توقيت القاهرة المحلي 23:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتصار على المحتاجين!

  مصر اليوم -

الانتصار على المحتاجين

بقلم - عبد اللطيف المناوي

جميعنا تتملكه الرغبة فى الخروج منتصرًا حتى فى الأمور الصغيرة. كم واحد منا لديه قصص انتصارات صغيرة، لكنها ممتعة نفسيًا.

عن نفسى مازلت أعتز بذلك المقعد الذى وفرت فيه خمسين جنيهًا فى فصال مع البائع فى أحد محال لندن، والذى كلما نظرت إليه أستعيد لحظة المتعة.

الجميع، رجالًا ونساءً، يستمتعون بـ«الفصال»، خاصة النساء، وبعضهن يتفاخرن بأنهن محترفات. يتباهين كيف اشترين السلعة بأقل من نصف ثمنها. الرجال ليسوا بعيدين عن ذلك أيضا، لكن «نَفَسهم» أقصر.

أذكر مرة أراد فيها أحد أفراد العائلة شراء سماعة لتليفونه من أحد الباعة الجائلين، فانبرت إحدى سيدات العائلة وكأنها تلبى النداء للمعركة قائلة «سيبوهلى» وخرجت إلى المعركة التى بالتأكيد انتصرت فيها.

تصل تلك الانتصارات الصغيرة إلى مستويات أقل وأصغر أيضًا. بائع خضار أو فاكهة متجول، بائع مأكولات متجول، باعة الطرق الذين يفترشون الأرض فى كثير من شوارع مصر. عدد كبير منهم يأتى من قراه ومدنه الصغيرة «من طلعة النهار» ليجد لنفسه مساحة على أرض بلده يبيع فيها ما يمكنه بيعه من منتجات من طرح وخير الأرض أو منتجات ألبان أو غيرها من منتجات بسيطة.

بعض الأسواق شهرتها تتمثل فى أنها أسواق الفصال، وهذه لعبة جائزة بين الطرفين، البائع يرفع السعر ليبيع بالسعر الذى يريد والشارى يحارب معركته ليشعر برضا نفسى عن انتصاره الصغير، والجميع يخرج سعيدًا.

لماذا أتحدث عن هذا الموضوع الآن؟ ليس هناك من لا يشعر بالأزمة الاقتصادية التى نعانى منها، سواء كانت أسبابها خارجية أو داخلية أو الاثنتين معًا، فالحقيقة أن هذه الأزمة قد تسببت، ومازالت، فى ضغوط حياتية هائلة على كثير من المستويات الاجتماعية. أيًا ما كانت معاناة المستورين وما فوقهم من مستويات أخرى، فإن أكثر الذين يعانون هم أولئك الفقراء الذين ازدادت عليهم ضغوط الحياة، أو أولئك الذين انضموا إلى شريحتهم حديثًا.

من هؤلاء تتشكل مجموعات، منها مثلا مجموعة تطلب المساعدة بشكل مباشر، ومجموعة أخرى أكثر خجلًا تغير نمط العمل لأعمال أخرى، قد يكون منها بيع المنتجات، ولأننا جميعا نعانى بمستويات مختلفة، لكن يظل هؤلاء أكثر احتياجًا.

وهى مناسبة لأن أطلب منّا جميعًا التوقف عن تحقيق أى انتصارات صغيرة بلا معنى. لا تفاصلوا خاصة مع صغار الباعة. لن تزيدك الجنيهات «غنيمة» المعركة كثيرا، لكنها قد تكون مؤثرة جدا فى حياة البائع.

علينا أن نتقبل فكرة ألا نرد سائلًا وإن حدث فبالحسنى وليس بالزجر. هناك حديث شريف قوته ليست فى إسناده، لكن فى معناه وهو «أعطوا السائل ولو كان على ظهر فرس» وقول آخر رأيته جميلًا مناسبًا «أن تخطئ فى العطاء خير من أن تصيب فى المنع».

ليس هذا على سبيل الوعظ إنما هى فكرة تعيش معى منذ فترة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتصار على المحتاجين الانتصار على المحتاجين



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:18 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة
  مصر اليوم - أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon