بقلم - عبد اللطيف المناوي
إعلان سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، أن قادة دول مجموعة بريكس قرروا دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات لتصبح أعضاء فى المجموعة. هو تطور مهم على الطرفين سواء للمجموعة ككل أو لكل دولة من الدول المنضمة حديثًا.
كما تحدثنا بالأمس، فإن الغرض هنا ليس تكتلًا للمواجهة ولكنه تكتل لخلق حالة من التوازن والدفع المشترك بين دول العالم. والنجاح هنا يكمن فى الوصول إلى حلول اقتصادية عادلة وعلاقات متوازنة.
أعجبنى منطق صديق دبلوماسى غربى فى نقاش لى معه أمس حول مجموعة البريكس وما إذا كان الغرب يعتبر هذا التكتل موجهًا لهم وكان رده حكيمًا بطرح فكرة الجميع يجب أن يكون فائزًا. واعتبر أن انضمام مصر هو إضافة إيجابية شرط الحفاظ على التوازن فى العلاقات مع الأطراف الأخرى. الخطورة ستكمن إذا افترض أحد الأطراف أن وجوده بهدف إخفاء الآخر أو الانتصار عليه أو إنهاء هيمنته، لكن إحداث توازن فى العلاقات والتكتلات الاقتصادية العالمية يمكن أن يؤدى إلى خلق تلك العدالة المفقودة.
وفى مؤتمر صحفى لها، أمس الأول الأربعاء، قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدى باندور، إن دول بريكس اتفقت على توسيع عضوية المجموعة لتشمل دولًا أخرى، مشيرة إلى أنه سيتم تقديم تفاصيل إضافية بشأن توسيع بريكس من قِبَل قادة المجموعة قبل اختتام أعمال القمة.
وأوضحت «باندور» أن دول بريكس اعتمدت وثيقة تحدد الخطوط التوجيهية والمبادئ لتوسيع المجموعة، والمبادئ التوجيهية المتعلقة بتوسيع تكتل بريكس.
مصر تتطلع منذ سنوات للانضمام إلى مجموعة بريكس، حيث سبق أن تقدمت بطلب غير رسمى، قبل أن تطلب ذلك بشكل رسمى مؤخرًا. وبالتأكيد هناك مزايا مهمة على مستوى مصر فى انضمامها. من بينها التعامل مع تكتل يضم ما يزيد على 40% من سكان العالم، سواءً من دول المجموعة أو دول تتعامل معها، كما ينتج أكثر من 30% من السلع والخدمات على مستوى العالم، ويسهم بأكثر من 31.5% من معدلات النمو للاقتصاد العالمى.
أيضًا، الانضمام للبريكس يحمل فرصة كبيرة لزيادة معدلات التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة بين مصر والدول الأعضاء.
تظل مسألة اتجاه البريكس إلى التعامل بالعملات المحلية أو بعملات غير الدولار الأمريكى من المزايا المهمة فى ظل ضغوط النقد الأجنبى الذى نعانى منه. لن يحل كل المشكلة، ولكن تنويع سلة العملات الأجنبية مسألة إيجابية.
البريكس يستفيد أيضًا من وجود مصر فى عضويته، حيث تكون بوابة لإفريقيا من حيث نفاذ وتوجيه السلع والخدمات الخاصة به، والتصدير إلى باقى دول القارة للاستفادة من السوق الإفريقية؛ استغلالًا لموقع مصر الجغرافى والمقومات التى تمتلكها، وهنا تلعب مصر الدور الذى يتناسب مع موقعها.