توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يسهم القانون فى خلق الوعى؟

  مصر اليوم -

كيف يسهم القانون فى خلق الوعى

بقلم - أمانى فؤاد

أطرح في هذا المقال مجموعة اقتراحات لقانون الأحوال الشخصية المصرى، وهو لم يزَلْ في طَوْر الإعداد والتوافق حوله. وأرجو أن تُمثَّل النساء القانونيات المستنيرات في لِجان وضْع هذا القانون بما لا يقِل عن نِصف العدد.

تنطلق هذه الورقة، ليس من وضْع القوانين العادلة الملزِمة فقط، بل نأمل أن تُسهِم هذه القوانينُ مع التمكين والممارسة، والتعليم، والتوعية الثقافية، في الاشتغال على تغيير النسَق الثقافى العميق للمجتمع، وأن يسهِم الالتزام بها في تصحيح مفاهيم النساء والرِّجال، فتنمية المجتمعات بحاجة لعدالة القانون وتمكينه، ووعى المجتمع أيضًا. وأرى أن هذه القوانين يمكن تقسيمها إلى:

- قوانين تنظِّم وتُعد الطرفَين: المرأة والرجُل ما قبل الزواج.

- قوانين تنظِّم علاقة الزواج.

- قوانين تنظِّم حالات الطلاق.

- قوانين تنظِّم كيفية تنشِئة الأطفال في حالة طلاق الزوجَين.

(1)

قوانين تنظِّم ما قبل الزواج

هناك مجموعة من القوانين والمقولات التي تحطُّ من شأن المرأة، والتى يجب تأثيمها، والعمل على اضمحلال تأثيرها على الوعى والعقل الجمعى لشرائح عريضة من المجتمعات.

- يجب أن ينُصَّ القانون على ألَّا يقِل عُمْر الفتاة عند الزواج عن عشرين عامًا؛ لضمان الاكتمال الفسيولوجى، وأيضًا النُّضج العاطفى والعقلى، وللتفكير مَرَّات قبْل الإنجاب، وربْطه بالقدرة على تحمُّل المسؤولية، للحَد من وجود أطفال بلا رعاية حقيقية.

- لماذا- وتحت أي منطق- بعد أن تعلَّمت المرأة وأصبحت لها خبراتٌ متراكمة في الحياة أن تظَلَّ شهادة المرأة نِصفَ شهادة الرجُل؟ هذا القانون غير دستورى، ويتعارض مع المادة (11) من الدستور، ومواد أخرى.

- التأكيد على قانون تُعامل فيه المرأة باعتبارها كيانًا إنسانيًا مستقلًا، الأصل فيه الأخلاق السوية، وليس من حق أي جهة، مثل فندق أن يرفض أن تنزل المرأة للمبيت فيه بمفردها أو مع أولادها، فالمرأة ليست كائن غواية كما في السرديات الموروثة البائدة.

- تغليظ العقوبة على كل أب وأُم لا يعلِّمان أولادهما بصفة عامة، وبناتهما بصفة خاصة؛ لأن التعليم هو الضمان والأساس للبُعد عن الشطط، والمَيل لثقافة الخرافات، ومن شأن التعليم أن يحفِّز عقول النساء لمعرفة حقوقهن، والشعور بإنسانيتهن، ورفْض ما في الخطابات التي تمتهِن حقوقهن؛ لا تصديقها واعتبارها مقدَّسة.

- يمكن وضْع قانون يُلزِم القائمين على التعليم ومقرراته بتدريس مادة للطلاب في سنوات الدراسة، ولتكُن بعنوان «توعية أسرية»، وأن تقدَّم بصورة شيقة، وتتضمن حقَّ كل فرد في اختيار شريك حياته، وأن حُسن الاختيار لن يتأتَّى إلا بعد سِنِّ النضج. ويمكن أن تتنوع هذه المادة، فيكون من فصولها على سبيل المثال: على أي معايير يمكن أن تختار المرأة والرجُل شريك الحياة؟ كيف تجهِّز بيتهما الصغير دون مغالاة؟، متى يمكن أن تنجب وتكون على قدْر المسؤولية هي والزوج؟، مراعاة حقوق المرأة والتأكيد على أنها شريك في عملية الزواج وليست سِلعة تُباع وتُشترى، وأن عليها واجباتٍ كما أن لها حقوقًا، وأن يكون التفاهم والود- وليس الطاعة- هما العلاقة الحاكمة لشراكة الزواج القادمة.. أن نُشعرها بكيانها الإنسانى المطلَق المكتمِل، لا أن يدرَّس لها وصية أم لابنتها قبل الزواج، هذه الوصية التي قالتها امرأة لابنتها منذ قرن ونصف، ولم نزَلْ ندرسها رغم اختلاف كل معطيات الزمن الذي نعيشه.

- يجب أيضًا أن تتضمن هذه المادة- التي اقترحت لها عنوان «التوعية الأسرية»- ما يعلِّم المرأة أن علاقة الحب والارتباط برجُل يجب ألا تلغى ذمة المرأة المالية المستقلة، كما لا تلغى حقها في العمل والكسب الخاص.. وأن تدرك أنه لا حرَج على المرأة الناجحة؛ فهى لا تحطم غرور الرجُل ولا تهدِّد قوامته. النساء يحتجن الثقة في ذواتهن والإيمان بقدراتهن وحقوقهن، وأن يسود الاحترام والود في حالة الشراكة مع الزوج، لا الذوبان في كيانه.

- كما يجب وضع قوانين ملزمة تقنن وتنظم جهة الفتوى واختيار من يتحدثون للناس من رجال الدين، ومنع كل الخطابات التي تحط من مكانة النساء، أو تعدها أداة غواية، أو اقتصار دورها على خدمة الرجل وبيته والأولاد، أو أن عليها تسليم عقلها والالتزام بالطاعة.. سيل هذه الفتاوى المتطرفة تحط من شأن النساء، وتضعها في العقل الجمعى وكأنها كائن من الدرجة الثانية.

- منع ترويج ونشر كل الخطابات الدينية التي تستند إلى الخرافات والأمور الخارجة عن المنطق مثل: مَسِّ العاشق أو إرضاع الكبير، الخرافات التي يتوجهون بها لعقل المرأة فيشوهونه.

- لماذا لا يصدر قانون يحدد التعدد في الزواج، وأنه ليس الأصل، لماذا نعمل على أن نؤذى المرأة نفسيا ونضعها في مكانة غير لائقة؟!.

- تغليظ العقوبة على كل من يتحرَّش بالمرأة، بأنواع التحرش والإيذاء كافة، سواء القولى أو البدنى، أو ابتزازهن إلكترونيًّا، ومَن يُجرى ختان النساء، ويزوِّج الفتيات الصغيرات، أو يتاجر بهن، حيث يدنِّى التحرش من مكانة النساء واحترامهن، فالمتحرش يتعامل مع النساء بصفتهن كائنات للجنس فقط.

(2)

قوانين تنظِّم علاقة الزواج

- الأصل في الزواج امرأة واحدة فقط، ولا يحدُث الزواج مَرَّة أخرى إلا لحالات خاصة مَرضية، وأن يكون بموافقة وعِلم الزوجة الأولى.

- النَّص في وثيقة الزواج على أن يُقسَّم العائد المشترَك في فترة الزواج بين الرجُل والمرأة مناصفة في حالة الطلاق.

- تأثيم ضرْب الزوجات بكل أشكاله، واعتبار بعض النصوص والأحكام الموروثة نصوصًا تاريخية، جاءت في ظروف اجتماعية انقضَت معطياتها، حيث يتعيَّن الاشتغال على كل ما يرفع كرامة المرأة، لا ما يحط من شأنها أو يجرح كرامتها، حتى لو جاءت تلك الأقوال على ألسنة المشايخ الكبار.

(3)

قوانين تنظِّم حالات الطلاق

- في ظِل نِسب الطلاق في مصر، بحسب التعبئة والإحصاء، بلغت 245 ألف حالة خلال 2021، ووفقًا لبيانات 2022 تحدُث حالة طلاق كل دقيقتين، وأكثر من 18 ألف حالة في الشهر.. ولذا نطالب بقوانين تلزِم الطرفين بألا يقع الطلاق إلا في المحكمة، وألا يُعتد بالطلاق الشفوى.

- تعويض الزوجة في حالة الطلاق، سواء كان لديها أطفال أم لا، وبخاصة الزوجة التي لا تعمل، وأن تتضمن وثيقة الزواج هذا البند.

- إقرار حق الأم المسيحية المتزوجة من رجُل مسلم- في حالة الطلاق- في الاحتفاظ بحضانة أطفالها، أسوةً بالأم المسلمة.

- احتفاظ الأم بحضانة أولادها في حالة زواجها للمَرَّة الثانية، مع مراعاة المصلحة الفُضلى للطفل، وأن يكون الأب في المرتبة الثانية ضمن منظومة ترتيب الحاضنين التي يُقِرُّها القانون المصرى، بحيث يأتى بعد الأم مباشرة؛ وذلك بما يحقق المصلحة الفُضلى للطفل.

- للمرأة حق- في حال وفاة الزوج أو الطلاق- أن تأخذ نِصف ما تم تكوينه في فترة الزواج، لأنها كانت شريكًا أساسيًّا، وسواء كانت عاملة أو اختارت هي والزوج أن يخرج هو للعمل وتُشرف هي على البيت والأولاد.

- أن تكون الولاية على الأطفال حقًّا مشترَكًا للأبوَين أثناء العلاقة الزوجية، أو بعد الطلاق، وأن تكون الرؤية والاصطحاب حقًّا لجميع أفراد الأسرة (الأب- الأم- الأطفال).

(4)

قوانين تنظِّم كيفية تنشئة الأطفال في حالة طلاق الزوجين

- إقرار حق الاصطحاب للطرف غير الحاضن، وفى ظروف إنسانية ملائمة للطفل.

- يكون من حق الأم المغتصَبة إثبات نَسَبِ طفلها الناتج عن الاغتصاب إلى أبيه (المغتصِب)، وذلك في ضوء وجود الأساليب العلمية الحديثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يسهم القانون فى خلق الوعى كيف يسهم القانون فى خلق الوعى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon