توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا ترفعوا أعلام حماس

  مصر اليوم -

لا ترفعوا أعلام حماس

بقلم - عبد اللطيف المناوي

شعرت بمزيج من التوحد والإعجاب الشديد وأنا أشاهد تظاهرة كبيرة فى شوارع العاصمة البريطانية، لندن، دعمًا لفلسطين، وتنديدًا باستهداف إسرائيل للمدنيين فى القصف المستمر على قطاع غزة، كما شعرت بذات الفرحة وأنا أشاهد التظاهرات التى خرجت أمس الأول أمام نقابة الصحفيين المصريين، وفى كثير من ميادين المحافظات المصرية، لنفس الهدف، والتأكيد على رفض فكرة تصفية القضية الفلسطينية بتهجير أهل غزة إلى سيناء، والتشديد على أن فكرة التهجير هى تهديد واضح للأمن القومى المصرى.

ولكن ما أقلقنى أو استرعى انتباهى هو رفع البعض أعلام منظمة «حماس»، أو الهتاف باسمها، وكأنه اختزال للقضية الأكبر، قضية الأرض والاحتلال والإبادة الجماعية التى يتعرض لها أهلنا فى غزة.

قلقت لأن «حماس» مسؤولة بشكل أو بآخر عن إخراج الشيطان عن عقله، وعن اتزانه الذى يرسمه أمام الجميع كذبًا ومراوغةً. نحن نعلم أن إسرائيل تحتل أراضى عربية، وتمارس سياستها الاستيطانية بشكل فج، وتحت غطاء دولى ظالم، كما نعلم أنها لا تريد سلامًا وفق حل الدولتين، ونعلم أيضًا أنها تمارس أبشع انتهاكات لحقوق الفلسطينيين، لكنها لم تكن بنفس جنونها الحالى، لم تكن بنفس قدرتها على ضرب مستشفى وارتكاب جريمة ترتقى- وفقًا للقانون الدولى- إلى حد الإبادة الجماعية، بل وتكذب فى شأن هذا الاستهداف، وتُلقى باللائمة على تنظيم «الجهاد الإسلامى».

قلقت لأن «حماس»- مهما كان حجم العملية والتفاعل العربى معها- هى منظمة مسلحة، لها مع الدولة المصرية تاريخ ملىء بالتقلبات، بين منحنيات صعود وهبوط، بين أزمات كبرى واختلاف أيديولوجى ومنهجى، وبين حوادث ورطت فيها مصر وقت أن كانت الدولة المصرية تأخذ خطوات نحو إقرار سلام تام وشامل بالأراضى الفلسطينية.

قلقت لأن «حماس» مثلها مثل «الجهاد» هى مجرد فصائل فلسطينية لابد أن تعمل كلها تحت مظلة الدولة الفلسطينية، وبتنسيق واضح مع السلطة، وأن يكون هناك تناغم لا تصارع أو خلاف قد يضر القضية، بل يضر الأمة العربية كلها، كما يحدث الآن.

قلقت لأن من المفترض أن يكون العلمان المرفوعان هما علمى مصر وفلسطين؛ وأن يكون الهتاف بالتنديد بالجرائم الإسرائيلية بحق شعب غزة، وبدعم الدولة المصرية والوقوف خلفها فى رفض المشروع الأمريكى- الإسرائيلى لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، أو إلى أى مكان آخر، لأن أهل غزة لا مكان لهم سوى غزة.

أقول ذلك وأعلم أن هناك تظاهرات ستخرج اليوم الجمعة، فى عدد من الأماكن، منها ما دعت إليه بعض القوى السياسية، ومنها ما سيخرج عشوائيًا للتعبير عن غضبه لما يحدث، لذا أتمنى ألا تُرفع أعلام حماس من جديد، وأن تُرفع فقط أعلام مصر وفلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ترفعوا أعلام حماس لا ترفعوا أعلام حماس



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon