توقيت القاهرة المحلي 08:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً

  مصر اليوم -

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً

بقلم - عبد اللطيف المناوي

إذا أردت نجاحاً فى تغيير أمر ما فلا تصطدم بما يعتبره الناس ثوابت، حتى لو كان لك تقييم مختلف.

وهناك دائماً طريق وسط يجمع بين التحديث والحفاظ على ما تعتبره الجموع ثوابت ثقافية أو عقيدية.

أيضاً تعظيم المؤسسات، الذى يشكل عناصر قوة للمجتمع، لا يتناقض مع طرح الأفكار التى تتبناها هذه المؤسسات للنقاش، بل للتغيير، إن كان ذلك فى الصالح. لكن المهم هو الحفاظ على قيمة ما يمتلك المجتمع من مكونات قوة، بل دعمها وتعظيمها.

أقول ما سبق امتداداً لما تحدثت عنه بالأمس عن أهمية تقوية وتدعيم مؤسسة الأزهر- وشيخه- باعتبارها بحق أحد أهم عناصر القوة الناعمة المصرية. وأزيد على ذلك بأن الشيخ الطيب- وأدّعِى معرفته إلى حد يُمكِّننى من قول ذلك- هو أكثر القادرين على قيادة حركة إصلاحية حقيقية وعميقة داخل المؤسسة الدينية الأهم فى العالم الإسلامى، أو هكذا يجب أن تكون، وهو ابن لثقافة مصرية وسطية أصيلة، وهناك دائماً إمكانية ومفاتيح للحوار معه فى إطار الحفاظ على قيمة وقامة المؤسسة وشيخها.

لكن من المهم هنا أن نفهم طبيعة الإصلاح المطلوب وحدوده. كما تقول القواعد العلمية، من المهم الاتفاق على تعريف دقيق للمصطلحات قبل بدء الفعل. عندما يذهب البعض إلى تعليق جرس الإرهاب بكل موبقاته فى رقبة الأزهر وحده فهذا تعسف لن يوصل لشىء، وعندما نلوم الأزهر وحده لأنه لم يكفر «داعش» وأشباهه فهذا أيضاً هو لومٌ من غير فهم. وعندما يتزيّد البعض، فيعتبر أن الحل هو القضاء على الأزهر أو تقزيمه ليكون مجرد إدارة تابعة، فهنا يحدث ما أشرت إلى أنه يكون اصطداماً مع ما اعتقد قطاع كبير من المجتمع أنه من الثوابت.

تحدى الثقافة العامة أو الثقافة الشعبية لن يكون إلا سبباً فى خسارة أى معركة، حتى لو كانت الأهداف صحيحة.

أعتبر نفسى من المنادين بأهمية تنقية التراث مع الحفاظ عليه، مع التقييم والإشارة إلى الغث والسمين فيه، فهو تاريخ إنكاره لا يلغيه. لكن يجب أن ننظر إليه نظرة نقدية. أيضاً أنا ممن يؤمنون بأهمية تجديد الخطاب الدينى، لكن من الضرورى فى البداية أن نصل إلى تحديد لملامح المفهوم قبل الدعوة إليه. أتفق تماماً مع أهمية ضبط العلاقات الإنسانية التى تنظمها الشريعة، أى شريعة، بضوابط مدنية وإدارية تتوافق مع طبيعة الدولة الحديثة، لكن مع الحرص على عدم الاصطدام بما يعتبره علماء الدين والعامة من الثوابت. هناك دائماً طريق.

الأكيد أننى ضد أى تغول لأى مؤسسة على حرية الإبداع والتعبير، بما فيها المؤسسات الدينية، لكن هذا لا يتناقض مع احترام ووجود هذه المؤسسات.

كل ما ذكرت يصب فى قناعة أساسية أعتقد فيها، وتصلح للإجابة عن السؤال الذى طرحته بالأمس: هل هذا يتعارض مع الحوار والاختلاف حول قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية مهمة بين أطراف المجتمع، بما فيها الأزهر، مع الحفاظ عليه كأحد أهم عناصر القوة الناعمة المصرية؟ إجابتى الشخصية واضحة، وأظنها منطقية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان
  مصر اليوم - مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon