بقلم - عبد اللطيف المناوي
هناك تحديات كبيرة تخص الأسرة المصرية خلال الفترة المقبلة، وأخص بالذكر هنا الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد، والتى سيكون على المرأة المصرية دور مهم فى تجاوزها.
المرأة هى الأم والزوجة والابنة والشقيقة، هى عماد البيت وعموده الراسخ. هى الأكثر علمًا ودراية بما يدور فيه، هى الأفهم بطبيعة إدارته وفقًا للظرف المادى والمعنوى للأسرة بشكل عام.
مع ارتفاع أسعار بعض السلع والخدمات، أرهقت ميزانيات كثير من البيوت المصرية، إلا أن ما سمعناه فى السابق من وصفات أمهاتنا وجداتنا عن التدبير والتوفير، وتسيير أمور البيت فى أحلك الظروف، يجعل على المرأة الآن أن تعيد سيرة مصرياتنا الأوائل فى ضرورة إبحار المركب، وفق مقتضى الحال.
للمرأة المصرية أدوار خالدة على مدار التاريخ، فقد تربعت على عرش مصر فى أوقات صعبة، واستطاعت أن تصنع مجدًا فكريًّا وإنسانيًّا كبيرًا، مثلما صنعته فى السابق هدى شعراوى وصفية زغلول وسميرة موسى وسهير القلماوى. أثبتت أنها الشريك المكمل لمواجهة التحديات، فهى حاضرة فى الوطن كأحد أطراف القوة الناعمة القوية بفضل إبداعها وابتكاراتها المستمرة فى مجالات الفكر والفن والثقافة والعمل المجتمعى وحتى السياسى والاقتصادى. وهى أيضًا حاضرة فى البيت تؤسس نظامها الذى تستطيع من خلاله التغلب على المشكلات التى تواجهه.
هى حاضرة بقوة وتتمتع بحقوق مواطنة كاملة، حصلت على كوتة فى البرلمان بغرفتيه، أصبحت قاضية تعتلى منصة القضاء بمجلس الدولة، أصبحت رئيسًا للنيابة الإدارية والنيابة العامة، أصبحت مستشارًا للرئيس ونائبًا لمحافظ البنك المركزى ومساعدًا لرئيس مجلس الوزراء ووكيلة لرئيس مجلس الشيوخ ومحافظًا ونائب محافظ، إضافة إلى حصولها على عدد كبير من الحقائب الوزارية.
لقد ساندتها الدولة بإطلاق الكثير من الاستراتيجيات والمبادرات التى تهدف إلى تمكينها ودعمها فى تحقيق أهدافها، بما فيها من مبادرات لمساندة المرأة الريفية وتمكينها اقتصاديًّا وتعليميًّا، ولا تزال الدولة فى طريقها لإطلاق المزيد من المبادرات.
الآن، ربما جاء وقت رد الجميل، والمرأة المصرية لا تنتظر أن ترد جميلًا للوطن، بل هى فى قلب الأحداث دومًا عنصر فاعل متفاعل مع كل الأزمات. الآن ستكون المرأة أشد رؤية وإدراكًا لطبيعة ما يحدث من حولها فى المجتمع، ستكون على دراية بأزمات البيت الذى هو النموذج المصغر للمجتمع.
أنا على ثقة أننا سنتجاوز الأزمة الاقتصادية، وعلى ثقة أكبر من أن البيوت لن تتأثر بالأزمة بفضل فهم واستيعاب وإدراك المرأة.