توقيت القاهرة المحلي 17:55:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بريكس».. البداية أم النهاية؟

  مصر اليوم -

«بريكس» البداية أم النهاية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

افتُتحت، الثلاثاء، فى جوهانسبرج، قمة مجموعة «بريكس»، التى تشكلت فى الأساس سنة 2009 من الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادى بالعالم، وهى آنذاك: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، لكن خلال رحلتها انضم إليها عدد من الدول، ما قد يشكل تحولًا استراتيجيًا فى الخريطة العالمية، يستهدف بالأساس تقليص الهيمنة الغربية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على المشهد الاقتصادى العالمى.

وكما تحدثت فى مقال سابق عن «الدولار»، وهل يواجه أزمة حقيقية فى المستقبل بسبب الصعود الكبير لاقتصادات أخرى، أم أن القضاء على هيمنته أمر إن لم يكن مستحيلًا فهو غير منظور فى المستقبل القريب؟

أتحدث الآن عن مجموعة «بريكس» باعتبارها أحد العوامل التى يعتقد البعض أنها ستكون مؤثرة بقوة على قوة العملة الأمريكية، واستخدامها عالميًا، بل فى إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية.

الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، نفسه أوضح فى كلمته الافتتاحية بالقمة أن حصة «الدولار» فى تعاملات مجموعة «بريكس» تراجعت، وأن الحد من الاعتماد على العملة الأمريكية مستمر ولا تراجع عنه، ولكن فى نفس الوقت استبعدت الولايات المتحدة تحول المجموعة إلى منافس (جيوسياسي) لها أو لأى بلد آخر.

يمكن أن تكون مجموعة «بريكس» بداية لمحاولات التهديد للاقتصاد الأمريكى، خصوصًا مع الموافقة على انضمام عدد من الدول النفطية إلى التكتل، والذى سيدعم ولاشك القدرات الائتمانية له، وهى اقتصادات لها ثقلها ودورها المهم فى سلاسل إمداد الطاقة العالمية، ما قد يغيّر من أنماط الإنتاج ومواقع التصنيع والتجميع والتخزين والطلب على الموارد، الأمر الذى يعنى تغيرًا واضحًا فى نمط التجارة الدولية ككل. ولكن قد يكون الخيار الأفضل هو خلق كيانات تتكامل أو تتوازن لا أن تتناقض أو تحاول إزالة القائم.

وإن صحت الأقاويل، فإن دول مجموعة «بريكس» تطمح إلى إنشاء عملة مشتركة فى محاولة لتحدى الهيمنة الدولارية، لكن من غير المتوقع أن تؤتى العملة المشتركة ثمارها قريبًا.

أما الرهان الأمريكى، فقد صرح به بكل وضوح مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، وهو أن تكتل «بريكس» يضم مجموعة من الدول لديها اختلافات فى وجهات النظر بشأن بعض القضايا الحاسمة، وأن دولًا مثل الهند تعتبر فى الأساس حليفة وشريكة للولايات المتحدة، ولن تفرط بمكاسبها الاقتصادية لمصلحة الانحياز لطرف من دون الآخر، كما أنها لا ترغب فى تعزيز نفوذ «اليوان» الصينى، خاصة فى ظل التنافس التجارى بين الدولتين، والنزاع الحدودى فى جبال الهيمالايا.

ودولة أخرى كجنوب إفريقيا، هى الأخرى لن تفرّط فى علاقاتها التجارية المميزة مع الولايات المتحدة، خاصة أنها تعتبر ثانى أكبر شريك لها بعد الصين، حيث تجاوزت صادراتها للسوق الأمريكية 14 مليار دولار فى 2021 مستفيدة من اتفاق التجارة الحرة بين البلدين.

بالتأكيد قد نكون أمام تغيرات جذرية فى خريطة الاقتصاد العالمى، ربما يكون لها ضحاياها، وربما يكون لها مستفيدون، ولكن الأكيد أننا لابد أن نستعد لاستيعاب تلك التغيرات. ويظل مبدأ الربح لكل الأطراف هو الخيار العاقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بريكس» البداية أم النهاية «بريكس» البداية أم النهاية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon