توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل الأفارقة والروس

  مصر اليوم -

مستقبل الأفارقة والروس

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تأتى القمة الروسية- الإفريقية، التى تنعقد اليوم فى العاصمة الإمبراطورية السابقة سان بطرسبرج، فى ظل منافسة شرسة تواجه روسيا الغريم الأمريكى والأوروبى. وعلى الطرف الآخر الحليف الصينى. الجميع يغازل إفريقيا. ولو أدرك القادة الأفارقة حقيقة أن العالم يمر بمرحلة اصطفاف جديد، ولو أجادوا إدارة علاقات دول القارة مع القوى العالمية المتنافسة ربما لتمكنوا من الخروج بأكبر قدر من الاستفادة للجميع. بما فيه لعب دور مؤثر فى تهدئة حالة الالتهاب التى يمر بها العالم. وهذا يتطلب من قادة الدول الفهم والتنسيق فى لعب الأدوار بينهم.

هناك فرصة للاستفادة من تحركات الروس، كما هناك فرصة لتحرك الآخرين. وقد يكون نجاح الأفارقة فى إجادة التحرك والاستفادة من الفرصة السانحة طريقًا للمساهمة فى وضع ملامح النظام العالمى الذى سيتشكل بعد أن يمر من عنق الأزمات الراهنة. ووقتها يكون الأفارقة عنصرًا فاعلًا مؤثرًا فى هذا النظام الجديد، وليس مفعولًا بهم كما اعتادوا أن يكونوا.

القمة الروسية- الإفريقية تحمل أجندة وتطلعات يسعى كل طرف للاستفادة منها وتحقيق العديد من الأهداف فى ظل تعقيدات وتقاطعات دولية وإقليمية. يمكن للقمة أن تُسهم فى تعزيز التعاون الروسى مع الدول الإفريقية فى مختلف الأبعاد سياسيًا وأمنيًا، والأهم اقتصاديًا فى هذه المرحلة. تريد موسكو تعزيز نفوذها فى القارة السمراء، ويهدف الأفارقة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد من الشراكة المتوازنة، أو هكذا يتمنى العقلاء.
من متابعة التقارير المتاحة نجد أنه سبقت القمة- التى يسعى خلالها الطرفان إلى الخروج بأكبر قدر من التوافق فى الرؤى والأهداف- مجموعة من الزيارات والاتصالات المتبادلة على مستوى القادة والمسؤولين فى روسيا ودول إفريقية، من بينها الجولات الإفريقية المتعددة لوزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف. هناك علاقات تاريخية ممتدة تجمع موسكو منذ زمن الاتحاد السوفيتى والعديد من دول القارة السمراء، فضلًا عن مواقف عدة دول إفريقية إزاء الحرب فى أوكرانيا، والمساعى الأخيرة لدول القارة للوساطة من أجل إيجاد حل لإيقاف الحرب الدائرة فى أوكرانيا، والتى تدفع القارة السمراء فاتورة باهظة لها. قد يكون هذا أحد العوامل التى يمكن البناء عليها. وقد عملت بشكل لافت منذ ذلك الحين على مد أواصر العلاقة والتعاون على عدة محاور، من بينها دول القارة السمراء التى تمثل أهمية خاصة فى منظور السياسة الخارجية الروسية الجديدة، والتى تتضمن العودة بقوة إلى تلك المنطقة الزاخرة بالفرص، والبناء على ما تحقق عمليًا على أرض الواقع، وبالنظر إلى نشاط الشركات الروسية هناك. وتمثل الدول الإفريقية سوقًا محتملة للسلع الروسية، وفرصة لتوسيع النفوذ الاقتصادى والتجارى لها، إضافة إلى ذلك تسعى موسكو لتعزيز حضورها الجيوسياسى فى القارة، وزيادة تأثيرها السياسى والعسكرى.

قال لى أحد المرافقين الروس: «لننتظر ونرى ماذا سيقدم بوتين غدًا لإفريقيا». وابتسم مضيفًا بإعجاب واضح: «هو يحب المفاجآت». وأنا أظن أن الأفارقة لا يجب أن ينتظروا «المفاجآت»، بل عليهم أن يصنعوا واقعهم بأنفسهم مستغلين قدرهم وقدرتهم لخلق مكان تستحقه شعوب القارة فى العالم الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل الأفارقة والروس مستقبل الأفارقة والروس



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon