 7 أشهر ونصف، لكن درجات الحرارة المرتفعة تجعل من هذا الأمر شديد الصعوبة لعدم وجود تجهيزات فى البنية التحتية للمدارس. أضف إلى ذلك مشكلة كثافة الفصول.
الأصعب بالتأكيد مدارس الفترة الثانية التى ستكون فى مناخ شديد الحرارة، وخصوصا كلما اتجهنا جنوبا، مما يهدد بالمزيد من التدهور فى التحصيل العلمى.
تحتاج الدولة لإعادة النظر فى وضع البنية التحتية للمدارس بشكل يتيح استمرار العام الدراسى لسنوات النقل حتى يونيو، وهو ما تقوم به بالفعل المدارس الدولية فى مصر. وقد يكون من المفيد التفكير فى إضافة أنواع جديدة من المنشآت التعليمية تساعد على رفع كفاءة الموجود حاليا، مثل إنشاء مجمعات نموذجية متعددة الأغراض مثل معامل العلوم وصالات الرياضة المغلقة وقاعات الاستذكار والمكتبات وقاعات الفنون على أن يتم إنشاؤها لتقديم خدماتها للطلبة طوال العام للعديد من المدارس فى نطاق جغرافى متقارب والتى لا تمتلك التجهيزات المناسبة مع تحسين جزئى لكفاءة ما هو قائم، مما يتيح توفير بيئة ملائمة حتى مع تغيرات المناخ.
لا بد من النظر فى ملف متاحف العلوم ودورها فى الدول الصناعية وعلى الأخص الصين من أجل دعم تدريس العلوم الطبيعية وإنشاء كيان وطنى لإدارة متاحف العلوم.
لا بد من تعاون حكومى وتشريعى وأهلى بناء بشكل عاجل للتصدى للملف، وأن يعاد النظر فى ترتيب المشكلة على سلم الأولويات، مع الإدراك بوجود تحرك على مستوى الحوار الوطنى قد يحتاج لوقت طويل للتعامل مع مشاكل التعليم، لكن اعتقادى أن الملف لا يمكنه الانتظار.
لا بد من الاهتمام بطلبة سنوات النقل بعيدا عن امتحان الثانوية العامة وإبعاد تأثير تغير المناخ السلبى عن التعليم. يظل التساؤل المحير: أين الآراء العلمية التى توضح ما ينبغى عمله؟.. هناك أفكار لمهندسين وأطباء وعلماء وعلماء تربية وغيرهم. أين إسهاماتهم فى الإعلام والصحافة حول تلك المواضيع الخطيرة؟.
لا بد من التفكير بشكل جماعى وايجابى يتيح وضع حلول لوضع الأجيال القادمة على مسار سليم مبنى على العلم.