توقيت القاهرة المحلي 22:56:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زالت الأقنعة.. وعاشت فلسطين

  مصر اليوم -

زالت الأقنعة وعاشت فلسطين

بقلم - صلاح الغزالي حرب

بنو إسرائيل المذكورون في القرآن الكريم هم سلالة نبى الله يعقوب (إسرائيل)، وبحسب التوراة، فإن هذا الاسم يعنى مصارع الرب!، أما اليهود الذين ذكرهم القرآن الكريم، والذين خانوا عهد الرسول الكريم، (ص)، في المدينة المنورة، فهم من سلالة يهوذا، أحد أبناء إسرائيل (يعقوب)، وهم الموجودون الآن في إسرائيل.. وهناك فرق بين اليهودى الذي يدين باليهودية والصهيونى، وهو مَن يدعم الأيديولوجيا التي تؤيد تأسيس حكم يجمع شتات اليهود من جميع أنحاء العالم لاستيطان أرض فلسطين بالقوة وإقامة دولة مزعومة تسمى زورًا إسرائيل.. وقد بدأت الصهيونية كحركة سياسية في أوروبا أواخر القرن التاسع عشر.. وعلى الجانب الآخر فإن اسم فلسطين يُطلق على أرض كنعان، نسبة إلى الكنعانيين، الذين استوطنوها في الألف الثالثة قبل الميلاد، وهم من العرب الذين هاجروا من جزيرة العرب، وأنشأوا مدنًا كثيرة، منها أريحا وأسدود وعكا وغزة وغيرها، ويُقال إن اسم فلسطين يُقصد به الأرض الساحلية في الجزء الجنوبى من سوريا حتى سيناء جنوبًا وغور الأردن شرقًا.

وكما نعلم، ويعلم العالم كله- مهما ادّعَى النسيان- فإن هذه الشرذمة من الصهاينة اليهود قد استولوا بالقوة على أرض فلسطين في عام 1948، مستغلين وضع الجيوش العربية الضعيف، ومستندين على بريطانيا، التي وعدهم رئيس وزرائها بلفور بإقامة وطن لهم حين قال إن حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومى للشعب اليهودى في فلسطين في 2 نوفمبر 1917، كما أعلنت عصبة الأمم (الأمم المتحدة حاليًا) في يوليو 1921 مشروع الانتداب البريطانى على فلسطين، والذى نتج عنه الاحتلال بالقوة، والذى استُكمل في عام 1967.

وإذا استعملنا اللهجة الطبية، أستطيع القول إن ما حدث في فلسطين يتشابه مع الإصابة الطفيلية، فالطفيل علميًّا هو كائن حى يعيش على كائن حى آخر أو بداخله، ويستفيد منه، وهو ما حدث.. والمؤسف أن عدد اليهود عند صدور وعد بلفور لم يكن يتجاوز 50 ألفًا من أصل 12 مليونًا على مستوى العالم آنذاك، في حين كان عدد الفلسطينيين حوالى 650 ألفًا، وبعد هذه السنين من الاحتلال، أصبح عدد سكان إسرائيل حوالى 8 ملايين و500 ألف، منهم 74.8% من اليهود و20.8% من العرب!!.

هذه نبذة سريعة عن هذا الكائن المتطفل، الذي عاث في الأرض فسادًا، متدثرًا بغطاء الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.. وننتقل الآن إلى بعض الأسئلة والاستفسارات:

1) مَن المسؤول عن أهل فلسطين رسميًّا الآن، وهى الواقعة تحت سيطرة هؤلاء اللصوص؟.

هو السيد محمود رضا عباس، ولقبه (أبومازن)، من لاجئى 1948، الذين رحلوا إلى سوريا، وهو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، خلفًا للراحل الكبير ياسر عرفات. حاصل على بكالوريوس القانون والدكتوراة في تاريخ الصهيونية عام 1982، ويؤمن بالتمسك بالسلام خيارًا استراتيجيًّا لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

2) ماذا عن دور حركات المقاومة العسكرية من أجل التخلص من الاحتلال الإسرائيلى؟.

في مقدمتها حركة فتح، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، كمنظمة شبه عسكرية معترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية، ممثلًا شرعيًّا وحيدًا للشعب الفلسطينى، وانطلقت في 1 يناير 1965، وهى أولى حركات النضال الفلسطينى، ويترأسها أبومازن، خلفًا لياسر عرفات، وهى التي وقعت اتفاقية سلام مؤقتة في عام 1993، وهى تضم تحت لوائها معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية، ثم ظهرت حركات أخرى، مثل كتائب الشهيد القسام وسرايا القدس وحركة حماس (حركة المقاومة الإسلامية)، التي تأسست عام 1978 على يد زعيمها الروحى أحمد ياسين، الذي قُتل في ضربة جوية إسرائيلية، وقد تعهدت الحركة بتدمير إسرائيل، وإقامة الدولة الإسلامية، ورفضت اتفاقية السلام التي أبرمتها فتح ويترأسها إسماعيل هنية، وقد سيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو 2006، وهزمت منافستها فتح، وقد حاولت التنصل من الانتماء إلى الإخوان المسلمين، إلا أن ميثاق تأسيسها في سنة 1988 نص على أنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، وأنها تنظيم عالمى، ومن كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث.. وقد فشلت محاولات الصلح بين الفريقين فتح وحماس برعاية مصرية وسعودية، واتهمت حماس بأنها تحاول السيطرة على الضفة الغربية، بالإضافة إلى غزة.

3) هل كان أبومازن على علم بالهجوم المفاجئ الذي قامت به حماس تحت شعار طوفان الأقصى باعتباره رئيسًا للسلطة الفلسطينية؟.

للأسف، لم يكن على علم، ولم يشارك فيه، ولكنه كان تصرفًا أحاديًّا من حماس.

4) ماذا جنَت فلسطين من هذا الطوفان؟.

لا أتصور أن عاقلًا واحدًا في مصر لم يشعر بالفخر والفرحة والسعادة وهو يرى جيش الاحتلال يذوق طعم الهزيمة، بعد أن ذاقها بقوة على يد الجيش المصرى من قبل، كما ذاقت المخابرات الإسرائيلية طعم الفشل والعار، بالإضافة إلى أسر عدد من المدنيين والعسكريين، في سابقة لم تحدث من قبل.. وهو إحساس متوقع ونتيجة منطقية للاستفزاز غير المسبوق للدولة العبرية وعمليات القتل والخطف والاعتقال وتدنيس المسجد الأقصى وغيرها من المآسى، وخاصة مع وجود السفاح بنيامين نتنياهو، الذي صورت له أحلامه أن القضية الفلسطينية في طريقها إلى النسيان، كما قال في الأمم المتحدة مؤخرًا، معتمدًا على اعتراف بعض الدول العربية بإسرائيل.. ولكن، وعلى الجانب الآخر من الصورة، وهو الوجه السلبى لما حدث، فإن الثمن الذي دفعته مدينة غزة كان فادحًا، بعد أن حطمت الآلة العسكرية الإسرائيلية البنية التحتية، وفجرت الكثير من المبانى، وسوّتْها بالأرض، وراح ضحية ذلك الآلاف من الضحايا، ومنهم ما يزيد على 1500 طفل، في مجزرة متوحشة تعبر بوضوح عن عقلية صهيونية فاجرة.. وفى رأيى ورأى الكثيرين أن حماس قد أخطأت خطأ فادحًا في تقدير رد فعل جيش الاحتلال بما يملكه ماديًّا من ترسانة سلاح أمريكية وأوروبية ومعنويًّا من كراهية وحقد لأهل فلسطين.. ومن الملاحظات الواضحة عن ردود أفعال العالم من حولنا، فقد كان غريبًا ومريبًا هذا الاندفاع الواضح والفاضح لأمريكا والدول الأوروبية وغيرها من الدول الأخرى، إلى حد أن بعضها منع مواطنيها من التعاطف مع فلسطين مثل ألمانيا، كما أرسلت بريطانيا سفينة عسكرية محملة بما تحتاجه إسرائيل، ولم تكتفِ بالعار الذي تجلى في صورة وعد بلفور، الذي يقف وراء هذا الاحتلال، وأما أمريكا فكان موقفها مخزيًا ومحزنًا، ولا يليق بأمة تتشدق دومًا بحقوق الإنسان والديمقراطية!!.

5) ماذا علينا نحن العرب أن نفعل؟.

توحيد الصف الفلسطينى يجب أن تكون له الأولوية القصوى، مع توحيد القيادة التي يختارها الشعب الفلسطينى، ويكفينا ما ضاع من سنوات نتيجة عدم الإحساس بالمسؤولية من جانب البعض، كما يجب أن نراجع علاقاتنا الدولية في ضوء ما رأيناه من عدم إدراك البعض لحقيقة المأساة، ونجاح الصهيونية العالمية في اختراق عقول الكثيرين.. والمؤسف أن هناك في العالم الذي نعيشه مَن لا يؤمن بوجود إله يدير هذا الكون، ولم يسمعوا قوله سبحانه وتعالى: (لِيُحِقَّ الحق ويُبْطِل الباطل ولو كره المجرمون)، وقوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زَهُوقًا)، وقوله سبحانه: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)، فهذه هي سُنّة الخالق، سبحانه وتعالى.. لقد زالت الأقنعة، وستبقى فلسطين، وسوف يذهب السفاح الإسرائيلى إلى مزبلة التاريخ قريبًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زالت الأقنعة وعاشت فلسطين زالت الأقنعة وعاشت فلسطين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon