توقيت القاهرة المحلي 09:11:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحدود الملتهبة

  مصر اليوم -

الحدود الملتهبة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تمثل الحدود المصرية الأربعة مصدر قلق مستمر، حيث إن الأوضاع الملتهبة شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا لم تهدأ خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا مع تفجر أحداث ما سُمى «الربيع العربى» في البلدان المجاورة.

خطر الإرهاب يأتى من كل الجهات، بينما هناك مخاطر أخرى مرتبطة بالهجرة غير الشرعية، وبتهريب الممنوعات والمخدرات، وهى أمور كلها تهدد استقرار الدولة، خصوصًا أن مصر تخوض حربًا شرسة مع التطرف، وفى الوقت نفسه تواجه تحديات اقتصادية لا حصر لها.

الحدود مع قطاع غزة، مثلًا، مصدر قلق، حيث يشهد القطاع خلال هذه الفترة احتجاجات واسعة ضد حركة حماس، إذ يشكو سكان غزة، الذين يقارب عددهم مليونى نسمة، سوء الأوضاع الاقتصادية وضعفًا في الخدمات الاجتماعية الضرورية في القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ 2007.

الأوضاع المضطربة نتيجة حكم الحركة الإسلامية ليست فقط ما يقلق مصر، بل الحصار الخانق أيضًا الذي تضربه قوات الاحتلال الإسرائيلية من جهة أخرى، ما يتسبب في خنق الجسد الغزاوى وانفجاره في كل الاتجاهات.

أما الحدود الغربية لمصر والتى تمتد بطول 1115 كيلومترًا مع دولة ليبيا، فهى أيضًا ملتهبة، ومصدر أزمة، فالسيطرة الكاملة عليها صعبة للغاية. لقد صارت ليبيا من أكثر النقاط جذبًا للجماعات المتطرفة وذلك بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافى، ونتيجة لذلك فإن عددًا من القوى هناك تتنازع الحكم.

الأزمة الأخيرة والتى اندلعت مع عزم قوات المشير خليفة حفتر على ما سمّاه «تطهير طرابلس» تنذر أيضًا باضطراب في الأوضاع هناك، ولهذا تحاول القاهرة تهدئة الأوضاع وتؤكد مرارًا على الحل السلمى، بل إن الرئيس السيسى بنفسه تحدث مع الرئيس الأمريكى في اللقاء الأخير عن تلك الأزمة، ومحاولات نزع فتيلها.

الوضع في الجنوب أيضًا لا ينذر بخير بعد الاحتجاجات التي وصلت منطقة قصر الرئاسة في السودان، وهى الاحتجاجات المستمرة في شهرها الرابع، بسبب ارتفاع معدل التضخم وزيادة كبيرة في الأسعار. ويعانى السودانيون منذ سنوات بسبب المشكلات الاقتصادية التي تضغط على البلاد، ما جعلها تنفجر في وقت حرج للغاية.

وعلى الرغم من أن الشمال (أو البحر المتوسط) هو الأقل قلقًا بسبب مكافحة مصر ظاهرة الهجرة غير الشرعية، لكنه يظل قنبلة موقوتة مع تفجر الأوضاع في الحدود الأخرى. التاريخ البشرى يذكر أن مصر دائمًا ما تهددها تلك المخاطر، ربما لأنها مطمع حضارى مهم، وربما لأنها مركز جغرافى مهم، وربما لأنها دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، يتعدى دورها مجرد الحدود الأربعة.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحدود الملتهبة الحدود الملتهبة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon