توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاعتراف بالفشل هو أول طريق النجاح.. والنجاة

  مصر اليوم -

الاعتراف بالفشل هو أول طريق النجاح والنجاة

بقلم::صلاح الغزالي حرب

عبارة الاعتراف بالحق فضيلة ليست حديثا نبويا كما يظن البعض، ولكنها عبارة مأثورة يطرحها العقلاء والحكماء من أجل توجيه الناس إلى الطريق المستقيم، فليس الخطأ أن نقع فى الخطأ وإنما هو الاستمرار فى فعل هذا الخطأ، والنفوس القوية فقط هى من تعترف بالخطأ وتلجم نفسها عن فعله مرة أخرى، وكذلك فإن الاعتراف بالفشل هو أول طريق النجاح، وثقافة الاعتراف بالفشل هى جزء من مواجهة النفس، كما أنه فضيلة أكبر من الاعتراف بالحق، وكما يقال فإن النجاح له ألف أب ولكن الفشل غالبا ما يولد يتيما!. ومنذ تسلم الرئيس السيسى زمام الحكم وحتى الآن فإن حركة التعمير والإصلاح لا تتوقف لحظة واحدة فى كل أنحاء البلاد، وهو ما نراه جميعا رأى العين، كما أننا نتوقع وقوع أخطاء لأنها سنة الحياة ولكن يبدو أن بعض الأجهزة الحكومية لا تعترف بذلك وتفضل التكتم والتجاهل واستغلال ظاهرة النسيان.. والأمثلة كثيرة وآخرها ما حدث فى الساحل الشمالى من تنظيم مرورى وإنشاء كبارى بذل فيه جهد كبير من أجل راحة المواطنين، ولكن فيما يبدو كانت عليه ملاحظات، كما سمح باستخدامه قبل الانتهاء من إعداده فكان ما كان من ارتباك وخوف وقلق من المواطنين مما أدى إلى تدخل الرئيس لإصلاح الأمر، وسوف أضرب اليوم مثلين لهذا الأمر وأتمنى أن تتحلى الحكومة بفضيلة التأنى والاستعانة بالكوادر العلمية الكبيرة التى تزخر بها مصر.

أولا.. فشل إدارة المرور وتنظيم الشارع المصرى:

لا بد أولا أن ندرك أن مشكلة المرور والمشاة وعدم الانضباط هى أمن قومى كونها أحد المسببات الرئيسة لكثير من الأمراض العصبية والنفسية للمواطنين، بالإضافة إلى الإجهاد الجسمانى والعصبى وما يتبع ذلك من مشاكل لا حصر لها، وتمثل القاهرة أهم بؤرة لهذا التكدس حيث يتوجه إليها المواطنون من كافة المحافظات نتيجة وجود معظم الوزارات والهيئات الحكومية بها، وبذلك تتحمل طرق القاهرة مرور أكثر من 5 ملايين مركبة مختلفة فى رحلات الذهاب والعودة، ناهيك عن مواعيد دخول وخروج الطلاب من المدارس والجامعات وكذا خروج العاملين فى القطاعين الخاص والحكومى.. وعلى الرغم من الجهد الكبير الذى تبذله الشرطة فى هذ المجال- الذى لا يجب أن تتحمله وحدها- وبرغم صدور عدة قوانين لتنظيم المرور فإن علينا أن نعترف بالفشل ونستعين سريعا بالخبرات الأجنبية مع الخبرات المصرية الكبيرة التى تزخر بها كليات الهندسة فى مصر لإنشاء مجلس قومى تابع لرئيس الوزراء؛ لوضع استراتيجية شاملة للمرور وتنظيم الشارع قبل أن تستفحل الحوادث ونفقد المزيد من الأبرياء على الأسفلت، وخاصة مع التقدم السريع والمشكور فى إنشاء الطرق.. وهناك عدة مقتراحات:

1) تدريس مادة آداب المرور فى جميع المدارس بكل ما تشمله من مبادئ احترام الطريق وإشارات المرور واحترام حق المواطن فى العبور بلا خوف مع شرح مبسط لقانون المرور.

2) منح الضبطية القضائية لرجال المرور مع تخصيص عدد كاف من المركبات الشرطية الصغيرة لتجوب الشوارع على مدى اليوم لضبط المخالفين، وتحديد غرامة لا تقل عن ألف جنيه على السرعة الزائدة تتضاعف عند التكرار ثم يتم سحب الرخصة وإعادة تأهيل السائق، وأتمنى أن نتوقف عن سياسة الكمائن التى لا وجود لها فى العالم من حولنا والتى تؤدى فقط إلى تعطيل المرور!.

3) تفعيل أكبر عدد من الكاميرات مع الإسراع فى إبلاغ المخالف ومضاعفة الغرامة عدة أضعاف وسحب الرخص، مع الاهتمام بوضع إشارات مرور حديثة تحل محل رجال الشرطة.

4) تقوم اللجان الهندسية بالتعاون مع المرور بمراجعة تخطيط الشوارع وتحديد أماكن العبور للمشاة.

5) تفعيل القوانين المعطلة الخاصة باستخدام الكلكسات بغير مبرر، وعدم وجود أى ملصقات على السيارة واستخدام الهواتف أثناء القيادة، واستخدام زجاج الفيميه وغيرها مع مضاعفة الغرامات الفورية.

6) على الدولة أن تدعم منظومة النقل العام وإشراك القطاع الخاص فى هذا المجال من أجل تغطية كل الشوارع فى جميع المحافظات، مما يقلل من استخدام السيارات الخاصة، مع وضع خريطة تفصيلية لسير كل مركبة، وأماكن الوقوف ومواعيد السير ومراقبة التحركات باستخدام التقنيات الحديثة.

7) وضع حد لمافيا سيارات الميكروباصات بمختلف أحجامها وأنواعها، والتى أصبحت مصدر قلق وإزعاج وتلوث بيئى، ناهيك عن الجرائم التى ترتكب عن طريقها، والأمر يتطلب إشراك القطاع الخاص بالتعاون مع المجلس القومى لاحتواء كل هذه المركبات تحت قانون واحد ملزم يشمل اختيار السائق بعد اختباره من حيث الكفاءة والخبرة والسجل الأمنى والصحى واختبارات المخدرات دوريا، وكذا تحديد المسارات بدقة وأماكن التوقف ووضع التسعيرة المتفق عليها مركزيا فى مقدمة السيارة.

8) تنظيم خاص لمركبات التوك توك يركز على منع قيادتها لمن يقل عمرهم عن 30 عاما، وبعد استيفاء كل الشروط السابق ذكرها لقيادة المركبات، وعلى كل محافظ أن يحدد أماكن تواجدها وخطوط سيرها فى الأماكن التى تحتاجها فقط والذى تحدده الجهات الهندسية.. وتشديد العقوبة على المخالفين.

ثانيًا.. فشل تحجيم الانفجار السكانى

لا يختلف اثنان على أن السكان فى مصر أحد عناصر قوة الدولة، وخاصة إذا علمنا أن المجتمع المصرى يعتبر مجتمعا فتيا حيث تشكل الفئة العمرية أقل من 15 عاما حوالى ثلث السكان (بنسبة 34.2 %) بينما تشكل نسبة كبار السن (65 عاما فأكبر) 3.9 % فقط فى بداية عام 2021.. إلا أن قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها بتقديم الخدمات الأساسية بالجودة المناسبة محدودة، كما أن الزيادة السكانية تؤثر على متوسط نصيب الفرد من الموارد الضيقة.. ومن هنا كانت الحاجة الملحة لوضع استراتيجية واضحة المعالم لخفض معدلات الزيادة لإحداث التوازن المطلوب.. وللأسف الشديد فإن كل المحاولات الحكومية السابقة عجزت عن تحقيق الأهداف المطلوبة لكبح جماح الزيادة غير المنضبطة، وعلينا أن نعترف بذلك ونبدأ فى إعادة تنظيم المجلس القومى للسكان التابع لرئيس الوزراء، وأرشح شخصيتين لهما باع طويل فى هذا المجال.. الأول هو د أسامة رفعت شريف وهو طبيب مصرى يعمل كمستشار دولى للتنمية السكانية ومستشار لصندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الشركاء فى التنمية السكانية (25 دولة) لتعاون جنوب جنوب، وهو صاحب مشروع (نادى الأسرة الصغيرة) الذى نشره عام 2014 وعرضه على وزارتى الصحة والسكان فى ذلك الوقت ولم يتحرك أحد!، ويقوم هذا المشروع على تشجيع المقبلين على الزواج وحديثى الزواج على ثقافة التخطيط لإنجاب طفلين مع منح الأم مكافأة مالية وأخرى عينية بالتعاون مع المؤسسات الخاصة والمجتمعية والخيرية.. والمرشح الثانى هو اللواء أبو بكر الجندى الرئيس السابق للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، الذى أحدث نقلة نوعية فى عمل وهيكلة جهاز الإحصاء الأكبر فى مصر، وهو صاحب خبرة كبيرة فيما يخص المشكلة السكانية، وأفكار مهمة تشمل تنمية الثقافة السكانية بين الشباب ودمجها فى المقررات التعليمية، وتوفير وسائل منع الحمل بالمجان أو بأسعار رمزية بالتزامن مع تنمية المناطق الأكثر فقرا اقتصاديا واجتماعيا، والاستفادة من مشروع حياة كريمة لإتمام هذه المهمة الوطنية.

هناك بالقطع مشاكل أخرى كثيرة تحتاج إلى إعادة نظر وتعديل مسار من أجل رفعة هذا الوطن، وأتمنى أن يكون الحوار الوطنى المنتظر هو بداية الانطلاق.

على الدولة أن تدعم منظومة النقل العام وإشراك القطاع الخاص فى هذا المجال من أجل تغطية كل الشوارع فى جميع المحافظات، مما يقلل من استخدام السيارات الخاصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتراف بالفشل هو أول طريق النجاح والنجاة الاعتراف بالفشل هو أول طريق النجاح والنجاة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon