بقلم - صلاح الغزالي حرب
فوجئت وحزنت عند الإعلان عن اتفاق على استضافة مبارتى الأهلى والزمالك فى الدورى العام المصرى فى المملكة العربية السعودية فى نفس مواعيدها المحددة سابقا مع تصريح غريب للسيد أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية المحترفة، بأن كرة القدم أصبحت صناعة تدر الملايين على كل نوادى مصر!، وقد أفادت قناة فرانس 24 بأن السيد أحمد دياب رئيس اتحاد كرة القدم المصرى، وهذا خطأ غريب من الوكالة، حيث إن رئيس الاتحاد هو السيد جمال علام قد صرح بوجود عائد مادى لطرفى المباراة بمئات الملايين من الجنيهات ومبلغ آخر بالملايين لباقى أندية الدورى المصرى، وسيكون ذلك مناسبا لقيمة منتج الدورى المصرى!، وقد سبق أن تقابل الناديان فى السعودية فى أول نهائى لكأس مصر يقام خارج البلاد.. وقد حاولت البحث عن خلفية السيد دياب، وعلمت أنه يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذى لإحدى الشركات الخاصة التى استحوذت على نادى كوكاكولا، وقامت بتغيير اسمه (وأتعجب هنا لسبب اختيار اسم أجنبى بديلا لاسم ناد مصرى عربى، وكذلك الحال مع نادى بيراميدز بديلا عن الأهرامات، وهو أمر مرفوض وغير مقبول، كما أنه عادة لا تتمتع هذه الأندية بالعدد الكافى من الجماهير بعد أن عاصرنا نوادى معظم المحافظات المصرية فى زمن مضى قبل أن تهل علينا نوادى الشركات).
نأتى الآن إلى أسئلة مشروعة وضرورية تجرى على ألسنة الكثيرين:
1- لم نسمع تعليقا من رئيس اتحاد كرة القدم المصرى على هذا التصرف من الرابطة، ويبدو أن المبلغ الذى خصصته هيئة الترفيه السعودية هو الذى حسم الأمر علما بأن السيد أحمد دياب صرح بأنه قد يفكر فى ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد المصرى.. لكننى أتساءل: كيف نقبل بحرمان المواطن المصرى البسيط من حضور مباراة الناديين الكبيرين، ونحن نعلم جيدا مدى أهمية هذا الحضور باعتباره من أهم عوامل السعادة والاستمتاع والتنفيس عن الصعوبات التى يعيشها بحجة احتياج الأندية للمال؟، ونحن نعلم أن من أهم أسباب نقص دخول الأندية تحجيم أعداد المشاهدين لأسباب أمنية فى حين أن الحقيقة التى نعيشها أن الأمن المصرى مستقر تماما ولديه من الإمكانيات الكثير مما يمكنه من السيطرة على أى شغب متوقع، وكذا التحكم فى نوعية وهوية المشاهدين قبل دخولهم الاستاد. وأناشد وزارة الداخلية بحسم هذا الأمر، ونحن نبنى الجمهورية الجديدة، فحضور الجماهير الغفيرة هو مفتاح النجاح لأى نشاط رياضى.
2- أتفق تماما مع الأسئلة المشروعة التى قدمها الصحفى والإعلامى القدير الأستاذ حمدى رزق فى مقاله المهم بعنوان (ولهم فيها مآرب أخرى):
(هل أجرت الرابطة أو حتى فكرت فى إجراء استطلاع رأى جدى بشأن إقامة القمة خارج الحدود؟ أشك تماما.. آخر ما تفكر فيه الرابطة، بتشكيلها الحالى، رغبات الجماهير وتفضيلاتهم.. للأسف لهم فيها (فى القمة) مآرب أخرى، ولن نخوض فيها والقاعدة تقول (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).. اللى اختشوا ماتوا.. صفقة نهائى كأس مصر (أم مليون دولار) كانت بمثابة فاتح شهية.. لقمة ساخنة.. لسان الحال ربنا يوعدنا بقمة إضافية فى السوبر الجديد.. الرابطة لا تأبه برفض جماهيرى ولا تنشغل باستنكاف نخبوى.. المهم (الكورتجية) العاملون عليها يسترزقوا، ما يسمى عرفا (الحسنة المخفية)، واللى باع قمة نهائى كأس مصر يبيع قمة الدورى بدون إحساس بالعار الكروى، ولم يعد مزعجا للضمير الوطنى إقامة مباريات القمة خارج الحدود.. زى عدمها.. وأنا فى انتظار إجابة عن هذه الأسئلة.
3- إن ما حققه الرئيس السيسى فى المجال الرياضى بإنشاء المدينة الأوليمبية فى العاصمة الإدارية هو أحد أفضل الإبداعات التى تم إنشاؤها باحترافية عالية لتضم مجموعة من الأندية الرياضية والاجتماعية وعددا من الملاعب فى كل الرياضات، وهى تقع على مساحة حوالى 92 فدانا وتحتوى على استاد لكرة القدم تبلغ سعته 90 ألف متفرج، وإذا أضفنا إلى ذلك استاد القاهرة الدولى (ناصر سابقا)، والذى يتسع لحوالى 74 ألف متفرج والذى تأسس فى عام 1958 فمن غير المعقول ولا المقبول أن نحرم المواطن المصرى من الاستمتاع بهذه المنشآت، خاصة فيما يخص كرة القدم، بحجة الحاجة إلى المال لدى الأندية (بعض هذه الأندية تنفق الملايين من الدولارات على مدربين أجانب واستيراد لاعبين من خارج الحدود ولا تعبأ باكتشاف المواهب الكثيرة التى تنتشر فى ربوع البلاد).
4- بكل تأكيد لا تثريب على الشقيقة السعودية الحبيبة والتى سعدنا بالثورة التصحيحية والنهضة الكبيرة التى نراها فيها ونلمسها فى كل المجالات، ونتمنى لها المزيد من النجاح والتألق، كما أننا نكن لها كل الحب والتقدير والاحترام.
وتبقى كلمة أخيرة: إن الغرض من قانون الاستثمار الرياضى فى مصر هو إنشاء الأندية شركات رياضية، وبالفعل فإن النادى الأهلى أنشا ثلاث شركات كما أنشا نادى الزمالك شركة واحدة، وقد أكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة لن تتأخر فى مساعدة النوادى فى هذا الاتجاه، لكن يبدو أن رجل الأعمال السيد أحمد دياب الذى قال إن كرة القدم أصبحت صناعة تدر الملايين قد اختلط عليه الأمر.. ونحن فى انتظار قرار حاسم يعيد البسمة للجماهير المصرية المتعطشة لحضور المباريات بغير تحفظات على الأعداد كما كنا من قبل، فمصر بكل تأكيد تستطيع ومصر تستحق