توقيت القاهرة المحلي 18:08:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا ترفعوا أعلام حماس

  مصر اليوم -

لا ترفعوا أعلام حماس

بقلم - عبد اللطيف المناوي

شعرت بمزيج من التوحد والإعجاب الشديد وأنا أشاهد تظاهرة كبيرة فى شوارع العاصمة البريطانية، لندن، دعمًا لفلسطين، وتنديدًا باستهداف إسرائيل للمدنيين فى القصف المستمر على قطاع غزة، كما شعرت بذات الفرحة وأنا أشاهد التظاهرات التى خرجت أمس الأول أمام نقابة الصحفيين المصريين، وفى كثير من ميادين المحافظات المصرية، لنفس الهدف، والتأكيد على رفض فكرة تصفية القضية الفلسطينية بتهجير أهل غزة إلى سيناء، والتشديد على أن فكرة التهجير هى تهديد واضح للأمن القومى المصرى.

ولكن ما أقلقنى أو استرعى انتباهى هو رفع البعض أعلام منظمة «حماس»، أو الهتاف باسمها، وكأنه اختزال للقضية الأكبر، قضية الأرض والاحتلال والإبادة الجماعية التى يتعرض لها أهلنا فى غزة.

قلقت لأن «حماس» مسؤولة بشكل أو بآخر عن إخراج الشيطان عن عقله، وعن اتزانه الذى يرسمه أمام الجميع كذبًا ومراوغةً. نحن نعلم أن إسرائيل تحتل أراضى عربية، وتمارس سياستها الاستيطانية بشكل فج، وتحت غطاء دولى ظالم، كما نعلم أنها لا تريد سلامًا وفق حل الدولتين، ونعلم أيضًا أنها تمارس أبشع انتهاكات لحقوق الفلسطينيين، لكنها لم تكن بنفس جنونها الحالى، لم تكن بنفس قدرتها على ضرب مستشفى وارتكاب جريمة ترتقى- وفقًا للقانون الدولى- إلى حد الإبادة الجماعية، بل وتكذب فى شأن هذا الاستهداف، وتُلقى باللائمة على تنظيم «الجهاد الإسلامى».

قلقت لأن «حماس»- مهما كان حجم العملية والتفاعل العربى معها- هى منظمة مسلحة، لها مع الدولة المصرية تاريخ ملىء بالتقلبات، بين منحنيات صعود وهبوط، بين أزمات كبرى واختلاف أيديولوجى ومنهجى، وبين حوادث ورطت فيها مصر وقت أن كانت الدولة المصرية تأخذ خطوات نحو إقرار سلام تام وشامل بالأراضى الفلسطينية.

قلقت لأن «حماس» مثلها مثل «الجهاد» هى مجرد فصائل فلسطينية لابد أن تعمل كلها تحت مظلة الدولة الفلسطينية، وبتنسيق واضح مع السلطة، وأن يكون هناك تناغم لا تصارع أو خلاف قد يضر القضية، بل يضر الأمة العربية كلها، كما يحدث الآن.

قلقت لأن من المفترض أن يكون العلمان المرفوعان هما علمى مصر وفلسطين؛ وأن يكون الهتاف بالتنديد بالجرائم الإسرائيلية بحق شعب غزة، وبدعم الدولة المصرية والوقوف خلفها فى رفض المشروع الأمريكى- الإسرائيلى لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، أو إلى أى مكان آخر، لأن أهل غزة لا مكان لهم سوى غزة.

أقول ذلك وأعلم أن هناك تظاهرات ستخرج اليوم الجمعة، فى عدد من الأماكن، منها ما دعت إليه بعض القوى السياسية، ومنها ما سيخرج عشوائيًا للتعبير عن غضبه لما يحدث، لذا أتمنى ألا تُرفع أعلام حماس من جديد، وأن تُرفع فقط أعلام مصر وفلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ترفعوا أعلام حماس لا ترفعوا أعلام حماس



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon