بقلم - عبد اللطيف المناوي
لم نخرج من إفريقيا بعد. عنوان المقال هو صادم لكنه مناسب لتلك القارة التي تتمتع بمميزات تنافسية كبيرة في مجال الموارد الطبيعية؛ فهى منتج رئيسى لأكثر من 70% من المعادن المهمة للصناعات العالمية، مثل اليورانيوم والذهب والأحجار الكريمة العالية القيمة مثل الألماس، إضافة إلى النفط والغاز. رغم ذلك تعتبر بلدان القارة الإفريقية الأفقر والأقل تنمية على المستوى العالمى.
أمام بلدان هذه القارة فرصة للاستفادة من تفوقها الواضح بامتلاكها مصادر الموارد الطبيعية، إضافة إلى طبيعة التركيبة السكانية التي تصل نسبة الشباب فيها إلى أكثر من 40%، لكن الاستفادة من هذه المميزات مرتبطة بشكل كبير بالقدرة على التخطيط الاقتصادى السليم ومكافحة الفساد وإحداث تحول كبير في السياسات التعليمية للاستفادة من الأعداد الضخمة من الشباب بدلًا من ترك أكثر من 60% من شباب القارة يعملون الآن في قطاعات هامشية غير منتجة.
إذا نجحت حكومات البلدان الإفريقية في وضع سياسات استثمارية جادة، ومخطط للاستفادة من الشباب المهمش ومكافحة الفساد، يضاف إلى ذلك إيجاد سياسة تنسيق وتعاون جاد بين الدول الإفريقية، فإن ذلك سيحول القارة إلى قوة عالمية تنقل اقتصاداتها من اقتصاد تصدير المواد الخام بأسعار رخيصة إلى اقتصاد تصنيع يزيد من القيمة المضافة.
وقد يكون من المناسب استحضار بعض الأرقام التي تساعد في تحديد ملامح المشكلة وأين تكمن الفرصة.
قد يعلم البعض أن ثلاثين في المائة من موارد العالم المعدنية تتركز في إفريقيا. تلك القارة التي تمتلك 8% من احتياطات الوقود الأحفورى و12% من احتياطيات الغاز الطبيعى في العالم؛ وتستحوذ على 65% من الأراضى الصالحة للزراعة على كوكب الأرض و10% من المياه العذبة المتجددة.
لكن، وآه من لكن، 35 دولة إفريقية من بين 46 دولة صنفتها الأمم المتحدة أقل بلدان العالم نموًّا.
90 مليار دولار سنويًّا تفقدها خزائن دول القارة في شكل تدفقات مالية وتجارية غير مشروعة.
سكان قارة إفريقيا نحو 20% من مجمل سكان العالم، البالغ تعدادهم 8 مليارات نسمة، منهم 674 مليونًا- من سكان إفريقيا- يعيشون في فقر مدقع معتمدين على أقل من دولارين في اليوم. وتستوعب الزراعة 60% من إجمالى العمالة في إفريقيا، لكن أكثر من 70% من سكان القارة يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائى.
قارة غنية بالفرص كما المشاكل.