توقيت القاهرة المحلي 11:08:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون فى الخارج

  مصر اليوم -

المصريون فى الخارج

بقلم - عزة رضوان صدقى

 شاهدت برنامجا تليفزيونيا يبث من قناة أمريكية بصدد عائلة من أصل مكسيكى تعيش فى بلدة أمريكية قريبة جدا من الحدود المكسيكية. رأت هذه العائلة البؤس الذى تعيشه بلدة مكسيكية صغيرة عبر الحدود ولذلك كرست أوقاتها وجهودها لمساعدة هذه البلدة، وأمضت الأسرة وقتها فى تجميع الغذاء المعلّب وضروريات الحياة يوميا ثم عبور الحدود.

دعانى هذا المشهد إلى أن أتساءل: إذا كان المصريون المغتربون يساعدون بلدهم الأم بالفعل وبالقدر الكافي، وكيف نسهِّل عليهم هذا التواصل. بناءً على أرقام الإحصاء السكانى لسنة 2017 نحو 9 ملايين و400 ألف مصرى يعيشون خارج مصر، ناهيك عن الملايين الذين لم يستخرجوا الرقم القومى أو لم يجددوا جوازات السفر المصرية وسقطوا افتراضيا من هذا التعداد. وبالرغم من المسافات والأميال يظل أكثرية هؤلاء منتمين بمشاعرهم لمصر.

إن الهجرة الى خارج مصر لحديثة نسبيا، حيث كان المصريون يسافرون من أجل الدراسة أو السياحة حتى بدأت شرائح عديدة من المصريين الهجرة أو البحث عن عمل خارج مصر. وكان هذا تغييرا جوهريا فى نمط وطبيعة الشعب المصري. الذين هاجروا إلى الولايات المتحده وأستراليا وكندا فى الستينيات والسبعينيات مازالوا يحملون نفس الشغف والحب إلى مصر.

دون شك هؤلاء المغتربون يمثلون ثراء وفيرا علينا الاستفادة منه. واليوم نتساءل: كيف نستطيع استغلال هذه القوى العارمة الممثلة فى نحو 10 ملايين موجودين خارج البلاد؟

أولا وقبل كل شيء على كل من يقيم خارج مصر وخاصة ذوى الجنسيات المزدوجة أن يظهر انتماءه وولاءه للبلد المضياف، فباحترامه لهذا البلد وقوانينه يعكس مثالا جيدا للمصرى الأصيل. سيظل بملامحه وضحكته وسماره مصريا وأفعاله ستدل على معدنه وأصله الطيب. كذلك على المغتربين أن يستغلوا كل فرصة للترويج لمصر ولرفع شأنها وتوضيح موقفها والتعليق على المقالات التى تحاول النيل من مصر، فمعظم الصحف تسمح بالتعليق فى بواباتها.

من الناحية الأخرى يجب على السلطات المصرية أن تعاون المغتربين فى محاولتهم رفع شأن مصر. مع وجود سفراء نموذجيين وقنصليات تعى شئون المصريين عامة وتربط بينهم وبين الوطن الأم وتسهِّل عليهم تجديد الأوراق الرسمية مثل شهادات الميلاد والرقم القومى وجوازات السفر والتخلص من البيروقراطية وهنا يستمر الانتماء. وعلى السفارات والقنصليات المواظبة فى تعريف المصريين عن وجود بعثات السجل المدنى وتجديد الأوراق الرسمية التى تقوم بزيارة هذه البلاد حتى يتسنى للمصريين الاستفادة من الزيارات لتوثيق انتمائهم لمصر.

كذلك من واجب السفارات المصرية فى الخارج رفع شأن مصر فى أعين الدول المضيافة عن طريق المحاضرات أو كتابة مقالات فى الصحف الغربية والإشادة بالإنجازات التى تحدث فى مصر، وفعلا لقد قرأت مقالات عديدة لسفراء مصر فى الولايات المتحدة وكندا فى الصحف العالمية تشرح أمورا كانت قد كتبت عنها الصحف هناك سلبيا. كذلك علينا أن نكثر من البرامج التى تربط بين المغتربين ومصر. برنامج الدكتور مايكل مورجن نبض أمريكا يسجل فى نيويورك ويذاع على القاهرة والناس، وبرنامج وصال يذاع على الفضائية المصرية ويتواصل مع المصريين المغتربين ويركز على إظهار احتياجات المغتربين. وقد دعانى برنامج إذاعى عن مصر يذاع من ملبورن بأستراليا للمشاركة فى مناقشة نفس موضوعنا: الاستفادة من المغتربين. المصريون المغتربون وليس السائحون والمستثمرون بإمكانهم الترويج لمصر والقيام بدور فعّال من أجل الإسهام فى البناء والاستثمار فى المشروعات الحديثة والتوفير فى البنوك المصرية والتبرع للمؤسسات الخيرية. مصر صاحبة أعلى فوائد على المدخرات فلابد من توصيل هذه المعلومة للمصريين المغتربين مع طمأنتهم على سلامة مدخراتهم أولا ثم على سلامة مصر بأكملها ثانيا.

ولكن الموضوع ليس موضوع تبرع فقط..إنه موضوع انتماء واستمرار الربط بين المغترب ومصر. وإذا استمر هذا التواصل فسوف يقدم المغتربون على زيارة مصر والمساهمة فى نموها والاشتراك فى مسئولية بنائها.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون فى الخارج المصريون فى الخارج



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon