توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم يواجه شبح الجوع (2- 2)

  مصر اليوم -

العالم يواجه شبح الجوع 2 2

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الحلول التى اقترحتها بعض المنظمات الأممية المعنية بالغذاء فى العالم لمواجهة شبح الجوع ونقص سلاسل الإمدادات الغذائية ربما تكون مُسكِّنات وقتية، أو تأتى فى إطار التجييش الغربى فى مواجهة روسيا.

من تلك الحلول مثلًا دعم وحماية أنشطة الإنتاج والتسويق لتلبية الطلب المحلى على المواد الغذائية، ويتضمن ذلك بكل تأكيد دعم الأنشطة اللوجستية اللازمة للإنتاج الزراعى. اقترحت منظمة الغذاء العالمى «الفاو» أيضًا تنويع الدول لمُوردى الأغذية والمحاصيل الزراعية للسوق المحلية، فضلًا عن الاستغلال الأمثل لمخزون السلع الغذائية حتى لا يُعرضها لخطر النفاد، وبالتالى صعوبة الاستيراد، إما لقلة المعروض أو لزيادة الأسعار.

من السياسات التى اقترحتها المنظمة تعزيز شبكات الأمان الاجتماعى لحماية الفئات الهَشّة والأكثر تأثرًا بالأزمة الغذائية، وأخيرًا تعزيز الشفافية ونشر المعلومات فى الأسواق، بما يضمن استقرار إمدادات وأسعار السلع الغذائية.

وأرى، وبعيدًا عن أى مجاملات، أن مصر مثلًا من الدول التى نفذت/ تنفذ حلول منظمة «الفاو» بشكل كبير، وذلك إضافة إلى ما تملكه مصر من ثروة غذائية كبيرة، تستطيع أن تصمد فى وجه الشبح الآتى من بعيد.

دول أخرى نفذت بعض الحلول أو السياسات مثل الهند التى اتخذت منذ فترة قرارًا بحظر تصدير القمح، وهو ما أثر على تواجد القمح فى العالم، وهذا المسلك يبدو أن مُنتجى الغذاء والمحاصيل الزراعية اتجهوا إليه بهدف توفير إمدادات كافية من المحاصيل المختلفة فى الأسواق المحلية، وتعزيز استقرار أسعارها، وبالتالى حماية أمنهم الغذائى.

وأيًّا كانت السياسات التى تقدمها المنظمات الأممية، إلا أنه من الواضح جدًّا أن أزمة الغذاء ستؤثر بشكل متفاوت على دول العالم، وستكون الدول النامية هى الأكثر تأثرًا، وبالنظر إلى أن الصين والهند والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية هى أكبر أربع دول منتجة ومصدرة للمحاصيل الزراعية فى العالم، وهى تشكل أيضاً 43% من سكان العالم؛ ومن ثَمَّ فهى أقل تأثرًا بالأزمة الحالية من دون غيرها من الدول.

وعلى الجانب الآخر فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثلًا، سوف تتضرر بشكل أكبر من هذه الأزمة نظرًا لاعتماد دول هذه المنطقة على واردات الغذاء، حيث تستورد 42% من القمح و23% من الزيوت النباتية من روسيا وأوكرانيا مثلًا، وهو ما يجعلها عُرضة لارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما أن انقطاع جزء فقط من إمدادات القمح سيدفع تلك الدول إلى البحث عن مصادر أخرى، وبأى تكلفة، لتزويدها باحتياجاتها، بدلًا من روسيا وأوكرانيا.

سينجو فقط مَن يعتمد على زيادة الإنتاج، سينجو مَن يحقق مظلة تأمين غذائى لأفراد شعبه. سينجو مَن يفكر خارج صندوق الدول الكبرى فى العالم. سينجو مَن لا يتصور أن العالم هو أمريكا وروسيا فقط. العالم يتغير بشكل حقيقى، ونحن فى أزمة حقيقية، أتمنى أن يدركها الجميع، وألّا تشغلهم مهاترات أخرى عن أزمة تهدد الوجود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يواجه شبح الجوع 2 2 العالم يواجه شبح الجوع 2 2



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon