توقيت القاهرة المحلي 04:31:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحران.. النعمة والنقمة

  مصر اليوم -

البحران النعمة والنقمة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

يتعلم الأطفال فى المدارس أن الله حبا مصر بموقع نادر بين قارتين، حيث يجرى فى شريانها نهر الحياة المسمى النيل، وتطل على بحرين لهما أهمية كبيرة؛ الأحمر والمتوسط.

وطوال التاريخ، كانت مصر بحكم موقعها الجغرافى المطل على هذين الحوضين المائيين مطمعًا للقوى الاستعمارية، لتتحول تلك النعمة فى بعض الأوقات إلى نقمة.

البحر المتوسط ليس مجرد حوض مياه تجرى أو تتلاطم أمواجه، ليس مجرد مد وجزر ورياح وتيارات وظواهر مناخية، ولكنه تاريخ واقتصاد وثقافة وتجارة وتحالفات وعداوات وحركات سياسية وحضارات، منذ الحضارة الفينيقية، التى عاشت وازدهرت على الشاطئ الشرقى للبحر المتوسط حتى الأمم المتوسطية الحالية.

وقد شهد حوض البحر الأبيض المتوسط ميلاد الحضارة التى أُقيمت فى عام 9000 قبل الميلاد فى أريحا، وظل تاريخه فى أغلب الأوقات تاريخ صراعات مستمرة. وقد كانت صراعات من أجل بسط النفوذ، خاصة على بعض الجزر مثل صقلية ومالطة وكريت وقبرص.

أما البحر الأحمر أو بحر القُلْزُم أو بحر الحبشة، الواقع بين إفريقيا وآسيا، فهو وسيلة الاتصال مع المحيط فى الجنوب من خلال مضيق باب المندب وخليج عدن.

فى القرن السادس قبل الميلاد، أرسل داريوس الأول، من بلاد فارس، بعثات الاستطلاع إلى البحر الأحمر، وقد حسّن ووسّع نطاق التنقل عن طريق تحديد أماكن الكثير من الصخور الخطرة والتيارات المائية. وقد أرسل الإسكندر الأكبر، فى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، رحلات يونانية بحرية إلى أسفل البحر الأحمر تجاه المحيط الهندى.

وكان البحر الأحمر المفضل للتجارة لدى الحضارة الرومانية مع الهند، عندما كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على البحر المتوسط ومصر وشمال البحر الأحمر.

أدى البحران دوريهما فى الاتصالات بين الشعوب، وحالا دون وقوع اشتباكات بين الشعوب ذات المصالح المختلفة فيهما.

البحران يبدوان على الخريطة من البحار المغلقة، ولكنهما على العكس، مفتوحان على طرق النقل الرئيسية بين الشرق والغرب، وبسببهما أصبحت الملاحة البحرية طويلة المدى ممكنة، وبسببهما تطورت طرق التجارة الجديدة.

هما مصدر خير ورزق لكل المطلين عليهما، لكنهما فى الوقت ذاته مصدر قلق دائم، لقد حدثت وتحدث فى مياههما العديد من المعارك البحرية، ويذكر التاريخ لهما معارك كبرى، ومنها مثلًا معركة أبوقير، التى تواجه فيها الفرنسيون بقيادة نابليون مع الإنجليز بقيادة الأميرال نلسون على شواطئ البحر المتوسط، وكذا معركة شدوان بين القوات المصرية والإسرائيلية، والتى وقعت أثناء حرب الاستنزاف، وتحديدًا فى 22 يناير عام 1970، وأصبحت منذ ذلك التوقيت العيد القومى لمحافظة البحر الأحمر.

البحران الآن يشهدان توترات كبيرة وصراعات نفوذ، فإسرائيل لا تزال طامعة فى شطآن بعض المدن الفلسطينية، وتريد إحكام نفوذها على بعض سواحل البحر المتوسط، فى حين هناك معركة دائرة على إحكام السيطرة على البحر الأحمر، بين الحوثيين وقوات أمريكية وعالمية تريد تأمين حركة تجاراتها.

المعارك هنا وهنا سوف تستمر، والمهم ألّا نتضرر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحران النعمة والنقمة البحران النعمة والنقمة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:39 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي
  مصر اليوم - الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي

GMT 22:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد
  مصر اليوم - ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي

GMT 02:58 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإيطالي

GMT 05:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"صحة البرلمان" تُعلن أن السيسي وضع استراتيجية مواجهة "كورونا"

GMT 12:40 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحرك لضم أوزان كاباك لتعويض غياب فان دايك

GMT 12:37 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

موعد مباراة أرسنال ضد ليستر سيتي والقناة الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon