توقيت القاهرة المحلي 20:35:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد السابع من أكتوبر.. ليس كما قبله!

  مصر اليوم -

ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله

بقلم - عبد اللطيف المناوي

منذ بداية الإعلان عن بدء العمليات العسكرية فى المستوطنات الإسرائيلية، صباح أمس، وينتابنى شعور شديد بالخوف والقلق على مستقبل المنطقة، بل ومستقبل العالم كله. تابعت بدقة العمليات التى قامت بها الذراع العسكرية لحركة حماس، وأتابع الرد من الحكومة الإسرائيلية، كما أتابع البيانات التى بدأت تصدر تباعًا من حكومات عربية ومؤسسات دولية كان يعنيها فى المقام الأول إبقاء الحال على ما هو عليه، قبل السابع من أكتوبر.

لكنى أظن أن السابع من أكتوبر سيكون يومًا مشهودًا يتذكره الإسرائيليون جيدًا، ليس فقط بسبب حجم العمليات وأعداد القتلى، والرعب الذى عاشه سكان المستوطنات، بل لأن سياسات حكومتهم لم تستطع أن تؤمنهم، ولم تستطع أن تحرك المياه الراكدة فى عملية السلام مع الفلسطينيين. حكومتهم ظلت على تعجرفها وتكبرها ولم تتحرك خطوة نحو سلام شامل مع الفلسطينيين.

وظنوا أن الغد ليس قريبًا بل ليس مطروحًا فى الأساس، وكأنهم يعيدون سيرة حرب أكتوبر من جديد، عندما خذلهم قادتهم آنذاك وظنوا أن الجيش المصرى لقمة سائغة فى أى وقت، وأن النصر عليه ممكن وسهل، ولكن من الواضح أنهم لا يتعلمون أبدًا.

أظن أيضًا أن هذا اليوم سيتذكره الفلسطينيون جيدًا، ليس بسبب الرد الذى سيكون قاسيًا كما أتوقع وأنتظر، لكن لأن ما بعد السابع من أكتوبر سيختلف عما قبله، سيكون شاهدًا على تغير أشد دموية فى السياسة الإسرائيلية، وتحديدًا العسكرية، تجاه قطاع غزة والحركات الفلسطينية المسلحة، وسوف يستخدم الإسرائيليون ما حدث كذريعة لتبرير تعجرفهم بحق الشعب الفلسطينى.

أظن أيضًا أن السابع من أكتوبر سيكون يومًا مشهودًا عند العالم كله، الذى ظن أن الفلسطينيين سيرضون بالأمر الواقع، وبالمماطلة فى عملية السلام، سيكون مشهودًا لدى كثير من المؤسسات الأمنية العالمية التى ظنت أن وقف تطوير القدرات العسكرية لحركة مسلحة، وشل نفوذها، أمر بالإمكان، دون الالتفات إلى حل سياسى يقضى على النزاع من جذوره.

اليوم سيبقى مشهودًا على المستوى العربى، حيث ستتحرك الحكومات- من له علاقة وطيدة بإسرائيل ومن ليس له ذات القوة من العلاقة، وكذلك مع حركة حماس- من أجل وقف تفاقم المشكلة، ووقف أنهار الدم التى سالت طوال الـ24 ساعة الماضية، وسوف تسيل خلال الفترة المقبلة بشكل لا يتوقع أحد نهايته.

الأزمة فى تقديرى أن لا أحد توقع هذه العمليات، ولا أحد أيضًا توقع أن تكون بهذا الأداء المتطور، والقدرات المباغتة والمتسعة، وسيبقى إيمانى بأن أحد أهم أسبابها هو غياب الرؤية فى عملية السلام، التى طالما نادت بها أطراف دولية عديدة، وأفتخر أن الموقف المصرى كان دومًا ينادى باستئناف عملية السلام.

الآن نحن نقف على أعتاب خريطة عالمية جديدة، لن أبالغ بالقول إنها تشبه التغيرات العالمية بعد 11 سبتمبر، ومثلما جلسنا بعد هذا اليوم لنشاهد ماذا يحدث، سنجلس اليوم وغدًا لنشاهد ما يحدث على الساحة بترقب وخوف وقلق شديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon