بقلم - عبد اللطيف المناوي
«شعرت بحزن وغضب شديدين بسبب الانفجار فى المستشفى بغزة يوم الثلاثاء، وبناء على ما رأيته، يبدو كما لو أن ذلك نفذه الفريق الآخر، وليس أنتم». هكذا تحدث بايدن بينما كان إلى جوار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وهكذا قدّم الرئيس الأمريكى لإسرائيل ما كانوا ينتظرونه من تبنيه رواية تل أبيب عن قصف المستشفى، فى مواجهة ردود الفعل الدولية.
والرواية تحمّل حركة الجهاد الإسلامى مسؤولية المأساة، بسبب خلل بإطلاق صاروخ، بحسب المزاعم الإسرائيلية، وأن الطائرات الاسرائيلية بريئة من قصف المستشفى المعمدانى، وهو الزعم الذى تبنّته وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد ساعات من الحادث، والتأثير الكبير الذى أوقعه فى النفوس.
موقف بايدن الذى اتخذه يذكرنا بموقفه مع بداية هجوم حماس، عندما تبنى الشائعات التى انتشرت عن قيام المقاتلين الفلسطينيين بقطع رقاب الأطفال وهو ما اعتذر عنه البيت الأبيض فى بيان فيما بعد، مؤكدا أن الرئيس الأمريكى صاحب الثمانين عاما اعتمد على كلام رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو.
وأعتقد أن البيت الأبيض سيضطر للاعتذار مرة أخرى عندما يثبت بشكل قطعى أن إسرائيل هى من قامت بهذه الجريمة البشعة غير الإنسانية.
وقد يكون الاعتذار تراجعا عن المعلومة، ولكنه لن يكون تراجعا عن الموقف، فنحن نعلم أن واشنطن لن ولم تكف عن مساندتها لتل أبيب، وهو أمر واضح وصريح وظهر فى أمر وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، حاملة طائرات إضافية «يو إس إس دوايت أيزنهاور» بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط لتنضم لحاملة الطائرات «جيرالد فورد» التى وصلت قبل أيام، وتجهيز الجيش الأمريكى حوالى 2000 جندى لأى تدخل محتمل لدعم إسرائيل.
كما أن بايدن اختار أن يزور إسرائيل أولا ثم باقى الدول العربية، وهذا الاختيار لم يكن مفاجئا لكثير من المراقبين الذين يرون أنه يعلن للعالم مساندته ودعمه للدولة العبرية، ولكن من ناحية أخرى يرى بعض المتفائلين أن تلك اللقاءات خصوصا العربية معه قد ينتج عنها حلحلة للأزمة الحالية، وربما توفر فرصا سياسية على أصعدة عدة يجب اغتنامها.
ولكن فى تطور مفاجئ، تم إلغاء زيارة بايدن للأردن بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأردنية إلغاء القمة الرباعية التى كانت مقررة أمس الأربعاء فى عمان بمشاركة الرئيس بايدن والرئيس عبدالفتاح السيسى وأبومازن إضافة إلى ملك الأردن عبدالله بن الحسين.