توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاحظات على أحوال الأمن العام.. والأمن الاجتماعى

  مصر اليوم -

ملاحظات على أحوال الأمن العام والأمن الاجتماعى

بقلم::صلاح الغزالي حرب

 أولًا.. ملاحظات على الأمن العام:

بداية لابد من توجيه الشكر والامتنان لرجال الشرطة على المجهود الضخم الذى يبذلونه فى ظروف صعبة من أجل الحفاظ على الأمن العام وبث الطمأنينة فى قلوب المواطنين كما أننا نتابع أسبوعيًّا الإنجازات الضخمة التى تحققها الشرطة فى كل المجالات.. واليوم سوف أركز على ثلاثة موضوعات عن الأمن العام تهم جموع المواطنين بعد زيادة وتيرة العنف غير المسبوق والجرائم الغريبة عن مجتمعنا..

1) جرائم المسجل خطر:

هناك قرار صادر من رئيس الوزراء برقم 2582 لسنة 2019 بأن تحيل النيابة العامة جرائم الترويع والتخويف والمساس بالطمأنينة (البلطجة) إلى محاكم أمن الدولة طوارئ، ومع ذلك فقد تفشت فى الآونة الأخيرة ظاهرة البلطجة والتى أخذت فى بعض الأحيان صورة الحارس الخاص (البودى جارد) خاصة فى أوساط بعض رجال الأعمال والفنانين وغيرهم الذين يسيرون وسط الحراسة بصورة مستفزة أحيانًا للمواطنين الآمنين ثم هناك الصورة الأشد قتامة وهى تتعلق بالمسجلين خطرًا.. وقد كشف تقرير للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية عن ارتفاع نسبة عودة المسجلين خطرًا إلى الجريمة والبلطجة مرة أخرى إلى ما يزيد على 55% من المسجلين البالغ عددهم حوالى 92 ألف شخص خطير على المجتمع ومن بينهم عدد ليس بالقليل من السيدات وهؤلاء المسجلون هم من قضوا عقوبات فى جرائم ارتكبوها ثم خرجوا إلى الحياة العامة بقناعاتهم وأفكارهم الهدامة، ومن المؤكد أن تواجدهم بين الناس يشكل خطورة دائمة على المجتمع برغم الرقابة المفروضة عليهم، وللأسف فإن بعضهم كان يعمل فى مواسم الانتخابات لترويع المنافسين.. وهناك ثلاث فئات الأولى تضم رؤساء العصابات ومعتادى إثارة الإرهاب والثانية من سبق لهم ارتكاب جرائم قتل عمد والأخيرة تضم ممارسى الاتجار فى المخدرات وغيرهم.

واقتراحى بعد زيادة نسبة جرائم هذه الفئة أن يخضعوا جميعًا لدورات فى مراكز للإصلاح والتقويم حتى يتم التأكد من الرجوع عن التفكير الإجرامى والذى إذا تكرر يتم حجزه بغير عودة إلى الشارع..

2) جرائم المخدرات:

من المؤكد أن خطورة تعاطى المخدرات لا تقل إن لم تزد عن خطورة الإرهاب، فهذا الأخير يمكن التغلب عليه أو تحجيمه بعد معرفة مصادره ولكن التعاطى هو كالسرطان الذى ينخر فى جسد المجتمع ببطء وتوحش، ويركز عادة على الفئة العمرية التى من المفترض أنها عماد الأمة حيث تشكل الفئة العمرية بين 15- 20 عامًا النسبة الأكبر من المتعاطين! (44.50%) يليها ما بين 20 و30 عاما (34.65%) والكارثة أن حوالى 13.63% بين الأقل من 15 عامًا، وقد أكد د. عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن، أن الحشيش يحتل المركز الأول، ثم يأتى الهيروين فى المرتبة الثانية يليه الترامادول، ثم المخدرات التخليقية (المصنعة)، مثل الشابو والاستروكس، شديدة الخطر.. وهناك أسباب عدة لزيادة انتشار المخدرات منها تفكك الأسر وحب الاستطلاع عند الشباب وتوهم البحث عن المتعة أو تناسى المشاكل وأصدقاء السوء وغياب القدوة وتقليد ما يراه الشباب فى بعض المسلسلات والأفلام من الاستخدام المفرط للمخدرات.

وقد تبنت الدولة مؤخرًا استراتيجية قومية متعددة المحاور لمكافحة هذه الكارثة تشريعيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا مما أدى إلى انخفاض ملحوظ فى نسبة التعاطى، ولكننا للأسف لا نزال نسمع عن مناطق بعينها فى المحافظات المختلفة والتى ينتشر فيها تجار المخدرات مثيرين الخوف والرعب بين الناس؛ وهو ما يتطلب مضاعفة الحملات الأمنية على تلك البؤر الاجرامية بلا هوادة، وكذا تعميم إجراء فحوصات فجائية فى النوادى والمدارس والجامعات وكل التجمعات، كما أطالب بالتشديد على منتجى الأفلام والمسلسلات بعدم الخوض غير المبرر وغير المكثف فى تفاصيل هذه الكارثة التى تحيط وتحاصر الأجيال الجديدة ومعاقبة المخالفين منهم عقوبات صارمة ومنعهم من ممارسة الإنتاج.

3) السلاح الأبيض:

يشمل هذا السلاح السكين والمطواة والسنجة والسيف وغيرها، وتنص المادة 25 مكرر من القانون 5 لسنة 2019 على عقوبة من حاز أو أحرز بغير ترخيص هذا السلاح بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد على 5 آلاف جنيه! وقد تقدم النائب أحمد فهمى بمشروع قانون لتغليظ هذه العقوبات للحفاظ على حياة المواطنين، وللأسف الشديد فإنه لا يمر أسبوع إلا وتحدث فيه جريمة بهذا السلاح، وقد زادت نسبة المشاحنات خاصة فى الأحياء الشعبية ولأسباب قد تكون واهية ولكنها تؤدى الى إصابات خطيرة قد تؤدى إلى الوفاة، ونتذكر هنا ما حدث أمام جامعة المنصورة من قتل وذبح طالبة المنصورة بهذا السلاح، ومن المؤلم أن أحد الممثلين قد بنى شهرته على استخدام هذا السلاح فأصبح أمام الأجيال الجديدة رمزًا كريهًا وهو يحمل بيده السيف والسكين فى غيبة تامة للرقابة التى سمحت بهذا العبث.

إننى أطالب بمنع حمل هذا السلاح- بأشكاله المتنوعة- بغير تصريح أمنى، وتشديد الرقابة على محال بيع هذه الأسلحة مع تغليظ العقوبات لتصل الى الإعدام حقنًا لدماء المواطنين.

ثانيًا.. عن الأمن الاجتماعى:

1) التنمر الدينى:

قال الله تعالى فى كتابه الكريم (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) وقال سبحانه (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وهذه الآيات المحكمات الواضحة المعنى يجب أن تكون شعار هذه المرحلة التى يحاول أن يسيطر علينا فيها التيار السلفى المتشدد الذى ابتلينا به منذ منتصف السبعينيات مع التيار الإخوانى، وتكفى نظرة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعى لكى تتأكد أجهزة الدولة من خطورة هذه الأفكار الشاذة فى محاولة خبيثة لبث الفرقة والشقاق بين مواطنى البلد الواحد.. وعلى الجانب الآخر من الصورة نرى هذا التيار وهو يحاول أن ينشر الغلو والتشدد متجاهلًا قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (هلك المتنطعون) مشيرًا إلى التشدد والغلو والمبالغة فى ممارسة العبادات وقوله (إياكم والغلو فى الدين فإنما أهلك من كان قبلكم غلوهم فى الدين)، وقد تركزت جهودهم على المرأة حتى قال لى أحد زعماء الإخوان فى مكتبى بكلية الطب (يكفينا أننا استطعنا تحجيب النساء كرمز للانتماء للجماعة) ويكفينا هنا فقط الأية 26 من سورة الأعراف، والتى تحدثت عن لباس الإنسان والموجهة إلى عموم البشر (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) والكلمات واضحة، فمن آياته سبحانه أنه أنزل علينا ما نصنع منه لباسنا لكى ندارى عوراتنا، وهناك لباس آخر نتجمل به من الثياب الحسنة ولكن تبقى التقوى التى تعنى الإيمان أو العمل الصالح والحياء والعفاف وغيرها من المعانى الحسنة خيرًا من كل ذلك.

2) التفكك الأسرى:

هو حالة من الخلل الوظيفى نتيجة لخلافات أو تخلى أحد الوالدين عن الأدوار الأساسية المنوطة به مما يؤدى إلى خلل وظيفى عام للأسرة ككل.. والطلاق هو واحد من أهم أسباب هذا التفكك ولكن الضحايا الحقيقيين هم الأبناء الذين يفقدون الأمان والاستقرار ويسودهم القلق والاضطراب وهناك علاقة وثيقة بين تشرد الأطفال والتفكك الأسرى، كما أنه قد يؤدى إلى حالة من العدوانية لديهم وقد زادت بكل أسف معدلات الطلاق فى مصر التى تشهد حالة طلاق كل دقيقتين وأكثر من 18 ألف حالة شهريًّا! وهو أمر شديد الخطورة على أمن واستقرار المجتمع، وعلى الدولة بكل أجهزتها المعنية بالأمر أن تكبح جماح هذا التفكك بمنع الزواج المبكر والتشديد على تعليم كل الفتيات بقوة القانون وحتمية عمل فحص شامل جسدى ونفسى لكل المقبلين على الزواج والانتهاء من إعداد قانون الأحوال الشخصية الجديد بما يحفظ للزوجين والأبناء حقوقهم كاملة، كما أن للأهل دورًا مهمًّا فى هذا المضمار بداية من التربية السليمة الواعية ونهاية بالتوفيق بين الزوجين إذا لزم الأمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات على أحوال الأمن العام والأمن الاجتماعى ملاحظات على أحوال الأمن العام والأمن الاجتماعى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon