توقيت القاهرة المحلي 22:47:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل الأفارقة والروس

  مصر اليوم -

مستقبل الأفارقة والروس

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تأتى القمة الروسية- الإفريقية، التى تنعقد اليوم فى العاصمة الإمبراطورية السابقة سان بطرسبرج، فى ظل منافسة شرسة تواجه روسيا الغريم الأمريكى والأوروبى. وعلى الطرف الآخر الحليف الصينى. الجميع يغازل إفريقيا. ولو أدرك القادة الأفارقة حقيقة أن العالم يمر بمرحلة اصطفاف جديد، ولو أجادوا إدارة علاقات دول القارة مع القوى العالمية المتنافسة ربما لتمكنوا من الخروج بأكبر قدر من الاستفادة للجميع. بما فيه لعب دور مؤثر فى تهدئة حالة الالتهاب التى يمر بها العالم. وهذا يتطلب من قادة الدول الفهم والتنسيق فى لعب الأدوار بينهم.

هناك فرصة للاستفادة من تحركات الروس، كما هناك فرصة لتحرك الآخرين. وقد يكون نجاح الأفارقة فى إجادة التحرك والاستفادة من الفرصة السانحة طريقًا للمساهمة فى وضع ملامح النظام العالمى الذى سيتشكل بعد أن يمر من عنق الأزمات الراهنة. ووقتها يكون الأفارقة عنصرًا فاعلًا مؤثرًا فى هذا النظام الجديد، وليس مفعولًا بهم كما اعتادوا أن يكونوا.

القمة الروسية- الإفريقية تحمل أجندة وتطلعات يسعى كل طرف للاستفادة منها وتحقيق العديد من الأهداف فى ظل تعقيدات وتقاطعات دولية وإقليمية. يمكن للقمة أن تُسهم فى تعزيز التعاون الروسى مع الدول الإفريقية فى مختلف الأبعاد سياسيًا وأمنيًا، والأهم اقتصاديًا فى هذه المرحلة. تريد موسكو تعزيز نفوذها فى القارة السمراء، ويهدف الأفارقة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد من الشراكة المتوازنة، أو هكذا يتمنى العقلاء.
من متابعة التقارير المتاحة نجد أنه سبقت القمة- التى يسعى خلالها الطرفان إلى الخروج بأكبر قدر من التوافق فى الرؤى والأهداف- مجموعة من الزيارات والاتصالات المتبادلة على مستوى القادة والمسؤولين فى روسيا ودول إفريقية، من بينها الجولات الإفريقية المتعددة لوزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف. هناك علاقات تاريخية ممتدة تجمع موسكو منذ زمن الاتحاد السوفيتى والعديد من دول القارة السمراء، فضلًا عن مواقف عدة دول إفريقية إزاء الحرب فى أوكرانيا، والمساعى الأخيرة لدول القارة للوساطة من أجل إيجاد حل لإيقاف الحرب الدائرة فى أوكرانيا، والتى تدفع القارة السمراء فاتورة باهظة لها. قد يكون هذا أحد العوامل التى يمكن البناء عليها. وقد عملت بشكل لافت منذ ذلك الحين على مد أواصر العلاقة والتعاون على عدة محاور، من بينها دول القارة السمراء التى تمثل أهمية خاصة فى منظور السياسة الخارجية الروسية الجديدة، والتى تتضمن العودة بقوة إلى تلك المنطقة الزاخرة بالفرص، والبناء على ما تحقق عمليًا على أرض الواقع، وبالنظر إلى نشاط الشركات الروسية هناك. وتمثل الدول الإفريقية سوقًا محتملة للسلع الروسية، وفرصة لتوسيع النفوذ الاقتصادى والتجارى لها، إضافة إلى ذلك تسعى موسكو لتعزيز حضورها الجيوسياسى فى القارة، وزيادة تأثيرها السياسى والعسكرى.

قال لى أحد المرافقين الروس: «لننتظر ونرى ماذا سيقدم بوتين غدًا لإفريقيا». وابتسم مضيفًا بإعجاب واضح: «هو يحب المفاجآت». وأنا أظن أن الأفارقة لا يجب أن ينتظروا «المفاجآت»، بل عليهم أن يصنعوا واقعهم بأنفسهم مستغلين قدرهم وقدرتهم لخلق مكان تستحقه شعوب القارة فى العالم الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل الأفارقة والروس مستقبل الأفارقة والروس



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon