بقلم - عبد اللطيف المناوي
نعانى فى المنطقة، ويعانى العالم من الحرب القائمة فى غزة، وكما لاحظنا فإن عديدًا من الأنشطة المختلفة توقفت أو أُلغيت، فى أقل الأحوال أُجلت، ولكن هناك أمورًا ليس من الحكمة تأجيلها أو إلغاؤها. من بين هذه الحالات الانتخابات بكل أشكالها. تظل الأزمة فى غزة قائمة، ومحاولات حلها وتحجيم آثارها السلبية مستمرة، وفى نفس الوقت يستمر ما يجب أن يستمر. لذلك كان القرار العُمانى باستمرار خططها بعقد الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس الشورى العُمانى فى دورته العاشرة.
جمعنى لقاء ودى مع وزير الداخلية، السيد حمود بن فيصل البوسعيدى، ووزير الإعلام، الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصى، وفضيلة الشيخ المختار بن عبدالله الحارثى، نائب رئيس المحكمة العليا، رئيس اللجنة العليا للانتخابات. دار الحديث حول تجربة الانتخابات التى كانت ستُجرى فى اليوم التالى. ساد بينهم الشعور بالفخر للتجربة التى علمت منهم أنها الوحيدة فى العالم لانتخابات تعتمد على الإدلاء بأصواتهم عبر الهواتف الذكية لأول مرة فى مجلس الشورى.
العُمانيون أدلوا بأصواتهم فى 63 ولاية لانتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة، حيث يتنافس 843 مرشحًا، بينهم 31 امرأة، حسب القوائم النهائية للمرشحين، لاختيار 90 عضوًا. عدد من له حق التصويت أكثر بقليل من 743 ألف ناخب، جرى التصويت عبر تطبيق اسمه «انتخب».
وحتى يتمكن الناخب من الإدلاء بصوته عليه التأكد من قيد اسمه فى السجل الانتخابى، وتحميل النسخة الجديدة للتطبيق مع ضرورة وجود أصل البطاقة الشخصية، وهاتف ذكى مزود بكاميرتين وفيه خاصية الاتصال قريب المدى NFC.
تتولى اللجنة العليا للانتخابات، برئاسة نائب رئيس المحكمة العليا، الإشراف على مختلف مراحل عملية الانتخابات، والبت فى الطعون، فى حال وجودها، والاطمئنان على سير عملية الانتخابات وفقًا للقانون.
وكان الناخبون العُمانيون الموجودون خارج السلطنة قد أدلوا بأصواتهم فى انتخابات الداخل أيضًا عبر التطبيق الإلكترونى «انتخب»، وبلغ عدد المصوتين حوالى 14 ألف ناخب. ومجلس الشورى هو مجلس منتخب من قبل الشعب، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية، والاستقلال المالى والإدارى، ويمثل أحد جناحى مجلس عُمان الذى يضطلع بصلاحيات تشريعية وممارسة اختصاصه باستعمال أدوات المتابعة، بما يخدم الصالح العام للوطن والمواطنين، ويدعم تطوير مسيرة الشورى فى البلاد، ويعزز مشاركة المجتمع فى صنع القرار، ويساهم فى تحقيق التنمية الشاملة.
الخطوة التى اتخذتها سلطنة عمان فى التحول الرقمى فى المجال الانتخابى هى خطوة غير مسبوقة من ناحية استخدام التطبيقات الحديثة، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى كل العملية الانتخابية، وأيضًا من ناحية سهولة الاستخدام.
بسبب استخدام التطبيق وصلت نسبة المشاركة إلى 65%، وهى نسبة غير مسبوقة.
التجربة على مستوى مجلس الشورى عبر الذكاء الاصطناعى تأتى بعد تجربة سابقة فى انتخابات المجالس البلدية، والتى أثبتت نجاحها. وظهر واضحًا أن إتاحة التصويت عبر التطبيق الإلكترونى «انتخب» ساهم فى زيادة نسبة الإقبال على التصويت بدرجة كبيرة مقارنة بالتجارب السابقة، حيث وصلت إلى 4 أضعاف الأعداد فى انتخابات المجالس البلدية.