توقيت القاهرة المحلي 18:22:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال غزة

  مصر اليوم -

أطفال غزة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

من أقسى المشاهد التى تحطم القلب مشاهد الأطفال فى غزة. جثث صغيرة، كسور وجروح تدمى الأيادى الرقيقة، وأجساد كنبات أخضر لم يُزهر تنكب على أحباء آخرين سبقوهم إلى دنيا أخرى.

من يبق منهم على قيد الحياة دون جروح ظاهرة تطل من عينيه نظرات زائغة حائرة، غير قادرة على إدراك ما حدث، ولا أظنهم قادرين على التساؤل: ماذا يحدث؟ أو لماذا؟.

الصوت الباقى الذى يتردد فى ذهنى من كثير من أصوات الألم وعدم اليقين هو سؤال طفل أخرجوه من تحت الأنقاض، ينظفون جسده الصغير من ركام المبانى المتهدمة بفعل قذائف إسرائيلية أو أمريكية لا يهم. الطفل يبكى ويصرخ: «راح ضلنى أعيش؟» أى «هل سأظل حيًا؟».. سأل الطفل بخوف وارتباك وصدمة.

هذا هو حال أطفال غزة، قتل بدون ذنب جنوه، إصابات وجروح، إما قاتلة أو معيقة، سيكبرون معها لو نجوا من تلك المذبحة، يحملون داخلهم مرارة ورغبة فى الانتقام، أو صدمات نفسية لن ينجوا من آثارها طوال حياتهم.

الأطفال فى غزة باتوا يعانون من أعراض الصدمة الشديدة، بالنظر لمشاهد القتل والدمار التى عايشوها. أطباء نفسيون قالوا إن التأثير النفسى للحرب بدأ يظهر بالفعل على الأطفال، خاصة ما يتعلق بـ«الصدمات النفسية الشديدة»، والتى تشمل أعراضها «الخوف، والعصبية، والتشنجات، والسلوك العدوانى، والتبول فى الفراش، وعدم ترك والديهم أبداً».

فيما قدّرت منظمة الصحة العالمية أن 120 ألف شخص يعانون من أمراض نفسية جراء الحرب الأخيرة وحدها، فى حين بات العدد مرشحًا للزيادة بصورة كبيرة مع استمرار الصراع، أو حال تنفيذ الجيش الإسرائيلى خطته بالاجتياح البرى.

كما ذكرت مجلة فوربس الأمريكية، أن الأطفال يتحملون وطأة الصراع المتصاعد حاليا، مضيفة أن «الضرر النفسى المتمثل فى الخوف المستمر على حياتهم، ورؤية الدمار الكارثى لمنازلهم وممتلكاتهم، والتشريد المؤقت أو حتى الدائم، والمعاناة من انعدام الأمن الغذائى، لها عواقب طويلة الأجل».

وما يزيد من تفاقم هذه الأزمة الإنسانية، أزمة النقص الحاد فى الوصول الكافى إلى المياه النظيفة، فضلًا عن معدلات سوء التغذية الحاد والمزمن، والتى سوف ترتفع نسبتها بين أطفال غزة فى قادم الوقت.

لا يوجد أى مكان آمن للأطفال فى أى من أنحاء قطاع غزة، وهو ما يؤكد أن الرقم الذى قدرته منظمة الصحة العالمية قابل للزيادة، مع استمرار المعاناة التى يغض السيد بايدن- وعدد كبير من قادة دول أوروبية كبرى- الطرف عنها، فى إحدى أسوأ لحظات العصر الحديث.

لا مكان آمن لأطفال غزة، بل لا أمان فى الأساس على حياتهم فى ظل هذه الحرب، وهذا ما يذكرنى بمقولة أحد أطباء غزة الذى كتب جملة معبرة وهى: «لا يوجد مكان أكثر عزلة فى هذا الكون من سرير طفل جريح لم يعد لديه عائلة تعتنى به».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة أطفال غزة



GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

GMT 04:58 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

أيها العالم.. استيقظ

GMT 04:53 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

لماذا السيسي؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon