توقيت القاهرة المحلي 01:45:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحران.. النعمة والنقمة

  مصر اليوم -

البحران النعمة والنقمة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

يتعلم الأطفال فى المدارس أن الله حبا مصر بموقع نادر بين قارتين، حيث يجرى فى شريانها نهر الحياة المسمى النيل، وتطل على بحرين لهما أهمية كبيرة؛ الأحمر والمتوسط.

وطوال التاريخ، كانت مصر بحكم موقعها الجغرافى المطل على هذين الحوضين المائيين مطمعًا للقوى الاستعمارية، لتتحول تلك النعمة فى بعض الأوقات إلى نقمة.

البحر المتوسط ليس مجرد حوض مياه تجرى أو تتلاطم أمواجه، ليس مجرد مد وجزر ورياح وتيارات وظواهر مناخية، ولكنه تاريخ واقتصاد وثقافة وتجارة وتحالفات وعداوات وحركات سياسية وحضارات، منذ الحضارة الفينيقية، التى عاشت وازدهرت على الشاطئ الشرقى للبحر المتوسط حتى الأمم المتوسطية الحالية.

وقد شهد حوض البحر الأبيض المتوسط ميلاد الحضارة التى أُقيمت فى عام 9000 قبل الميلاد فى أريحا، وظل تاريخه فى أغلب الأوقات تاريخ صراعات مستمرة. وقد كانت صراعات من أجل بسط النفوذ، خاصة على بعض الجزر مثل صقلية ومالطة وكريت وقبرص.

أما البحر الأحمر أو بحر القُلْزُم أو بحر الحبشة، الواقع بين إفريقيا وآسيا، فهو وسيلة الاتصال مع المحيط فى الجنوب من خلال مضيق باب المندب وخليج عدن.

فى القرن السادس قبل الميلاد، أرسل داريوس الأول، من بلاد فارس، بعثات الاستطلاع إلى البحر الأحمر، وقد حسّن ووسّع نطاق التنقل عن طريق تحديد أماكن الكثير من الصخور الخطرة والتيارات المائية. وقد أرسل الإسكندر الأكبر، فى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، رحلات يونانية بحرية إلى أسفل البحر الأحمر تجاه المحيط الهندى.

وكان البحر الأحمر المفضل للتجارة لدى الحضارة الرومانية مع الهند، عندما كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على البحر المتوسط ومصر وشمال البحر الأحمر.

أدى البحران دوريهما فى الاتصالات بين الشعوب، وحالا دون وقوع اشتباكات بين الشعوب ذات المصالح المختلفة فيهما.

البحران يبدوان على الخريطة من البحار المغلقة، ولكنهما على العكس، مفتوحان على طرق النقل الرئيسية بين الشرق والغرب، وبسببهما أصبحت الملاحة البحرية طويلة المدى ممكنة، وبسببهما تطورت طرق التجارة الجديدة.

هما مصدر خير ورزق لكل المطلين عليهما، لكنهما فى الوقت ذاته مصدر قلق دائم، لقد حدثت وتحدث فى مياههما العديد من المعارك البحرية، ويذكر التاريخ لهما معارك كبرى، ومنها مثلًا معركة أبوقير، التى تواجه فيها الفرنسيون بقيادة نابليون مع الإنجليز بقيادة الأميرال نلسون على شواطئ البحر المتوسط، وكذا معركة شدوان بين القوات المصرية والإسرائيلية، والتى وقعت أثناء حرب الاستنزاف، وتحديدًا فى 22 يناير عام 1970، وأصبحت منذ ذلك التوقيت العيد القومى لمحافظة البحر الأحمر.

البحران الآن يشهدان توترات كبيرة وصراعات نفوذ، فإسرائيل لا تزال طامعة فى شطآن بعض المدن الفلسطينية، وتريد إحكام نفوذها على بعض سواحل البحر المتوسط، فى حين هناك معركة دائرة على إحكام السيطرة على البحر الأحمر، بين الحوثيين وقوات أمريكية وعالمية تريد تأمين حركة تجاراتها.

المعارك هنا وهنا سوف تستمر، والمهم ألّا نتضرر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحران النعمة والنقمة البحران النعمة والنقمة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon