توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلبيات في حاجة إلى مراجعة.. وصرخة البجعة!

  مصر اليوم -

سلبيات في حاجة إلى مراجعة وصرخة البجعة

بقلم - صلاح الغزالي حرب

كتبت من قبل عن مشاكل المجتمع المصرى وضرورة الالتفات إلى المواطن كأولوية قصوى.. واليوم، أتحدث عن بعض الصور السلبية التى سادت المجتمع، وعن ضرورة تحسينها أو التخلص منها من أجل غد أفضل:

1- الحصانة البرلمانية:

هى نوع من الحماية القانونية التى يعطيها الدستور لنواب الشعب فى البرلمان كنوع من الحماية السياسية والقانونية حتى يستطيع النائب أن يؤدى وظيفته الدستورية كاملة كسلطة تشريعية بعيدًا عن تأثير السلطة التنفيذية بالترغيب أو الترهيب، وقد ظهرت هذه الحصانة للمرة الأولى فى إنجلترا عام 1688 على أثر قيام الثورة الإنجليزية، وظهرت الحصانة فى مصر للمرة الأولى فى 7 فبراير 1882، ثم توقفت أكثر من مرة حتى أصبحت مستقرة فى الدستور المصرى.. وفى الفترة الأخيرة أُثيرت قضيتان بخصوص رفع الحصانة عن عضوين من مجلس النواب.. أحدهما يشغل منصب الأمين العام لحزب الشعب الجمهورى بالإسكندرية، أحد أعضاء غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، وكانت الواقعة المتسببة فى رفع الحصانة ممثلة فى قيامه بالتوقيع على شيكات ضمان تصل قيمتها إلى 50 مليونًا من الجنيهات لصالح عدة بنوك، على خلفية عدد من المشروعات.. والعضو الثانى نائبة بالمجلس عن محافظة أسيوط، طالبة بالفرقة الثالثة (انتساب) بكلية الحقوق، والتى اتُّهمت بالغش عن طريق سماعة أذن، والتعدى على عضو هيئة تدريس أثناء تأدية الامتحانات.. وقد رفضت النائبة المثول أمام مجلس التأديب الذى أمر به السيد رئيس الجامعة!.. وقد سعدت كثيرًا بما قاله رئيس مجلس النواب، المستشار حنفى جبالى، عن الحصانة البرلمانية بأنها من المُحال أن تكون عقبة تعترض طريق مساءلة النائب تأديبيًّا أو جنائيًّا حال خروجه عن النظام العام وإتيانه أعمالًا من شأنها أن تؤثر فى هيبة السلطة التشريعية أو تنتقص من ثقة أفراد الشعب القائمين عليه.. ومصدر سعادتى أننا كنا قد عاصرنا مجالس سابقة كانت تتجاهل علنًا رفع الحصانة عن بعض أعضاء المجلس تحت راية ما سمى (المجلس صاحب قراره)، والتفافًا حول القانون، والأمثلة كثيرة، ونعلمها جميعًا، ولكن يبدو أنه آن الأوان أخيرًا كى نحافظ على سمعة المجلس وكرامته واحترام المواطن المصرى.. ويقودنا ذلك إلى المطالبة بإعادة النظر فى شروط الترشح للمجالس النيابية وكذلك المحلية، والتى تشمل تاريخه المهنى وخبرته وسمعته وكفاءته، والتى يجب أن يفصح عنها أمام الرأى العام بعيدًا عن عدد مَن قاموا بانتخابه، والذى للأسف الشديد يخضع لعوامل أخرى نعلمها ونعايشها جميعًا.

2- مناقشة المسؤول:

تأذيت نفسيًّا، وأسفت كثيرًا، مما حدث على الهواء عند مناقشة السيد وزير التموين، د. على المصيلحى، مؤخرًا فى مجلس النواب، وما أدهشنى وأحزننى هو هذا الاحتفال والاحتفاء بهذه الصرخات الاصطناعية والألفاظ غير اللائقة من البعض.. فما حدث فى الجلسة لا يليق أبدًا بمصر وبالقيم الحضارية التى ورثناها عن أجدادنا، وكلنا نعلم أن هناك تقصيرًا شديدًا فى أداء وزارة التموين، وقد ذكرت ذلك فى عدة مقالات مؤخرًا، ولكننا نعلم أيضًا أن هذا الوزير وغيره لا يملكون عصا سحرية، ولا يمكن- وهو وزير منذ سنوات- أن يتعمد الفشل أو إثارة غضب المواطنين، ولكن منظومة عمل الحكومة كلها والتعاون والتجانس بين الوزراء تحتاج إلى مراجعة سريعة، وهو ما عبر عنه وزير التموين فى جلسة المجلس بكلمات قليلة بقوله إنه ليس وحده المسؤول عما حدث ويحدث فى الأسواق، ولم يلتفت إليه أحد، وهذا حق. وتبرز هنا بعض الأسئلة التى تحتاج تفسيرًا من أعضاء المجلس المفوهين: لماذا لم نرَ مثل هذه المظاهرات من قبل إلا نادرًا؟، ولماذا لم أسمع عن طلبات إحاطة أو استجواب قوى أو طلب بسحب الثقة أو غيرها من الإجراءات النيابية فى الكثير من المجالات التى أثارت استياء المواطنين، وما أكثرها؟.. أتمنى أن تتسم مناقشاتنا وتعليقاتنا مع كل مسؤول- مهما علا شأنه- بالموضوعية والصراحة وطرح البدائل بدلًا من الصراخ والتفوه بألفاظ لا تليق.

3- يحدث فى المجال الصحى:

- لا جدال فى أن المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة كانت هى النافذة المضيئة للمريض المصرى، والتى تضمنت دعم صحة المرأة، والرعاية الصحية لكبار السن، والكشف المبكر، وعلاج الأورام السرطانية، وقوائم الانتظار، ومواجهة أمراض سوء التغذية بين أطفال المدارس، وغيرها الكثير، الذى كان مردوده طيبًا بين جميع المواطنين، ولكن يبقى السؤال المهم: هل أصبحت وظيفة وزارة الصحة مقصورة على تنفيذ المبادرات الرئاسية؟، ولماذا كما قلت من قبل يدخل المواطن المصاب بالمرض نفقًا مظلمًا لا يدرى متى، وكيف يخرج منه فى معظم الحالات؟، ولماذا تدخلت مؤسسة الرئاسة فى حل معضلة تأخر إجراء الجراحات فى مستشفيات الوزارة، والتى أضرت بالكثير من المرضى، ولماذا تقاعست الوزارة عن هذه المهمة شديدة الأهمية؟، وإذا كانت المشكلة تكمن فى توفير مبالغ مالية كافية، فأين كانت الحكومة؟، وإلى متى نستمر فى هذه الفوضى معتمدين على ما يسمى العلاج على نفقة الدولة، والذى هو الوظيفة الرئيسية للمستشفيات الحكومية؟!.

- إلى متى تستمر ظاهرة نقص الدواء، مع الإصرار على إنكار هذا النقص، ونحن كأطباء نسمع شكاوى المرضى بصورة شبه يومية؟، وكذلك نقصه فى مستشفيات حكومية كثيرة.

- للأسف، لا يوجد إعلام طبى، بعد أن حل محله الإعلان الطبى مدفوع الأجر، وقد سبق التنبيه إلى هذه الظاهرة أكثر من مرة، ولم يلتفت أحد بكل أسف، ويكفى هنا التذكير بطبيب على إحدى القنوات الخاصة يُقال إن عدد مشاهديه قد فاق 2 مليون ونصف المليون مشاهد، وقد تصادف أن شاهدته وهو يتحدث عن خطورة استخدام الأنسولين للأطفال المصابين بالسكر من النوع الأول!!، وهى الدعوة التى ترقى إلى مرتبة الدعوة إلى قتل هؤلاء الأطفال للأسف الشديد لسبب نعلمه جميعًا، وهو أن الأنسولين هو العلاج الوحيد لهؤلاء الأطفال طوال العمر، فمَن يتحمل مسؤولية هذا العبث والإجرام، وأين وزارة الصحة ونقابة الأطباء؟؟.

عن صرخة البجعة

سعدت، وشرفت بهذا الكتاب، الذى وصلنى من الأستاذة الكاتبة القديرة والصحفية المصرية حتى النخاع الأستاذة سكينة فؤاد، مع هذا الإهداء البديع، (مع احترامى وتقديرى لكاتب كبير اختبأ فى بالطو أبيض وخبرة أستاذ طب كبير)، وكلنا نعلم أن الأستاذة سكينة كاتبة سياسية قديرة، وكانت منذ سنوات النائب الأول لحزب الجبهة الديمقراطية، ونائبة فى مجلس الشورى، وعُرف عنها اهتمامها الكبير بقضايا الأمن الغذائى وانتقادها لوزير الزراعة الأسبق، د. يوسف والى، ومشاكل الزراعة فى مصر.. كما شغلت منصب مدير تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ولها مقال أسبوعى بجريدة الأهرام، كما أن لها روايات وكتبًا كثيرة، من أبرزها رواية

(ليلة القبض على فاطمة) عام 1984.. وقد تعجبت فى البداية من عنوان الكتاب، والذى أوضحته الأستاذة القديرة فى مقدمة الكتاب بالآتى: (يقولون إن للبجعة صرخة أخيرة قبل الرحيل، وهذه صيحتى.. تطلقها كاتبة القصة، التى سجنتها داخلى لأتفرغ لاحتراق الصحافة واشتعال نار القضايا والهموم اليومية.. هل أخطأت؟، لا فقد زاد ألم إهمال الاستجابة لكل ما كتبت معاناة ونداءات وصرخات كاتبة القصة السجينة داخلى، والتى كانت تنجح محاولاتها فى كسر القضبان، وكتابة بداية لقصة أو رواية دائمًا، ثم يوقف استكمالها استسلامى لإرادة الكاتبة الصحفية وفريضة تناولها للأزمات الحياتية)، ومن رحم هذه المعاناة ظهرت هذه المجموعة الجميلة من القصص القصيرة بدءًا من (الزين والزينة)، وانتهاء بقصة (فنجان نجاح).

كل الشكر والتقدير والاحترام للكاتبة الوطنية، الروائية المبدعة، الأستاذة سكينة فؤاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلبيات في حاجة إلى مراجعة وصرخة البجعة سلبيات في حاجة إلى مراجعة وصرخة البجعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon