توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من حقنا أن نفهم ما يدور حولنا..

  مصر اليوم -

من حقنا أن نفهم ما يدور حولنا

بقلم::صلاح الغزالي حرب

يتبع الرئيس السيسى منهج الشفافية والصراحة مع الشعب فى كل تصريحاته، فالثقة هى كلمة السر وجسر التواصل بين الرئيس والمواطن حين يعتمد فى كل تصريحاته على لغة الأرقام والإحصائيات، وأعتقد أن تلك المصداقية ستظل مستقرة لا يمكن زعزعتها رغم كل المحاولات المستميتة والشيطانية التى يتبعها إخوان الشيطان فى كل أنحاء العالم. ومن أجل استمرار هذه المصداقية، أناشد كل أجهزة الدولة أن تحذو حذو الرئيس وتؤمن بأن المواطن هو السيد فى هذا الوطن، وبنص الدستور، وأن القانون فوق الجميع.. وسوف أتحدث اليوم عن بعض الأحداث التى تمر بنا، والتى يقف المواطن أمامها متعجبًا ومتسائلًا وحائرًا، وهو ما لا يجب أن يكون.

أعلنت محكمة القاهرة الاقتصادية، مؤخرًا، إفلاس شركة ألفا لإدارة الصيدليات، المالكة لسلسلة صيدليات 19011، مع تعيين أمين عام للتفليسة لتسلم جميع أموالها وتحصيل حقوقها وسداد التزاماتها، حيث تبلغ المديونيات المتراكمة لدى البنوك وشركات توزيع الدواء حوالى 400 مليون دولار.. وقد بدأ عشرة صيادلة إنشاء هذه السلسلة فى عام 2017 برأسمال 40 مليون جنيه، واستطاعوا أن يستولوا على حوالى 350 صيدلية، بإيجار شهرى حوالى 200 ألف جنيه لكل صيدلية، فى حين أن متوسط الإيجار المتبع منذ سنوات فى حدود 50 ألف جنيه فقط!، وسوف يؤثر إعلان التفليس على سوق الدواء بشكل كبير، والخاسر الأكبر فى تلك المأساة الملهاة هو شركات توزيع الدواء، ويُقال إن أصحاب هذه السلسلة قد فروا خارج البلاد.. والمؤسف فى الأمر أن هناك تضاربًا فى قوانين الصيدلة غير مفهوم، فهناك قانون رقم 127 لسنة 1955 ينص على أن الصيدلى له أن يمتلك صيدليتين، ويدير واحدة، فى حين نجد أن هيئة الاستثمار كانت قد صرحت بإنشاء شركة لإدارة الصيدليات نوعًا من الاستثمار!، ومن هنا جاءت السلاسل، التى أصبح بعضها تتنافس فى استيراد- أو تهريب- الأدوية المصنعة فى الخارج وتخزين الأدوية عند حدوث أى نقص فى سوق الدواء.. ولذلك نريد أن نفهم كيف مر ذلك على وزارة الصحة ونقابة الصيادلة والجهات الرقابية؟!، وأين المسؤولون عن محاربة الاحتكار؟، وكيف استطاعت هذه المجموعة اقتراض الملايين من البنوك بغير ضمانات جدية؟.. هناك بالتأكيد تهاون وتباطؤ فى أسلوب الرقابة والمتابعة، ثم هناك الجشع والطموح القاتل الذى عبّر عنه د. نعيم الصباغ، رئيس مجلس إدارة المجموعة، أمام الإعلامى الشهير، عمرو أديب، بجملة: (إن الشخص الذى يصل إلى سن 35 عامًا دون أن يصبح مليونيرًا هو فاشل، ويستحق أن يعيش فقيرًا)!!. من حقنا أن نفهم.

ثانيًا.. قصة المستريّحين (النصابين) فى مصر:

لا أعرف حقيقة مَن أطلق صفة (المستريّح) على النصاب والمحتال.. فإذا كان المقصود أنهم أناس حصلوا على أموال غيرهم بغير حق وبدون كد أو تعب فهم مستريحون، فهذا خطأ، وأرفض هذه التسمية التى تتنافى تمامًا مع معنى الراحة لغويًّا، والذى يشير إلى أنها شعور نفسى وجسدى بالارتياح الداخلى والرضا النفسى والطمأنينة، فهل يُتصور وصف النصاب بهذا الوصف الجميل؟!..

نعود إلى هذه الظاهرة الخطيرة التى انتشرت بسرعة فى السنوات الأخيرة، وبالتأكيد هناك حالات أخرى لم يتم الكشف عنها، وقد عرفت مصر هذه الظاهرة فى السبعينيات فيما يُعرف بشركات توظيف الأموال، التى استخدمت الدين ستارًا لأعمالها، وانتهت بهرب أو سجن مَن كانوا يعملون فيها، بعد أن عجزوا عن دفع الفوائد أو رد أموال المودعين، وتسببت وقتها فى هزة اقتصادية واجتماعية كبيرة، ثم عادت هذه الظاهرة إلى الانتشار منذ عام 2014 مع نصاب استطاع أن يجمع من أهل قرية بالصعيد أكثر من 53 مليونًا من الجنيهات بحجة استثمارها فى تجارة بطاقات شحن الهواتف المحمولة.. وقد بلغت حصيلة ما جمعه 25 محتالًا فى الأعوام الماضية نحو 5 مليارات جنيه!، وإذا انتقلنا إلى الجانب الآخر من الصورة وتذكرنا ما حدث من ضخ مليارات من الجنيهات فى اكتتاب قناة السويس الجديدة أو فى شهادات بنكى مصر والأهلى الأخيرة، فإننا يجب أن نتساءل لماذا كانت هذه الأموال خارج الجهاز المصرفى للدولة؟، وهناك عدة أسباب محتملة، فهناك مَن يسعى للتهرب من الضرائب، وهناك مَن يحصل على أمواله بطرق غير مشروعة مثل تجارة الآثار أو المخدرات أو التربح من الوظيفة العامة، ولكن الأخطر من ذلك أن كثيرين للأسف يفتون بحرمانية إيداع الأموال فى البنوك واعتباره نوعًا من الربا نتيجة لتغلغل الفكر السلفى المتشدد، وخاصة فى أوساط الريف والصعيد.. وهذا كله يتطلب جهودًا كبيرة من الجهاز المصرفى مع أجهزة الدولة الأخرى بالعمل على جذب هذه الأموال عن طريق رفع الوعى المصرفى بمجالات الاستثمار الآمن للأموال، بالإضافة إلى نشر الوعى الدينى الصحيح، وتغليظ العقوبة على المتشددين من ناحية وعلى مرتكبى جرائم النصب والاحتيال من ناحية أخرى.. ولكن يبقى المثل الشعبى المعبر عن هذه الظاهرة: (مادام الطماع موجودًا، فإن المحتال بخير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من حقنا أن نفهم ما يدور حولنا من حقنا أن نفهم ما يدور حولنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon