بقلم - عبد اللطيف المناوي
صنع غلاف مجلة «TIME» الأمريكية الحدث خلال الأيام الماضية، حيث أظهر الغلاف، الذى اكتسى باللون الأحمر، الرئيس الأمريكى جو بايدن، وهو فى أسفل يمين الغلاف، وكأنه يسير إلى خارجه، أو إلى خارج المشهد، وسط طغيان أحمر، وهو لون الحزب الجمهورى، الذى يقدم دونالد ترامب مرشحًا له فى الانتخابات المقبلة.
مناظرة الخميس الماضى التى عقدها الرجلان أظهرت أيضًا ضعف بايدن، لكنها فى الوقت ذاته أظهرت نفس الأزمات التى يعانى منها ترامب، وكأنه لم يتعلم من سنواته خارج البيت الأبيض.
ومع كثرة التحليلات حول مستقبل حملة الرئيس جو بايدن الانتخابية، سلط العديد من وسائل الإعلام العالمية الضوء على دور زوجته جيل، (٨١ سنة)، فى التأثير على قرارات زوجها، (٨٢ سنة)، السياسية. وعقب المناظرة، بدت جيل بايدن أكثر من مجرد سيدة أولى حازمة، حيث كانت بمثابة مرشدة لبايدن ومساعد سياسى له، كما أنها قد تكون المفتاح لمعرفة ما إذا كان بايدن سيقبل الضغوط المتزايدة من الحزب الديمقراطى، ويتخلى عن محاولة إعادة انتخابه، أو يخاطر بمناظرة أخرى مع دونالد ترامب فى سبتمبر.
خلال الفترة المقبلة، سيناقش بايدن مستقبل حملته الانتخابية مع عائلته فى كامب ديفيد، بعد المناظرة التى تركت انطباعات قلقة لدى أقطاب حزبه بشأن قدرته على هزيمة ترامب فى نوفمبر، إذ بدأ بعض الديمقراطيين يطالبونه بالانسحاب حتى يتمكن الحزب من ترشيح مرشح آخر، إلا أن خيار التبديل الآن يبدو صعبًا، فإذا لم يختر بايدن المغادرة بمحض إرادته، فسيتعين على الحزب أن يقبل بنسخة مرشح من الصعب أن يحسم بها الانتخابات، أو أن يرغموه على الانسحاب، وهنا بالتأكيد سيتأثر شكل الحزب قبل الانتخابات.
كبار حلفاء بايدن رفضوا احتمال حدوث تغيير فى هذا الوقت، إلا إذا حلت محله نائبته، كاميلا هاريس، والغريب أن هذا الأمر استبقته حملة ترامب، وكأنها تسخر من بايدن، عندما أصدرت بيانًا قالت فيه إنه لو حدث، وانتخب الأمريكيون بايدن، فسينتهى بهم الأمر مع نائبته كاميلا هاريس رئيسًا للبلاد!، وكأن الجمهوريين يعطون الحل لنظرائهم، لكن هل تكون «هاريس» أهلًا لهذه المهمة؟. على الجانب الآخر، أظهرت نتائج بعض استطلاعات الرأى فى الشارع الأمريكى أن جزءًا مهمًّا من الجمهوريين والمستقلين يريدون من ترامب الانسحاب، ولاسيما بعد إدانته بالكثير من التهم. صحيح أنها لن تمنعه من الترشح، إلا أن فكرة الرئيس المُدان ستظل وصمة على جبين حزبه، الذى وافق على ترشيحه، وعلى جبين الناخبين.
ترامب، (٧٨ سنة)، فى المناظرة الأخيرة بدا أكثر ثقة وأكثر ترتيبًا فى الحديث، إلا أن ماضيه والأزمات التى ترك بها الرئاسة منذ أربع سنوات ستلاحقه، وقد يكون الانسحاب أيضًا خيارًا مطروحًا لدى الجمهوريين.
قد نكون أمام مشهد لم نرَه من قبل فى الانتخابات الأمريكية عندما ينسحب أحد العجوزين من السباق، وقد ينسحب الاثنان.. مَن يدرى؟.
تبقى إشارة أخيرة، لاحظتها فى المناظرة بين العجوزين، وهى أن أيًّا منهما لم يذكر الذكاء الاصطناعى من قريب أو من بعيد، أظن أن هذا يدل على شىء ما!!.