توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين غزة.. ومجلس الأمن

  مصر اليوم -

بين غزة ومجلس الأمن

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تحلق طائرة إسرائيلية فى أجواء غزة، يبحث الطيار عن مكان لايزال ينبض بالحياة حتى يضغط على زر إطلاق القذيفة، يجده أخيرًا، فيأخذ القرار، ليتحول المكان فى ثوانٍ إلى ركام، غير مهتم بعشرات أو مئات يتحولون إلى جثث وأشلاء ومفقودين تحت الأن
تحلق طائرة أخرى فى سماء نيويورك، تهبط فى مطار قريب من مقر مجلس الأمن، يهبط منها مسؤول دولى كبير، يحمل فى يده حقيبة دبلوماسية، يركب سيارة فارهة دافئة، تسير وراءها سيارات الحماية، يقترب من مبنى مجلس الأمن، يتناول كوبًا من مشروب ساخن، ثم دخل إلى المجلس.

أصوات الصراخ فى كل مكان فى غزة، أمهات ثكلى، وآباء يحملون جثث أطفالهم الرضع، جنازات لا تهدأ ولا تنتهى، الأرض ذاتها ضاقت من جثث الضحايا الفلسطينيين، رائحة الموت فى كل مكان، والصواريخ المُطلقة من البحر مازالت تتساقط على رؤوسهم.

يبدأ الاجتماع فى مجلس الأمن، يقول المسؤول الدولى خطبة مليئة بالمحسنات البديعية يقدم مشروعًا ضد ما يحدث فى غزة، يدعو إلى إيقاف الاعتداءات على المدنيين عمومًا، فيثور آخرون، ويؤكدون أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الإرهاب، يردون أيضًا بخطب لا تخلو من جمل مسجوعة مطنبة، يُعلنون بدء التصويت، ولكن بعد اللجوء إلى الغرف المغلقة.

فى الغرف المغلقة فى بيوت قطاع غزة يجلس العشرات منتظرين لحظة سقوط القذيفة عليهم، ليتحولوا إلى أرقام فى عداد القتلى المستمر، يقرأ أحدهم القرآن، ويتلو آخر آيات الإنجيل، يدعون من الله أن يخفف القدر وينتهى القصف. يسمعون صوت انفجار كبير، يحمدون الله أنهم ناجون، ولكن بعضهم ينتظر نبأ موت قريب لهم فى الانفجار.

يخرج المسؤولون فى غرف مجلس الأمن المغلقة، يمسكون بكل برود بقراراتهم بين رافض ومؤيد، يدخلون القاعة الكبيرة، يبدأون التصويت العلنى، فيرفع البعض أياديهم متضامنين لمشروع إيقاف العدوان، ويرفع آخرون أياديهم لإجهاض القرار.

فى غزة يرفع الناس أياديهم إلى رب العالمين، يتضرعون من جديد لأن يكون أحن عليهم من مجتمع دولى يتخذ قراراته فى هدوء ودرجة حرارة باردة.

يُجهض القرار، ويستمر العدوان، ويستمر قتل الأطفال والعجائز.

حتى لو لم يُجهض القرار الروسى، وحتى إن كان عدد الرافضين للقتل والإبادة أكثر من عدد المؤيدين، فإن القرار سيكون كذلك رقمًا فى تعداد قرارات كثيرة تمتلئ بها أروقة مجلس الأمن، ولم ينفذ منها شىء.

تعلمنا فى الجغرافيا قديمًا أن طقس أوروبا ومناطق كثيرة من الولايات المتحدة بارد وتزداد فيه فرص هطول الثلوج طوال العام، ولكن يبدو أن تلك البرودة تسللت كذلك إلى الشخصيات والمؤسسات الدولية، فصارت سياسة البرود هى المتحكمة فى مصائر الملايين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين غزة ومجلس الأمن بين غزة ومجلس الأمن



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon