توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أربع قنابل موقوتة فى مواجهة خطة وزير التعليم

  مصر اليوم -

أربع قنابل موقوتة فى مواجهة خطة وزير التعليم

بقلم - د.أمانى فؤاد

كثيرا ما تعجبت ممن يتصدى للدفاع عن الشيوعية فيكرر أنها على المستوى النظرى حلم لا خلل به، بل تنطوى على اليوتوبيا التى طالما بحث عنها الإنسان. يقولون إن الصدع يكمن فى التطبيق على أرض الواقع. وأحسب أن نجاح أى أيديولوجية يتحقق حين تضيق المسافة بين النظرية والتطبيق أو تكاد أن تنعدم.

فى ندوة مشروع إصلاح التعليم وهو ما أحسبه المشروع الأهم الذى بإمكانه أن يخرج مصر من كبواتها؛ حيث يعيد بناء الإنسان المصرى ويرمم ما طرأ على شخصيته من خلل، ويحافظ على هويته الخاصة وانتمائه لوطنه، كما ينمى قدرته على الإبداع والتفكير كانت لى بعض الملاحظات:

ــ فى البداية رجوت أن ينتبه الوزير لمن يطنطن حوله من المقربين الذين اعتادوا تملق كل مسؤول ليصوروا له الأمر كأنه ليس فى الإمكان أبدع مما خطط ويفعل، كما أنهم يتعمدون إسكات أى أصوات تنقل حقائق الواقع للمسؤول.

د. طارق شوقى هناك بعض القضايا التى تشبه مجموعة من القنابل الموقوتة التى إن لم تتخذ حيالها موقفا وحلولا جذرية وليس التأجيل والمسكنات لن تسفر خطة تطوير التعليم عن الآمال التى نرجوها جميعا.

فى مصر يوجد أربعة أنواع مختلفة من التعليم: الحكومى، والدينى الأزهرى، والمدارس الأجنبية، ثم الدولية، هذه الأنواع المختلفة الثقافة والمناهج تنتج شعوبا مختلفة، متناحرة، وليس شعبا واحدا، ففى الوقت الذى تحرص فيه بلدان العالم على توحيد التعليم لخلق حالة من الهوية المشتركة والانتماء للوطن نقر نحن تلك الأنواع التى توقعنا فى فخاخ الطائفية، واحتكار الصواب، والتوجس من الآخر الذى يصل لتكفيره. التنوع والتعدد الثقافى فى المراحل العليا من التعليم ليس عيبا لكن ليس فى مرحلة التأسيس الأولية.

ــ ضرورة معرفة الأبعاد الحقيقية لواقع المجتمع وأعنى به زيارة الوزير التفقدية المفاجئة للقاعدة العريضة من مدارس الريف والمدن الصغيرة والإلمام بأوضاعها وتجهيزاتها المتردية، الرؤية العينية لمستويات الدخل المنخفضة للكثير من الطبقات الفقيرة والوسطى، وتغلغل الخرافات البعيدة عن التفكير الموضوعى والعلمى. إن الوعى الكامل بالبيئة الحاضنة للطالب المرجو من منتج الخطة الجديدة شديد الأهمية لمعرفة كيفية المواجهة العلمية.

ــ الإلمام بالوضع الثقافى للمدرس المصرى، وتغلغل الأفكار الأصولية الرجعية سواء السلفية أو بقايا فكر جماعة الإخوان المسلمين الكامنة فى الآفاق الذهنية للمدرسين، فهم نموذج من جموع الشعب الذى ظل الخطاب السلفى الرجعى يحفر الأخاديد فى عقولهم لعقود طويلة منذ السبعينيات، وكان خطابا وحيدا، كيف ننتظر التغيير لنقل هذه الخطة التعليمية الطموحة ممن يفتقد معطياتها الثقافية. مع الإشارة إلى أن برامج الإعداد التى توفرها الوزارة لتأهيل المدرسين برامج صورية فى كثير من المدارس. يحتاج المدرس المصرى برنامج إعادة تأهيل ثقافى تنويرى شامل بجانب التأكد من تدريبه على التابلت الوسيط التعليمى بصورة حقيقية.

ــ مع استمرار أوضاع المدرسين المالية على هذا النحو وبلا حافز مجزٍ يوفر الكفاية للمدرس لا تتوقع أن تلمس تغييرا فى قدر عطاء المدرس، ستستمر طامة الدروس الخصوصية، كما سيظل تهرب المدرس من المدرسة وليس الطالب فقط ليعمل فى وظيفة أخرى أو اثنتين.

لقد أنجز دكتور طارق شوقى بمساعدة المتخصصين تخطيطا متكامل المحاور لإصلاح التعليم، وفى عرضه له كان واضحا إحاطته بالكثير من المشكلات التى يواجهها التعليم على المستوى النظرى، كما يمتلك رؤية واضحة للهدف من الخطة، إنسان قادر على تنمية مهاراته وقدراته، مبدع يستطيع أن ينافس فى سوق العمل. وبدا الوزير غير مرتعش من الهجوم المجتمعى لوقوف الإرادة السياسية وراءه، كما عرض الوزير لخطته بمرونة تجعله لا ينكر أن الخطط والمناهج الموضوعة لم تزل فى طور التكون والاختبار على أرض الواقع، وهو ما يوفر مرونة مواجهة ما يستجد من مشكلات يفرزها تنفيذ الخطة، لكننى أنبه مرارا على ضرورة تفكيك القنابل الموقوتة السابقة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربع قنابل موقوتة فى مواجهة خطة وزير التعليم أربع قنابل موقوتة فى مواجهة خطة وزير التعليم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon