توقيت القاهرة المحلي 06:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ليبيا» المنكوبة بالإعصار والانقسامات أيضًا (1 من 2)

  مصر اليوم -

«ليبيا» المنكوبة بالإعصار والانقسامات أيضًا 1 من 2

بقلم - عبد اللطيف المناوي

أزعجنى بشدة ما تم تداوله على نطاق واسع، أمس، بأن آلاف الجثث قد جرفها التيار فى «درنة»، وهو تعبير يوحى بحجم المأساة التى خلفتها العاصفة «دانيال» التى ضربت شرق ليبيا، وكانت نتيجتها آلاف الضحايا والمفقودين.

ولكن تلك المأساة ربما ليست المأساة الأولى لـ«درنة»، بل هى ليست المأساة الأولى لـ«ليبيا»، وحجم الكارثة، وإن كان أشد المآسى قسوة، إلا أنه دالّ على مآسٍ أخرى ضربت ليبيا طوال سنوات وسنوات.

لم يتوقف عداد الضحايا حتى الآن فى تلك المدينة التى عانقها البحر من ناحية والجبال الخضراء من ناحية أخرى، وتحوّل العناق من لفظ حانٍ رقيق يوحى بالمودة إلى حصار قاتل راح ضحيته الآلاف غير المعلوم عددهم حتى الآن بسبب العاصفة الأخيرة.

تبقى الكارثة الطبيعية من صنع الطبيعة، شئنا أم أبينا، حتى لو ظن أهلها أنهم قادرون عليها، فمسألة التحكم فى الطبيعة تبقى فى علم الغيب، حتى لو تقدم العلم أكثر فأكثر، لذا فإن التعاضد والتكاتف لإخراج «درنة» من أزمتها مهمة عالمية، تشارك فيها كل المؤسسات الدولية، لكن المدينة كانت تعانى من مآسٍ أخرى سابقة، وللأسف كانت صناعة بشرية بامتياز.

لنعرف الحكاية، حكاية «درنة» التى تقع بين البحر المتوسط والطرف الشرقى للجبل الأخضر بشرق ليبيا، وهى إحدى مناطق الغابات القليلة فى البلاد، ويتراوح عدد سكانها بين 85 ألف نسمة و90 ألفًا، وهى مشهورة بمناظرها الطبيعية الجميلة.

وقد أرسل لى صديق ليبى عزيز فيديو قصيرًا للمدينة قبل أن تعصف بها العاصفة «دانيال»، كان جمالها يضاهى أجمل المدن الساحلية كما صورتها أفضل عدسات المصورين. هذه الصورة تجعلنا نشعر بالأسى والمأساة التى تعانيها المدينة فى صورتها الحالية.

المدينة المنكوبة أو المظلومة- كما وصفها كثيرون، وهو وصف صحيح- عانت الأمَرَّيْن، عانت فى السابق من يد الطبيعة كذلك، فقد بُنيت على طول «وادى درنة»، وهو نهر يجف معظم أيام السنة، وتاريخيًّا، إذ تعرضت المدينة لأضرار متكررة بسبب الفيضانات، حيث كان الهدف من بناء سدى «أبومنصور ودرنة» فى أعلى المدينة هو السيطرة على تآكل التربة ومنع الفيضانات، ويبدو أن السدين قد ساعدا فى غرق المدينة بعد انهيارهما بسبب العاصفة.

كانت المدينة قديمًا ميناءً مهمًّا على البحر الأبيض المتوسط فى العالم القديم لليونانيين والرومان. ومن تاريخها المثير أنها كانت عام 1805 موقعًا لمعركة «درنة» الشهيرة، فى أول انتصار يحققه جيش الولايات المتحدة الأمريكية على أرض أجنبية بعد استقلالها عن بريطانيا، ووقعت هذه الحرب بسبب الهجمات على السفن الأمريكية فى «المتوسط»، ومطالبتها من قِبَل الليبيين بدفع «إتاوات» مقابل السماح لها بالملاحة فى «المتوسط».

ولم يكن هذا هو القتال الأخير فى المدينة، بل كان مقدمة لسلسلة غير متصلة أو مرتبطة من المعارك والنزاعات بين الفصائل والاتجاهات المختلفة، التى للأسف جميعها يحمل الجنسية الليبية، وسوف نتحدث عن ذلك فى مقال الغد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ليبيا» المنكوبة بالإعصار والانقسامات أيضًا 1 من 2 «ليبيا» المنكوبة بالإعصار والانقسامات أيضًا 1 من 2



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon