توقيت القاهرة المحلي 06:05:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مات دون أن يحصل على الجنسية البريطانية

  مصر اليوم -

مات دون أن يحصل على الجنسية البريطانية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

في حوار له مع جريدة «نيويورك تايمز» سنة 1995، تعجب رجل الأعمال المصرى الراحل محمد الفايد من نظرة البريطانيين له، قال نصًا: «يعتقدون أن كل من يأتى من مستعمرة (يقصد مصر) هو نكرة، وعندما تثبت أنك أفضل منهم، وتقوم بأمور تجعل منك حديث البلد، يسألون أنفسهم كيف أمكنه القيام بذلك، هو مجرد مصرى!».

هذه الجملة تلخص الكثير من حياة محمد الفايد، الذي رحل عن عالمنا في صباح الأول من سبتمبر الجارى، تلخص كيف كانت حياته، وكيف كوّن ثروته، وكيف تحدى الأسرة المالكة في بريطانيا العظمى، وكيف مات بهدوء عن عمر ناهز 94 عامًا بعد حياة مديدة مليئة بالتقلبات والمعارك.

ولكن، مخطئ من يظن أن «الفايد»، أو «محمد فايد» بالأحرى، المصرى، المولود بالإسكندرية سنة 1929، كوَّن إمبراطوريته بسهولة ويسر، ومخطئ من يظن أنه اعتمد على ضربة حظ، بل إن تلك الإمبراطورية تكونت من عرق رجل ذى شخصية مركبة للغاية، تلك الشخصية التي حولته من «مجرد مصرى»، بوصف البريطانيين، فقير يعمل «حمالًا» على أرصفة ميناء الإسكندرية، إلى أحد أهم أغنياء العالم في سنوات التسعينيات من القرن الماضى، والسنوات الأولى من الألفية الجديدة، وإلى وقت قريب.

من بائع في ميناء الإسكندرية.. إلى صاحب متجر مهم بلندن.

نعم، بدأ محمد فايد (بدون «ال» التعريف) حياته في الميناء القريب إلى محل سكنه ومسقط رأسه، يحمل حقائب المسافرين، ويبيع المشروبات الغازية لهم، وانتقل بعد ذلك إلى العمل في بيع ماكينات الخياطة، لم يكن يأبى أي عمل، طالما أنه يحقق له ربحًا ماديًا يعينه على الاستقلال المادى عن أسرته الفقيرة.

ساعدته شخصيته الطامحة إلى التعرف بالكاتبة سميرة خاشقجى، شقيقة الملياردير عدنان خاشقجى، والتى تزوجها فيما بعد، فقد منحه هذا الزواج عملًا مكّنه من دخول دوائر المجتمع في الخليج، ثم في بريطانيا. كالنمل المجتهد ظل المصرى محمد فايد يجمع ثروته بنفسه، بعد أعمال صغيرة تحولت بمرور الوقت إلى صفقات كبيرة مع الكثير من أثرياء العالم.

صار «فايد» مليونيرًا في ستينيات القرن الماضى، بعد أن تعرف إلى دوك دوفالييه، حاكم هاييتى الشهير، كما صار المستشار المالى لسلطان بروناى، فيما أسس شركة شحن خاصة به في مصر، باختصار تحول هذا الرجل المصرى الثلاثينى إلى واحد من أهم وأشهر رجال الأعمال في العالم.

هذا بالتأكيد منحه الضوء الأخضر للإقامة بشكل كامل في بريطانيا سنة 1974، وعندما أضاف «ال» التعريف لاسمه، فأصبح «محمد الفايد» بدلًا من محمد فايد.

وتبقى للحكاية بقايا وليس بقية واحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مات دون أن يحصل على الجنسية البريطانية مات دون أن يحصل على الجنسية البريطانية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon