توقيت القاهرة المحلي 18:38:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما ترى الخطأ صواباً

  مصر اليوم -

عندما ترى الخطأ صواباً

بقلم - عبد اللطيف المناوي

سقط نظام مبارك لأنه خلقَ بنفسِه لنفسِه أزماتٍ، كما خلقَ أعداءً من الفراغ، وحوَّل حلفاءَ إلى أعداء له، خلَقَ وحوشًا لمواجهة خصومه، فتحولوا إلى عبء عليه.

رفض بعض من كانت لهم اليد العليا فى اتخاذ القرار داخل الحزب الوطنى الاعتراف بأن هناك متغيرات فرضتها الظروف السياسية والعالمية والاجتماعية. كانوا على قناعة بأن القوة الرادعة والمسيطرة لجهاز الأمن هى التى تستطيع وأد أى محاولة لمواجهة النظام. راهنوا على التجارب السابقة للجماعات المعارضة، من مظاهرات وإضرابات، وكونها لم تسفر إلا عن أخبار صحفية أو مقالى رأى هنا أو تحقيق هناك، أو لقاء تليفزيونى على إحدى القنوات العربية أو العالمية.

كنت شاهدا على عدد من اللقاءات التى جمعتنى بمن فى يدهم الأمر. نصحتهم مخلصاً أن يفتحوا المجال الإعلامى لشباب المعارضة، وأن يستغلوا بعض الأحداث لمعرفة قوة وحجم جماعات المعارضة بشكل حقيقى. ورغم استجابة البعض إلا أن هناك حالة مسيطرة من الرفض، لا لسبب سوى غطرسة وتعالٍ. لم يدركوا أن الحل الوحيد لاستقرار النظام هو فتح مساحات للاختلاف، وإدارة حوار بين المواقف والاتجاهات المختلفة.

وجد النظام نفسه فى مأزق كبير بسبب التقييم غير الموفق للأصوات التى كانت تتعالى فى هذا الوقت. دفع القائمون على الأمر ثمن عدم الإنصات لصوت الشارع، واكتفى بإجراءات اعتاد صنعها فى الأزمات التى كان قد خلقها فى السابق، فلم تفلح أساليب الحصار للجماعات والأحزاب، لأن الجثة التى اعتبرها القائمون على هذا النظام هامدة، تحركت وخرجت إلى الشارع، فوقع النظام فى شر أعماله.

ارتكب النظام خطأ استراتيجيا كبيرا عندما بالغ فى تقييد حركة الأحزاب والقوى المدنية فى مصر ليترك الساحة خالية لصعود تيار المعارضة الدينية والتى تمثلت فى الأساس فى جماعة الإخوان المسلمين. هذا الخطأ ارتكبه من قبل نظام الرئيس الراحل أنور السادات، لينتهى التقدير الخاطئ له- أو لمعاونيه ومستشاريه- بفاجعة كبيرة، كادت تكلفنا الدولة.

دفعت مصر ثمن هذا الإضعاف المتعمد لقوى المعارضة المدنية بأن وصلت إلى تلك الصورة العجيبة للخريطة السياسية المصرية وقتها، حزب واحد قوى حاكم، يضم كل من يمكن ضمه إلى أعضاء الحزب، وأحزاب لا وجود لها إلا فى مقارها فقط. فكانت أغلبية الشعب فريسة سهلة لقوى المعارضة الدينية، والدليل على ذلك الاستحقاقات الانتخابية التى تلت 25 يناير 2011، ومنها انتخابات برلمان 2012 الذى انحل لاحقا، وكذلك انتخابات الرئاسة التى أوصلت محمد مرسى إلى منصبه السابق.

سقط النظام مثلما تسقط الأنظمة التى لا تسمع. سقط من داخله لأنه اقتنع أن الخطأ هو الصواب.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما ترى الخطأ صواباً عندما ترى الخطأ صواباً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon