توقيت القاهرة المحلي 00:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنطونيو جوتيريش

  مصر اليوم -

أنطونيو جوتيريش

بقلم - عبد اللطيف المناوي

فى كل مرة أشاهد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أشعر بأنه شخص مختلف، يمثل تيارا للمعارضة فى داخل هيئة الأمم المتحدة، ينحاز دائما للطرف الأضعف والمظلوم. فى إحدى حفلات العشاء التى حضرتها كان هو المتحدث الرئيسى وصادف أن كنت على نفس طاولته. وتأكد لدى الإحساس الذى ذكرته بأنه يبدو معارضًا يقود المؤسسة الأممية الأكبر.

لقد وقف الرجل منذ أيام بالقرب من معبر رفح، وسمع بأذنيه أصوات القصف المجنون للطائرات الإسرائيلية، فلا تفرق قذائفها بين رجل وامرأة، ولا بين طفل وعجوز، ولا حمساوى أو فتحاوى أو مواطن مل من التحزب. سمع بأذن ليست بالطبع كأذن رؤساء أهم دول العالم صرخات الأمهات الثكلى، والآباء المتألمين من فقد أبنائهم وذويهم.

سمع بأذن عاقلة مؤمنة بأن ما ترتكبه إسرائيل لا يرقى فقط لجرائم الحرب، ولكن لإبادة شعب بأكمله. وقف الرجل أمام المعبر ليؤكد للعالم كله أن ما يفصله عن واحدة من أبشع مآسى ومجازر العصر الحديث مجرد أمتار قليلة، مخاطبا ما تبقى من ضمير العالم بأن يسعى - كل فى مكانه- إلى إنهاء العدوان الغادر على غزة.

منذ يومين دعا الرجل أيضًا إلى ما سماه «وقف إطلاق نار إنسانيًا» فى قطاع غزة، وقال إن هجمات المقاومة الفلسطينية لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعى الذى يشهده القطاع.

جوتيريش أكد، فى تصريح نادر، أن هناك انتهاكات واضحة للقانون الإنسانى الدولى فى غزة، مشددا على أن أى طرف فى أى نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنسانى الدولى، وأن المساعدات التى دخلت غزة حتى تاريخه هى مجرد قطرة فى محيط الحاجات التى يحتاجها القطاع.

أرى أن موقف الأمين العام للأمم المتحدة يستحق الإشادة والتحية، ويمثل ضوءا فى نفق مظلم من حالة لا إنسانية يعيشها العالم حاليا، حتى لو افترضنا سيطرة البروباجندا الصهيونية على عقول متخذى القرار، إلا أن ما نشاهده يوميا من مجازر يستحق التوقف الإنسانى على الأقل.

وكان من الطبيعى أن يُقابل موقف جوتيريش بهجوم إسرائيلى عارم، وصل إلى حد طلب استقالته، لا سيما بعد مطالبته بإنهاء ٥٦ عاما من الاحتلال الخانق، حسب تعبيره فى جلسة هيئة الأمم المتحدة التى دعا لها. وقد أثارت هذه التصريحات حفيظة وزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين الذى خاطب الأمين العام بحدّة، مؤكدا أنه - أى جوتيريش- ليس مؤهلاً لقيادة الأمم المتحدة، بل ودعاه إلى الاستقالة فورا، بل ووجه كوهين كلامه لجوتيريش قائلا: «سيدى الأمين العام، فى أى عالم تعيش؟».

وبمناسبة جملة كوهين، وهو اسم مرتبط لدينا كمصريين بشخصية الماكر قالب الحقائق، مثل شايلوك فى «تاجر البندقية»، أود أن أوجه له نفس السؤال «فى أى عالم تعيش أنت يا كوهين؟».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنطونيو جوتيريش أنطونيو جوتيريش



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon