توقيت القاهرة المحلي 20:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتصار على المحتاجين!

  مصر اليوم -

الانتصار على المحتاجين

بقلم - عبد اللطيف المناوي

جميعنا تتملكه الرغبة فى الخروج منتصرًا حتى فى الأمور الصغيرة. كم واحد منا لديه قصص انتصارات صغيرة، لكنها ممتعة نفسيًا.

عن نفسى مازلت أعتز بذلك المقعد الذى وفرت فيه خمسين جنيهًا فى فصال مع البائع فى أحد محال لندن، والذى كلما نظرت إليه أستعيد لحظة المتعة.

الجميع، رجالًا ونساءً، يستمتعون بـ«الفصال»، خاصة النساء، وبعضهن يتفاخرن بأنهن محترفات. يتباهين كيف اشترين السلعة بأقل من نصف ثمنها. الرجال ليسوا بعيدين عن ذلك أيضا، لكن «نَفَسهم» أقصر.

أذكر مرة أراد فيها أحد أفراد العائلة شراء سماعة لتليفونه من أحد الباعة الجائلين، فانبرت إحدى سيدات العائلة وكأنها تلبى النداء للمعركة قائلة «سيبوهلى» وخرجت إلى المعركة التى بالتأكيد انتصرت فيها.

تصل تلك الانتصارات الصغيرة إلى مستويات أقل وأصغر أيضًا. بائع خضار أو فاكهة متجول، بائع مأكولات متجول، باعة الطرق الذين يفترشون الأرض فى كثير من شوارع مصر. عدد كبير منهم يأتى من قراه ومدنه الصغيرة «من طلعة النهار» ليجد لنفسه مساحة على أرض بلده يبيع فيها ما يمكنه بيعه من منتجات من طرح وخير الأرض أو منتجات ألبان أو غيرها من منتجات بسيطة.

بعض الأسواق شهرتها تتمثل فى أنها أسواق الفصال، وهذه لعبة جائزة بين الطرفين، البائع يرفع السعر ليبيع بالسعر الذى يريد والشارى يحارب معركته ليشعر برضا نفسى عن انتصاره الصغير، والجميع يخرج سعيدًا.

لماذا أتحدث عن هذا الموضوع الآن؟ ليس هناك من لا يشعر بالأزمة الاقتصادية التى نعانى منها، سواء كانت أسبابها خارجية أو داخلية أو الاثنتين معًا، فالحقيقة أن هذه الأزمة قد تسببت، ومازالت، فى ضغوط حياتية هائلة على كثير من المستويات الاجتماعية. أيًا ما كانت معاناة المستورين وما فوقهم من مستويات أخرى، فإن أكثر الذين يعانون هم أولئك الفقراء الذين ازدادت عليهم ضغوط الحياة، أو أولئك الذين انضموا إلى شريحتهم حديثًا.

من هؤلاء تتشكل مجموعات، منها مثلا مجموعة تطلب المساعدة بشكل مباشر، ومجموعة أخرى أكثر خجلًا تغير نمط العمل لأعمال أخرى، قد يكون منها بيع المنتجات، ولأننا جميعا نعانى بمستويات مختلفة، لكن يظل هؤلاء أكثر احتياجًا.

وهى مناسبة لأن أطلب منّا جميعًا التوقف عن تحقيق أى انتصارات صغيرة بلا معنى. لا تفاصلوا خاصة مع صغار الباعة. لن تزيدك الجنيهات «غنيمة» المعركة كثيرا، لكنها قد تكون مؤثرة جدا فى حياة البائع.

علينا أن نتقبل فكرة ألا نرد سائلًا وإن حدث فبالحسنى وليس بالزجر. هناك حديث شريف قوته ليست فى إسناده، لكن فى معناه وهو «أعطوا السائل ولو كان على ظهر فرس» وقول آخر رأيته جميلًا مناسبًا «أن تخطئ فى العطاء خير من أن تصيب فى المنع».

ليس هذا على سبيل الوعظ إنما هى فكرة تعيش معى منذ فترة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتصار على المحتاجين الانتصار على المحتاجين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon