توقيت القاهرة المحلي 17:55:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتصار على المحتاجين!

  مصر اليوم -

الانتصار على المحتاجين

بقلم - عبد اللطيف المناوي

جميعنا تتملكه الرغبة فى الخروج منتصرًا حتى فى الأمور الصغيرة. كم واحد منا لديه قصص انتصارات صغيرة، لكنها ممتعة نفسيًا.

عن نفسى مازلت أعتز بذلك المقعد الذى وفرت فيه خمسين جنيهًا فى فصال مع البائع فى أحد محال لندن، والذى كلما نظرت إليه أستعيد لحظة المتعة.

الجميع، رجالًا ونساءً، يستمتعون بـ«الفصال»، خاصة النساء، وبعضهن يتفاخرن بأنهن محترفات. يتباهين كيف اشترين السلعة بأقل من نصف ثمنها. الرجال ليسوا بعيدين عن ذلك أيضا، لكن «نَفَسهم» أقصر.

أذكر مرة أراد فيها أحد أفراد العائلة شراء سماعة لتليفونه من أحد الباعة الجائلين، فانبرت إحدى سيدات العائلة وكأنها تلبى النداء للمعركة قائلة «سيبوهلى» وخرجت إلى المعركة التى بالتأكيد انتصرت فيها.

تصل تلك الانتصارات الصغيرة إلى مستويات أقل وأصغر أيضًا. بائع خضار أو فاكهة متجول، بائع مأكولات متجول، باعة الطرق الذين يفترشون الأرض فى كثير من شوارع مصر. عدد كبير منهم يأتى من قراه ومدنه الصغيرة «من طلعة النهار» ليجد لنفسه مساحة على أرض بلده يبيع فيها ما يمكنه بيعه من منتجات من طرح وخير الأرض أو منتجات ألبان أو غيرها من منتجات بسيطة.

بعض الأسواق شهرتها تتمثل فى أنها أسواق الفصال، وهذه لعبة جائزة بين الطرفين، البائع يرفع السعر ليبيع بالسعر الذى يريد والشارى يحارب معركته ليشعر برضا نفسى عن انتصاره الصغير، والجميع يخرج سعيدًا.

لماذا أتحدث عن هذا الموضوع الآن؟ ليس هناك من لا يشعر بالأزمة الاقتصادية التى نعانى منها، سواء كانت أسبابها خارجية أو داخلية أو الاثنتين معًا، فالحقيقة أن هذه الأزمة قد تسببت، ومازالت، فى ضغوط حياتية هائلة على كثير من المستويات الاجتماعية. أيًا ما كانت معاناة المستورين وما فوقهم من مستويات أخرى، فإن أكثر الذين يعانون هم أولئك الفقراء الذين ازدادت عليهم ضغوط الحياة، أو أولئك الذين انضموا إلى شريحتهم حديثًا.

من هؤلاء تتشكل مجموعات، منها مثلا مجموعة تطلب المساعدة بشكل مباشر، ومجموعة أخرى أكثر خجلًا تغير نمط العمل لأعمال أخرى، قد يكون منها بيع المنتجات، ولأننا جميعا نعانى بمستويات مختلفة، لكن يظل هؤلاء أكثر احتياجًا.

وهى مناسبة لأن أطلب منّا جميعًا التوقف عن تحقيق أى انتصارات صغيرة بلا معنى. لا تفاصلوا خاصة مع صغار الباعة. لن تزيدك الجنيهات «غنيمة» المعركة كثيرا، لكنها قد تكون مؤثرة جدا فى حياة البائع.

علينا أن نتقبل فكرة ألا نرد سائلًا وإن حدث فبالحسنى وليس بالزجر. هناك حديث شريف قوته ليست فى إسناده، لكن فى معناه وهو «أعطوا السائل ولو كان على ظهر فرس» وقول آخر رأيته جميلًا مناسبًا «أن تخطئ فى العطاء خير من أن تصيب فى المنع».

ليس هذا على سبيل الوعظ إنما هى فكرة تعيش معى منذ فترة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتصار على المحتاجين الانتصار على المحتاجين



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon