توقيت القاهرة المحلي 17:55:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين غزة.. ومجلس الأمن

  مصر اليوم -

بين غزة ومجلس الأمن

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تحلق طائرة إسرائيلية فى أجواء غزة، يبحث الطيار عن مكان لايزال ينبض بالحياة حتى يضغط على زر إطلاق القذيفة، يجده أخيرًا، فيأخذ القرار، ليتحول المكان فى ثوانٍ إلى ركام، غير مهتم بعشرات أو مئات يتحولون إلى جثث وأشلاء ومفقودين تحت الأن
تحلق طائرة أخرى فى سماء نيويورك، تهبط فى مطار قريب من مقر مجلس الأمن، يهبط منها مسؤول دولى كبير، يحمل فى يده حقيبة دبلوماسية، يركب سيارة فارهة دافئة، تسير وراءها سيارات الحماية، يقترب من مبنى مجلس الأمن، يتناول كوبًا من مشروب ساخن، ثم دخل إلى المجلس.

أصوات الصراخ فى كل مكان فى غزة، أمهات ثكلى، وآباء يحملون جثث أطفالهم الرضع، جنازات لا تهدأ ولا تنتهى، الأرض ذاتها ضاقت من جثث الضحايا الفلسطينيين، رائحة الموت فى كل مكان، والصواريخ المُطلقة من البحر مازالت تتساقط على رؤوسهم.

يبدأ الاجتماع فى مجلس الأمن، يقول المسؤول الدولى خطبة مليئة بالمحسنات البديعية يقدم مشروعًا ضد ما يحدث فى غزة، يدعو إلى إيقاف الاعتداءات على المدنيين عمومًا، فيثور آخرون، ويؤكدون أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الإرهاب، يردون أيضًا بخطب لا تخلو من جمل مسجوعة مطنبة، يُعلنون بدء التصويت، ولكن بعد اللجوء إلى الغرف المغلقة.

فى الغرف المغلقة فى بيوت قطاع غزة يجلس العشرات منتظرين لحظة سقوط القذيفة عليهم، ليتحولوا إلى أرقام فى عداد القتلى المستمر، يقرأ أحدهم القرآن، ويتلو آخر آيات الإنجيل، يدعون من الله أن يخفف القدر وينتهى القصف. يسمعون صوت انفجار كبير، يحمدون الله أنهم ناجون، ولكن بعضهم ينتظر نبأ موت قريب لهم فى الانفجار.

يخرج المسؤولون فى غرف مجلس الأمن المغلقة، يمسكون بكل برود بقراراتهم بين رافض ومؤيد، يدخلون القاعة الكبيرة، يبدأون التصويت العلنى، فيرفع البعض أياديهم متضامنين لمشروع إيقاف العدوان، ويرفع آخرون أياديهم لإجهاض القرار.

فى غزة يرفع الناس أياديهم إلى رب العالمين، يتضرعون من جديد لأن يكون أحن عليهم من مجتمع دولى يتخذ قراراته فى هدوء ودرجة حرارة باردة.

يُجهض القرار، ويستمر العدوان، ويستمر قتل الأطفال والعجائز.

حتى لو لم يُجهض القرار الروسى، وحتى إن كان عدد الرافضين للقتل والإبادة أكثر من عدد المؤيدين، فإن القرار سيكون كذلك رقمًا فى تعداد قرارات كثيرة تمتلئ بها أروقة مجلس الأمن، ولم ينفذ منها شىء.

تعلمنا فى الجغرافيا قديمًا أن طقس أوروبا ومناطق كثيرة من الولايات المتحدة بارد وتزداد فيه فرص هطول الثلوج طوال العام، ولكن يبدو أن تلك البرودة تسللت كذلك إلى الشخصيات والمؤسسات الدولية، فصارت سياسة البرود هى المتحكمة فى مصائر الملايين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين غزة ومجلس الأمن بين غزة ومجلس الأمن



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon