بقلم - عبد اللطيف المناوي
صارت مسألة إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية خلفا لبايدن مستحوذة على بداية أى نقاش لى مع أصدقاء حول الحالة السياسية فى العالم.. ولكن للحق، فإن أصحاب الرأى الثانى ليسوا على صواب، خصوصا بعد اندلاع حربين كبيرتين فى العالم؛ الأولى بين روسيا وأوكرانيا، والثانية مسرحها غزة، وضحيتها غزة، ودماؤها تسيل فى غزة، والجانى هو إسرائيل.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تتزايد المخاوف من احتمال عودة ترامب. خلال فترة رئاسته السابقة، ترك ترامب بصمات واضحة على الساحة السياسية العالمية من خلال نهجه غير التقليدى والمثير للجدل فى العديد من القضايا، حيث اتسمت فترة رئاسة دونالد ترامب بنهج أحادى فى السياسة الخارجية، مما أدى إلى اضطراب العلاقات مع العديد من الدول الحليفة والخصوم على حد سواء.
نهج ترامب الصدامى فى السياسة الخارجية زاد من مخاطر التوترات الجيوسياسية، خصوصا مواقفه العدائية تجاه الصين وإيران، والتحولات المفاجئة فى السياسة الخارجية، ساهمت فى زيادة حالة عدم اليقين الجيوسياسى.
على سبيل المثال، تسببت سياسات ترامب تجاه إيران فى تصاعد التوترات فى الشرق الأوسط، فانسحابه من الاتفاق النووى الإيرانى وفرض عقوبات جديدة على طهران أديا إلى زيادة التوترات العسكرية والاقتصادية فى المنطقة. كما أن نهجه الصارم تجاه كوريا الشمالية، رغم تحقيق بعض التقدم فى المفاوضات، لم يؤدِ إلى نزع السلاح النووى بشكل كامل، مما أبقى المنطقة فى حالة من التوتر المستمر. فى آسيا، أدى تصاعد التوترات التجارية والعسكرية مع الصين إلى زيادة مخاطر الصراع فى منطقة المحيط الهادئ. تحركات ترامب لزيادة التعاون العسكرى مع تايوان وتعزيز الوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة أثارت استياء بكين وزادت من احتمالات الصراع.
كما كان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووى الإيرانى، خطوة مثيرة للجدل زادت من التوترات العالمية. كما أن فرض ترامب رسومًا جمركية على واردات من دول مثل الصين وكندا والاتحاد الأوروبى أدى إلى حروب تجارية أثرت سلبًا على الاقتصاد العالمى.
نهج ترامب الأحادى فى السياسة الخارجية لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان مقلقًا للعديد من الدول.
فقد أبدى ترامب تفضيله للعلاقات الثنائية على التحالفات متعددة الأطراف، ما أثار شكوكًا حول التزام الولايات المتحدة بتحالفاتها التقليدية مثل حلف شمال الأطلسى (الناتو). علاوة على ذلك، كانت له مواقف متقلبة تجاه بعض القضايا الدولية الحساسة، مما جعل من الصعب على الدول الأخرى التنبؤ بسياسات الولايات المتحدة الخارجية.
وفقا لعديد من مراكز الدراسات، هناك تراجع كبير فى الثقة يعكس مدى القلق الذى شعر به المجتمع الدولى تجاه النهج غير المتوقع وغير المستقر لترامب.. كما أدى فرض إدارة ترامب الرسوم الجمركية والحواجز التجارية إلى إثارة توترات تجارية مع الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة، مما تسبب فى تقلبات كبيرة فى الأسواق العالمية وتباطؤ اقتصادى.