توقيت القاهرة المحلي 08:57:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للأسف.. تغيرت المفاهيم

  مصر اليوم -

للأسف تغيرت المفاهيم

بقلم - عبد اللطيف المناوي

جولة قصيرة على مواقع السوشيال ميديا وعلى بعض المواقع الإلكترونية تشعرك أنك فى غربة، ليست غربة مكانية بكل تأكيد، ولكنها غربة إنسانية وضميرية. أخبار عن حوادث قتل عجيبة ومريبة، والأسباب عادية وأكثر من عادية، رجل يلقى بزوجته من البلكونة لأنها لم تحضّر له طعام الإفطار. شباب يتسببون فى مقتل رجل لأنهم قرروا أن يمازحوه، وحوادث على نفس المنوال يضيق بها القول.

تجار يستغلون القرارات الاقتصادية المصيرية الأخيرة ليمارسوا جشعهم على الناس، دون معرفة من الحكومة، ودون عقاب. هم يطلقون عليها «شطارة» أو «نصاحة»، والحق أن ما يفعلونه هو «استغلال» و«خيانة» للعيش والملح الذى أكله أبناء هذا الشعب الواحد مع بعضهم البعض، فى تغير واضح للمفاهيم.

شباب يسخرون من أى شىء وكل شىء، يحوّلون أى قضية أو أزمة مهما كانت تراجيدية إلى مسرحيات ضاحكة، يضحكون عليها، ويضحك من هم على شاكلتهم، دون أى اعتبار للأزمة أو مساهمة فى تقديم حلول لها، وكأن ما لا يطولهم اليوم لن يطولهم طول العمر، وهو أمر ينمّ عن سوء تقدير وفهم لطبائع الأشياء، يفعلون ذلك تحت اسم «الضحك»، ولكنه «ضحك كالبكاء».

ينفخ البعض فى كير أى فتنة، يشعلونها، ويحرصون على عدم إخمادها سواء بالتهدئة المؤقتة أو طرح آراء وأفكار لوأدها. هم يستغلون أى سقطة صغيرة ليجعلوها من أكبر الكبائر، ويحمِّلوها ما لا طاقة لها به، والاسم «حرص على المصلحة» وهى فى الحقيقة «إشعال حرائق» فى جسد الوطن.

ما حدث ويحدث فى ضمائرنا وروحنا كبير للغاية. الشروخ تمزق بناء الإنسان المصرى بحضارته الكبرى الضاربة فى جذور التاريخ. تصدعات فى كل مكان، وأزمات تعرقل مسيرة تنمية العقل المصرى. ما يحدث على صفحات الحوادث وعبر منصات التواصل الاجتماعى يشير إلى أننا فى أزمة ضمير ووعى كبرى، لن ينصلح حالها إلا بوقفة مع النفس، ومع المؤسسات المعنية بالتفكير والتعليم.

فما يحدث داخل الأسرة يحتاج إلى بحوث اجتماعية عديدة لبيان أسباب كثير من الظواهر الدخيلة على الإنسان المصرى وعلى تربيته وقيمه التى تعود عليها طوال حياته. ما يحدث فى المجتمع لا بد له من دراسة مستفيضة للوصول إلى نتائج تعلن للرأى العام، وتواجه بكل شفافية، فالقيم الأصيلة على وشك الانهيار، والعقل المصرى وقع فى أسر كل ما هو عنيف أو ساخر أو مشعل حرائق، فى تغير تراجيدى للمفاهيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للأسف تغيرت المفاهيم للأسف تغيرت المفاهيم



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon