بقلم - عبد اللطيف المناوي
ملكات محمد صلاح الإنسانية يثبت صدقها وحضورها كل يوم. لم أعد من المتابعين بانتظام للرياضة، لكنى ككل المصريين يتتبعون بصمات وحضور محمد صلاح الذى أصبح هو مصدر سعادة المتابعة فى ظل الواقع الذى نعيشه. لا تقف قدراته عند حدود التهديف فى مستطيل ملعب كرة القدم، ولكن فى الجانب الإنسانى يحرز صلاح الأهداف بقوة وتأثير، فأعماله الخيرية لم تقتصر على وطنه، بل كسب النجم المصرى ود واحترام الجميع فى الدول الأوروبية، حيث شارك فى الحفل الذى نظمه ناديه الإنجليزى لذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك قبل ساعات من خوض إحدى مباريات الدورى الإنجليزى، حيث أعرب صلاح خلال هذا اليوم عن سعادته وفخره بمشاركة الأطفال هذا الاحتفال.
وبالتأكيد لن ينسى أحد لفتته المؤثرة على هامش تتويجه بلقب أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى العام الماضى، حينما لبى رغبة طفل مريض بمرض جلدى نادر، طلب أن يلتقيه حينما سألوه عمن يفضلهم من المشاهير ليلتقط صورة معه، وبالفعل توجه صلاح للطفل وتبادل معه الحديث والتقط معه صورة جديدة.
أما فى مصر فقائمة أهدافه المؤثرة إنسانياً كثيرة ومتنوعة، آخرها وجوده على رأس حملة أطلقها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى برئاسة وزيرة التضامن غادة والى، منذ أيام، عن كيفية تطوع الشباب لدى الصندوق تحت عنوان «التطوع أسلوب حياة»، حيث تتضمن فيلماً تسجيلياً عن مشاركة الشباب من مختلف الفئات بجميع المحافظات المصرية فى الأنشطة والمبادرات المختلفة التى ينفذها الصندوق للتوعية بأضرار تعاطى المخدرات، وبلغ عدد الشباب المتطوع لدى الصندوق 27 ألف شاب وفتاة، كان على رأسهم صلاح الذى شارك خلال العامين الماضيين فى تصوير أربع حملات إعلامية متطوعاً لدى صندوق مكافحة الإدمان، فى تجربة فريدة تنظر لها العديد من المنظمات الدولية المعنية ووسائل الإعلام العالمية باعتبارها أحد أهم الحملات المؤثرة فى مجال الوقاية من الإدمان. صلاح أيضاً اختير أول العام الجارى ضمن قائمة «فوربس» للشباب العربى الأكثر تأثيراً فى محيطه، إذ ساهم فى عدد كبير من الأعمال الخيرية البارزة، جعلته أحد نجوم الشباب المؤثرين.
يحتفظ صلاح بنفس هادئ غير متقطع، قادر على المواصلة والاستمرار. احتفظ بنفسية ابن البلد الذى يعضد أخاه فى السراء والضراء، يعطف على الفقير ويجلّ الكبير، يرسم بسمة على وجوه الأطفال والمحرومين، ويضفى بهجة على قلوب المشجعين. احتفظ بعقلية الخير وجاورها بعقلية الاحتراف.
صار صلاح نموذجاً لشاب مصرى آمن بحظوظه فى الحياة، واعتقد فى موهبته، فأعطته الحياة وجهها المشرق، ومازالت.
هذه التركيبة الإنسانية هى مزيج من التكوين والتدريب، وهذا الميل لقيم الرحمة والتعاطف والرغبة الحقيقية لدعم الناس ومواساتهم هى ملامح لشخصية جديرة بكل الاحترام والتقدير والتشجيع، حتى لو لم أكن متابعاً لكرة القدم.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع