بقلم - عبد اللطيف المناوي
هل كُتب على هذه المنطقة أن تعيش فى هذا الصراع للأبد؟
ألم يأن الوقت للتعامل مع جِذر مشكلة الشرق الأوسط؟
ألم يأت الحين لنبذ الأوهام السياسية بأن الوضع القائم قابل للاستمرار؟
من تلك الأسئلة، التى طرحها الرئيس السيسى فى الجلسة الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام، أبدأ كلامى، مثنيًا على فكرة القمة التى استضافتها مصر فى العاصمة الإدارية الجديدة، وسط مشاركة واسعة من دول العالم فى مسعى مشترك لمحاولة وقف الاعتداءات على غزة، وتوفير ممرات آمنة لأهلها، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لها.
من تلك الأسئلة أستطيع استيعاب الرسائل التى أراد الرئيس توجيهها فى كلمته، والتى نستطيع إجمالها فى رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، والتشديد على مواجهة المشروعات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإدانة ما يتعرض له مليونان ونصف المليون إنسان فلسطينى فى قطاع غزة، حيث يُفرَض عليهم عقاب جماعى، وحصار وتجويع كامل، مؤكدًا على عواقب اتساع الصراع فى المنطقة.
وقد حملت كلمات المشاركين فى القمة أيضًا رسائل واضحة تعبر كل منها عن وجهة نظر دولها، إلا أنها اجتمعت تقريبًا فى ضرورة إنهاء الحرب، وهو الهدف الرئيسى الذى من أجله عُقدت القمة فى الأساس، استلهامًا أيضًا من اسمها «قمة السلام».
ولكن ما أخشاه أن تتحول مخرجات هذه القمة إلى مثل مخرجات القمم العربية، سواء على مستوى القادة، أو على مستوى وزراء الخارجية، والتى لا تتجاوز إطار الشجب والإدانة والأمل، ما أخشاه أن تتحول مخرجاتها إلى أوراق تُضم إلى ملف القضية الفلسطينية من دون حل. ما أخشاه ألا تجيب مخرجات القمة عن أسئلة الرئيس التى طرحها.
كلى أمل فى أن تفضى القمة إلى عملية سلام شاملة نستعيد فيها حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كلى أمل فى أن تكون القمة نواة وضع جديد على مستوى الشرق الأوسط، بدلًا من سيطرة جانب واحد فى المفاوضات وفى المصير وفى القرار. أتمنى أن يكون الجميع قد سمعوا الجميع، وأنصتوا إلى حلول قد تلوح فى الأفق، دون النظر إلى من قائلها أو موقفه.
أما حماس، التنظيم الذى نكأ الجرح العميق، وتسبب فى هذا الانفجار الكبير، فأتمنى أيضًا أن يكون له نصيب من الحل، وأن يستمع رجاله وقادته إلى صوت المنطق، لا الصوت العنترى الإعلامى الذى اعتاد عليه قادته، أن يفكروا فى شعبهم وأن يدرسوا بجدية المغامرات التى قالوا إنها مدروسة!.
قمة السلام فى القاهرة تظل فرصة جديدة من الفرص التى أتمنى ألا تضيع فى خضم نشرات الأخبار والبيانات الصحفية المتوالية فى وسائل الإعلام. أتمنى أن تكون الفرصة التى يمكن البناء عليها حتى يستطيع العالم أن يجيب عن أسئلة الرئيس السيسى.